7 / 7 ذكرى منسية في قاموس المجلس الإنتقالي الجنوبي
الجنوب اليوم | تقرير
بعيدا عن السياق المألوف، تحتفل المحافظات الجنوبية الأربعاء بالذكرى الـ 27 لسقوط مدينة عدن تحت سيطرة مليشيات حزب الإصلاح وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح بقيادة الجنرال علي محسن الأحمر عام 1994م، ليس لإحياء الذكرى كما الف الشارع الجنوبي خلال الفترة 2006 ـ 2018، بل نكاية بمليشيات حزب الإصلاح في شبوة، احتفاء منقوض يعكس حال القضية الجنوبية المنهار، وتضارب الاجندة الإماراتية السعودية وتصادمها في محافظة شبوة النفطية شرق البلاد، فعدن المدينة التي تم اجتياحها في مثل هذا اليوم منذ 27 عام، نست الذكرى إن لم يكن المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات قد تناسى هو الآخر رغم أن سيناريوا سقوط عدن تحت سيطرة مليشيات الإصلاح في صيف عام 1994م قد يتكرر في صيف 2021، فالمواجهات العسكرية لم تتوقف حتى الان في لودر وجعار والتوتر العسكري بين مليشيات الإصلاح وقوات الانتقالي في خطوط التماس الواقعة في جبهات شرق زنجبار لاتزال تشير الى ان استعدادات الطرفين العسكرية تنذر بانفجار عسكري كبير هدفة الأول والأخير اسقاط عدن وتكرار الاجتياح، وهو ما تناساه الانتقالي الذي أعتبر ذكرى 7 ـ7 للنكاية وليس ذكرى احتلال مدينة عدن تحت قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وشركائه في حرب صيف 1994م حزب الإصلاح بقيادة الجنرال علي محسن الاحمر، والتي تعرض خلالها أبناء المحافظات الجنوبية للتنكيل والإقصاء من أعمالهم ووظائفهم وإحلالهم بعناصر حزب الإصلاح وعناصر قبلية.
وشهدت المحافظات الجنوبية بعد هذا اليوم أصنافاً من الانتهاكات من قبل نظام 7/7 الذي فرض على الجنوب حكم استبدادي ظالم فاستلب حقوقهم وحرياتهم، وحول مقدرات وثروات الجنوب إلى غنيمة حرب تقاسمها صالح وعلى محسن الاحمر وشركائهما في تلك الحرب الظالمة كحزب الإصلاح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي اللذان لا يزالا يتمسكان بمكاسبهما من تلك الحرب التي وضف فيها الإصلاح الخطاب الديني وحلل قتل أبناء الجنوب، تلك المظالم التي تراكمت خلال الفترة 1994، 2006، أدت إلى اندلاع حراك العسكريين من أبناء المحافظات الجنوبية اللذين أبعدوا من وظائفهم بصورة قسرية عقب احتلال الجنوب من قبل عصابات ال الأحمر الدموية، لتشعل ثورة سلمية استمرت بكل قوتها الشعبية والسلمية حتى العام 2018م، دفع فيها الجنوب خيرة رجالة الذين سقطوا في مواجهات مع نظام 7 /7 دفاعاً عن قضيتهم العادلة.
اليوم بعد27 عاماً من حرب صيف 1994، تعيش المحافظات الجنوبية وضعاً اشد تعقيداً من أي وقت مضى، فمطالب التحرير والإستقلال لم تعد موجهة تجاه نظام 7/7، بل الذي عزز هذا النظام حضورة واصبح شريك أساسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، و أصبحت المحافظات الجنوبية مسرح لتقاسم أطراف حرب صيف 1994م، فتلك الحرب التي مكنت الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي من الوصول إلى سدة الحكم في شمال اليمن، مكنت اليوم دولتي الإمارات والسعودية من تحقيق مطامعها القديمة في اليمن وتحديداً في المحافظات الجنوبية ومدينة عدن، وأعادت ايضاً أقطاب تلك الحرب وتحديداً علي محسن الأحمر الذي كان ولايزال أحد الاذرع الرئيسية للسعودية إلى المحافظات الجنوبية وحافظت على مكاسبة التي حصل عليها خلال العقود الماضية والتي تعد بمثابة غنيمة حرب.
