الإمارات والسعودية من خلافات أوبك بلس إلى مواجهات أبين
الجنوب اليوم | تقرير
صراع إماراتي سعودي قديم جديد خرج عن السيطرة خلال اجتماعات أوبك بلس الأخيرة وتسبب بإفشاله ، نتيجة اعتراض السعودية على خطة دول أوبك ورفضها اتفاق روسي سعودي يقضي برفع الإنتاج 400 الف برميل يومياً شهرياً حتى مطلع العام القادم ليتم رفع انتاج صادرات الدول الأعضاء في أوبك بلس الـ 23 دولة إلى مليوني برميل لمواجهة ارتفاع الطلب العالمي ، هذا الصراع ضاعفه ارتفاع أسعار النفط في الأسواق الدولية إلى 75 دولار للبرميل ،مع توقعات وكالة الطاقة الدولية بارتفاع أسعار النفط نهاية العام الجاري إلى 100دولار للبرميل ، الإمارات التي تنتج أكثر من 3 ملايين برميل يومياً ومع تراجع أسعار النفط عالمياً خلال السنوات الماضية إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ سوق النفط العالمي تراجعت صادرات ابوظبي إلى 2,3 مليون برميل ، ومع ارتفاع أسعار النفط وتعافيه صعدت الإمارات مطالبها برفع انتاجها واعتبرت اتفاق أوبك بلس الموقع أواخر العام 2016، بين الدول المصدرة للنفط غير عادل ، وهو ما اثار ردة فعل سعودية غاضبة على الإمارات وصلت تداعياتها إلى تعليق رحلات الطيران بين الدولتين وكذلك فرض إجراءات مشددة على الصادرات الإماراتية الى السوق السعودي حيث اسقطت الرياض اليوم منتجات مصنعة في الإمارات من اتفاقية التعريفة الجمركية لدول الخليج تمهيدا لفرض جمارك عليها وفي خطوة تهدف من خلالها السعودية استهداف عصب الاقتصاد الاماراتي ضمن حرب اقتصادية بدأت بإجهاض ابوظبي مشروع سعودي في منظمة النفط العالمية “أوبك” وصولا إلى حظر متبادل للسفر، كما اطلقت السعودية رسميا تهديدات قوية ضد الإمارات مع احتدام المعركة في إمبراطور النفط العالمي “اوبك” ..وتوعد الامير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي بإفشال مخطط الإمارات ، مؤكدا بانها العائق الوحيد من بين اعضاء المنظمة العالمية للنفط تعارض الخطة السعودية بشأن زيادة انتاج مليوني برميل من النفط خلال الفترة المقبلة ، كما شنت السعودية حملة اعلامية ضد ابوظبي على خلفية التحركات الاخيرة في منظمة الاوبك التي تديرها حاليا السعودية.
الخلافات الجديدة بين ابوظبي والرياض التي اتخذت من أوبك منطلقاً لها لم تكن سوى فصل جديد من فصول تصادم مصالح الدولتين وخلافاتها المتصاعدة منذ سنوات ، ولكن مؤشراتها تفيد بان الوضع بين البلدين يتجه إلى مفترق طرق ، وسينعكس على شراكة ابوظبي والرياض في اليمن بشكل كبير والتي قد تتخذها الدولتين ساحة صراع جديدة لخلافاتها وافشال الجولة الثالثة من المفاوضات التي تجري بين المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وحكومة هادي في الرياض برعاية سعودية ، ولعل ما جرى ويجري في محافظة ابين من صراع عسكري بين أدوات الامارات والرياض يؤكد أن الدولتين تسعيان إلى تفجير الوضع في المحافظات الجنوبية وتحويل محافظة ابين إلى ساحة حرب مفتوحة كونها تمثل الجبهة الأولى المتقدمة في سياق الصراع الاماراتي والسعودي ، فالمجلس الانتقالي الذي تعرض لضغوط سعودية كبيره خلال الأيام الماضية تلقى شحنة سلاح إماراتية مطلع الأسبوع الجاري ، ووفقا لمسار الصراع بين أدوات الدولتين ، فان ما حدث من مواجهات عنيفة في مدينة لودر والتي استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة وتم السيطرة على المدينة بقوة السلاح يضاف إلى ان التعزيزات العسكرية المتبادلة بين الطرفين تشير إلى ان الامارات والسعودية تسعيان إلى اسقاط صراعاتها في جنوب اليمن وتفجير الوضع على كامل مصارعه ، ولعل قيام الامارات باستهداف قوات محسوبة على حزب الإصلاح في لودر امس الأول مما أدى
إلى مقتل واصابة العشرات ، واستمرار الانتقالي بالرد على التهديدات السعودية بالمزيد من خطوات السيطرة على المؤسسات الحكومية في عدن كسيطرته اليوم على فرع المؤسسة الاقتصادية وقيامه بإجراء تغييرات عسكرية من شأنها ان تعزز قواته في محافظة ابين , ضاربا عرض الحائط البيان السعودي الذي انتقد المجلس التابع لأبوظبي وحمله مسؤولية عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض الذي اصبح مصيره محكوم بالصراع الاماراتي السعودي الأخير .