صلاح السقلدي يكتب .. حـوار: سلِّـم واستلم
الجنوب اليوم | مقال
صلاح السقلدي
مغادرة الوفد الجنوبي عدن قبل إرغام الشرعية على إعادة الخدمات الأساسية وإطلاق مرتبات الجيش والأمن، سيعني أن التفاوض سيتركز على مقايضة غير أخلاقية ولا عادلة أبداً، تتمثل بمبدأ: (سلِّم واستلم، أو بالأصح: نفِّذ واستلم)، نفِّذ الشق العسكري والأمني واستلم تيار كهربائي من بضعة ميجاوات، وألف طن وقود، مع شهر أو شهرين من مرتبات للجيش والأمن، وإبقاء الشقين السياسي والاقتصادي يراوحان مكانهما من الجمود إلى أجل غير معلوم جراء تلكّؤ الشرعية في تنفيذهما.
المكسب الذي حققته القضية الجنوبية بواسطة الانتقالي الجنوبي وباقي القوى الجنوبية الجادة والذي لا يقوى على إنكاره حتى أشد خصوم الانتقالي وألد أعداء القضية الجنوبية؛ هو أن هذه القضية أصبحت حاضرة بقوة داخلياً وخارجياً يستعصي تجاهلها كقضية عادلة تنشد حلاً عادلاً.
السعودية تستقبل هذا الوفد على مضض، فهي لا تريد في الوقت الراهن صداع رأس اسمه الجنوب في وقت تخطب ود الأطراف بالشمال لوقف الحرب والخروج من هذا المأزق بعد إخفاقها العسكري المرير، أما الشرعية فتلتقي بهذا الوفد والغيظ يخنقها، مع أنها تعرف أن التأييد السياسي الدولي للمجلس الانتقالي وللقضية الجنوبية برمتها بشان استعادة دولة الجنوب في هكذا ظروف محلية ودولية بمستوى عادي، ولا يشكل خطراً على الوحدة ولا حتى عليها، أي الشرعية -على الأقل في المدى المنظور- إلا أنها -أي الشرعية- ترى في تحركات الانتقالي ووفده المفاوض على الجبهة السياسية داخلياً وخارجياً وجلوسه كطرف رئيسي من أطراف الصراع؛ انتصاراً سياسياً ينمو باضطراد، يستحق التخوف منه.