بالأرقام.. استنزاف كبير لمقاتلي الجنوب العقائديين في مأرب

الجنوب اليوم | خاص

أدت المعارك العسكرية المحتدمة على تخوم مدينة مأرب إلى سقوط المئات من المقاتلين من أبناء المحافظات الجنوبية الذين تم الدفع بهم ومعظمهم من العقائديين والمتطرفين للقتال في الخطوط الأمامية بشكل مستميت.

ويقاتل أبناء الجنوب ممن تم الدفع بهم إلى مأرب من واقع عقيدة فكرية بعد تشبعهم بالموجهات التكفيرية المعروفة والتي أصبحت تجاهر بها حتى القيادات السياسية التابعة لهادي والتي تحول صبغة الحرب ومواجهة قوات الحوثي إلى صبغة دينية مغلوطة وذلك بهدف ضمان استماتة المقاتلين التابعين التابعين للتحالف في القتال حتى الموت.

ووفقاً لمعلومات خاصة حصل عليها الجنوب اليوم من مصادر موثوقة جداً فإن عدد القتلى فقط من المقاتلين الجنوبيين الذين سقطوا خلال الأيام القليلة الماضية في المعارك التي دارت في الطلعة الحمراء والبلق القبلي غرب مدينة مأرب والتي انتهت جزئياً بعد سيطرة الحوثيين على الطلعة الحمراء بالكامل بلغ وفق المعلومات المؤكدة 300 شخص ما بين أفراد عاديين أو قادة فصائل وكتائب.

وحسب مراقبين سياسيين مناهضين للإصلاح في الجنوب، فإن حزب الإصلاح نجح في إنهاك وإضعاف القوة العسكرية المناهضة له والتي كان الحزب يتخوف منها من أن يتم استغلالها من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي، معتبرين ما يحدث للمقاتلين الجنوبيين في مأرب استنزاف كبير لمراكز القوى الجنوبية العسكرية.

ولا يستبعد المراقبون أن تكون هناك ضغوطاً سعودية وقفت خلف الدفع بمقاتلين جنوبيين خصوصاً العقائديين منهم وإجبار قيادتهم على الدفع بمن يقودوهم من أفراد للقتال في مأرب، وذلك خوفاً من أن تستغل الإمارات هذه القوة العسكرية غير الرسمية للقتال ضد قوات هادي والإصلاح والتي وجدت تجاوباً سعودياً جديداً مؤخراً مع أجندتها في الجنوب، كما يرى مراقبون أيضاً أن السعودية وفي ظل التحول العقائدي الحاصل داخل المملكة والانفتاح على الثقافة الغربية على حساب الثقافة التكفيرية التي كانت سائدة في السعودية من واقع تأثير الوهابية المتطرفة، حيث تتخوف المملكة من أن تنقلب التنظيمات المتطرفة في اليمن التي دعمتها واستخدمتها خلال الحرب منذ 2015، تتخوف الرياض من أن تنقلب هذه التنظيمات لتصبح هماً مؤرقاً لها خاصة إذا ما وجدت هذه التنظيمات من يتوافق معها من العناصر المتطرفة في الداخل السعودي.