فالواقع في الجنوب اليوم، يشير إلى أن المؤامرة أكبر من مطالب الجنوبين السياسية والحقوقية التي رفعت على مدى أكثر من 14 عام من قبل الحراك السلمي، بل أكبر من خلافات وصراعات اليمنيين برمتهم، فثمة اتفاق غير معلن بين جنرالات حرب صيف 1994م والسعودية والإمارات على تفتيت اليمن وتجزئت وفق مخطط تدميري يؤسس لموجة صراع طويلة المدى ويسعى إلى ضرب وحدة الصف الاجتماعي في المحافظات الجنوبية والشمالية وإضعاف أي أصوات حرة ترفض الاحتلال والتدمير وسياسة التجزئة، وكما كان الشعب الجنوبي ضحية لخيانة عفاش وانقلابه على شركاء الوحدة اليمنية التي صنعها أبناء الجنوب من خلال التنازل عن دولة كاملة السيادة لأجل وطن واحد يسوده العدالة والحرية والمساواة، هاهو الجنوب اليوم يتعرض لخيانة جديدة ذات ابعاد اقليمية ودولية، فبعد أن تعرضت القضية الجنوبية للخيانة من قبل قيادات جنوبية استغلت اندفاع ابناء الجنوب وعاطفتهم نحو استعادة دولتهم المستقلة، تحولت معظم القيادات الجنوبية وعلى رأسها رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي الى طلاب مناصب في حكومة لاشرعية لها على الارض ولا ثقل عسكري او سياسي ولا رافعة اجتماعية لها في الشمال او الجنوب، فالزبيدي ومن معه من قيادات جنوبية تعاملوا مع القضية الجنوبية وكأنها ورقة ضغط وابتزاز للحصول على مكاسب شخصية باسم الجنوب وليست قضية عادلة سقط دفاعاً عنها المئات من الشهداء واصيب المئات من الجرحى في سبيل نصرتها، ولذلك تنازل وفد المجلس الانتقالي في اتفاق الرياض عن القضية وقبل بتجميدها لسنوات طويلة قادمة وهي موافقة على وئد تلك القضية.
بيعة الرياض لم تكن أولى خيانات الانتقالي للقضية الجنوبية فقبول المجلس بطارق صالح وتمكينه من الحصول على موطئ قدم له في منطقة بئر احمد بمدينة عدن بعدما فقد كل شي في صنعاء وخرج منها خائفاً يترقب بعدما انتهت حركة انقلاب ديسمبر 2017م في صنعاء بمقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على يد الحوثيين كانت أولى ثاني كبرى الخيانات لشعب الجنوب بعد أن قدم أولئك القادة عدن والجنوب على صحن من ذهب للاحتلال الإماراتي وقبلوا بان يكونوا أدوات لا قرار لها تخضع لتوجيهات أولاد زايد ، عقب قيام الرئيس هادي بإقالة عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن.
اليوم يتنافس المجلس الانتقالي الذي يمتلك ذراع عسكري موالي للإمارات ، مع حكومة هادي التي سلمت المهرة للسعودية دون مقابل وحولتها إلى مستعمرة سعودية رغم رفض أبنائها للتواجد العسكري الاجنبي في أراضيهم، تستعد حكومة هادي أن تقدم المزيد من التنازلات للرياض على حساب المصلحة الوطنية العليا ومستقبل البلاد ، فوفقاً لاتفاق الرياض سلم كلا من حكومة هادي والمجلس الانتقالي الملف العسكري والامني والسياسي للسفير السعودي وقبلت أن تتقاسم المناصب الإدارية فقط في المحافظات الجنوبية تحت إشراف دول التحالف التي بدت مثفقة من حيث المبدأ على تبادل الأدوار وتقاسم المصالح بين أبوظبي والرياض ، ورغم نجاح السعودية والإمارات ضرب القوى العسكرية الجنوبية بأخرى جنوبية تقاتل مسنودة بمليشيات الاصلاح والحزب الاخير تنفذ دول الاحتلال عليه مؤامرة كبيرة تهدف إلى إضعاف قوته وتدميره فيما بعد باعتباره إخوان مسلمين ، ولذلك اتجهت نحو فتح جبهات استنزافيه في أبين وشبوة لإضعاف كافة القوى التي ترى بأنها سوف تشكل خطراً عليها كدول محتلة في المستقبل القريب ، مخطط المحتل اليوم أن يبني قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية على شواطئ البحر العربي وأن تمد الرياض أنبوب نفط من خراخير إلى نشطون وتنشئ في سواحل نشطون ميناء نفطي كبير ، وأن تدمر الإمارات الحركة الملاحية لميناء عدن لصالح ميناء جبل علي ، وأن تمكن أمريكا من السيطرة على الممرات الدولية والبحار كباب المندب وأن تنشي الإمارات قاعده عسكرية مشتركة مع أمريكا وبريطانيا في جزيرة سقطرى.
مؤشرات متعددة تؤكد أن ما يحدث اليوم من صراعات داخلية في المحافظات الجنوبية ليس سوى بداية لمؤامرة تفكيك وتفتيت تستهدف كافة المحافظات الجنوبية وتتم بمعزل عن أي مصلحة لأبناء الجنوب ، ولعل مخطط الرياض الهادف لفصل المحافظات الشرقية الجنوبية التي تعد المحافظات الغنية بالنفط ” شبوة وحضرموت والمهرة ” عن محافظات ابين وعدن ولحج والضالع ، مع تمكين الامارات من السيطرة على حضرموت ، مخطط واضح يؤكد أن المؤامرات والاجندات التي تتهدد وحدة الجنوب كبيرة