تعزيزات الإصلاح في طور الباحة.. هل تمت بالتنسيق السري مع متمردي العمالقة؟ وما تداعيات هذا التحالف؟
الجنوب اليوم | تقرير
أثير الحديث اليوم على وسائل الإعلام الإلكترونية عن استمرار الإصلاح لتعزيز مواقعه وحضوره العسكري في محور طور الباحة بمحافظة لحج المطل على المديريات والمناطق الجغرافية المشرفة على مضيق باب المندب.
وقالت مصادر في لحج إن قائد محور طور الباحة أبو بكر الجبولي المحسوب على الإصلاح استدعى تعزيزات عسكرية من محور تعز، ودفع بها للانتشار في عدد من مناطق المحور، منها حصن المدحر وحجار المعجاز على جبال ذنوبة وارف المطلة على المديرية،
في سياق متصل كشفت مصادر مطلعة أن التحركات الإصلاحية في طور الباحة، جاءت بعد لقاء جمع بين قياداتي المحور التابع للإصلاح وبين قيادات من ألوية العمالقة الجنوبية الموالية للإمارات، الأمر الذي يكشف عن انقسام داخل العمالقة الجنوبية دفع بأحد أطراف الانقسام للاتجاه للتحالف مع الإصلاح في المنطقة التي يسعى الاصلاح للانتشار فيها وفرض سيطرته عليها لفرض حصار على الانتقالي.
المعلومات المتوفرة بهذا الشأن تفيد بأن لقاء في الخامس من يوليو الجاري عقد بين قائد اللواء الثالث عمالقة علي ناصر العوذلي المعروف بـ”أبو عيشة” التقى بأبوبكر الجبولي قائد محور طور الباحة المحسوب على الإصلاح.
ويشير التوقيت الذي جاءت فيه تعزيزات الإصلاح لطور الباحة وتقاربها مع اللقاء الذي جمع بين العوذلي والجبولي، إلى أن التعزيزات التابعة للإصلاح تمت بموافقة وبتنسيق مع لواء العمالقة الذي أصبح من ضمن القوة العسكرية المتمردة على الإمارات في الساحل الغربي خاصة بعد أن وجهت أبوظبي باقتحام معسكر العوذلي ومعسكر لواء النقل الذي يقوده العوذلي في المخا والذي بالمناسبة هو اللواء الوحيد الذي يقوده موالي للإمارات من السلفيين ورغم ذلك يعترف بتبعيته وانتمائه لقوات هادي وجيش الشرعية، كانت أبوظبي قد وجهت باقتحام معسكره، الأمر الذي يشير إلى أن العوذلي اتجه للاحتماء بالإصلاح والاستعانة به لحمايته من أي هجوم يتعرض له العوذلي وقواته من قبل قوات طارق صالح.
إرهاصات سابقة
توجه اللواء الثالث عمالقة نحو التحالف شبه المعلن مع الإصلاح في الجنوب، رغم انتماء اللواء لقوة عسكرية مندرجة ضمن التشكيلات العسكرية التي أنشأها التحالف وتحديداً الإمارات خارج نطاق وزارة الدفاع بالشرعية وقوات هادي الرسمية، يكشف عن أن اللواء الجنوبي وصل لمرحلة لم يعد من خيار أمامه سوى التحالف مع من كانوا يوماً ما أبرز الخصوم العسكريين والسياسيين.
آخر ما كشفته مصادر عسكرية بألوية العمالقة عما يتعرض له اللواء الثالث شرق المخا، تسريب مذكرة “بلاغ طارئ وإخلاء مسؤولية” رفعت بها قيادة اللواء إلى قيادة التحالف بجبهة الساحل الغربي وقائد عام ألوية العمالقة وقائد عام ألوية المقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، خاطبت فيها قيادة اللواء بالنيابة عن أفراد وضباط اللواء بما يتعرض له اللواء قيادة وأفراد مما أسموها “قرارات تعسفية ومجحفة ضدنا طوال الفترة هذه حتى بلغ الأمر إلى قطع التغذية والصرفة اليومية على الأفراد في جبهات القتال دون أي مراعاة للأفراد في الخطوط الأمامية علماً أنه في يومنا هذا سقوط شهداء وجرحى في الجبهة رغم صمودنا في وجه العدو مع ذلك يتم حرمان الأفراد من كافة مستحقاتهم والنقص الحاد في العتاد والمؤن وتوقيف التغذية والصرفة اليومية وتعيين قيادات وهمية ليس لها أي ارتباط باللواء أو مواقع القتال والحس بالمسؤولية تجاه الأفراد أو الجبهات”.
وأعلنت قيادة اللواء في خطابها مهلة زمنية للإدارة العامة ليومين فقط لإعداد قوة بديلة لاستلام المواقع التي ستنسحب منها قوات اللواء الثالث عمالقة من الجبهة إلى مؤخرة اللواء معيدة السبب في ذلك إلى عدم قدرة اللواء البقاء والتحمل بدون رواتب وتغذية لأكثر من شهر.
وعلى اعتبار أن الاجتماع الذي عقد بين الجبولي والعوذلي كان مجرد صدفة أو لا يندرج ضمن التخطيط لتحالف استراتيجي عسكري يغير من الخارطة العسكرية في الساحل الغربي، فإن الوثيقة التي حصل الجنوب اليوم على نسخة منها الخاصة بقيادة اللواء والتي تم إشعار قيادة ألوية العمالقة وقيادة التحالف بأن اللواء سينحسب من مواقعه المتقدمة في الساحل الغربي والحدودية مع محافظتي لحج وتعز، تؤكد أن هناك تحالفاً سرياً تم الاتفاق عليه بين قائد اللواء الثالث وقائد محور طور الباحة وأن مذكرة إشعار القيادة بالانسحاب خلال يومين كانت مجرد تحصيل حاصل وإسقاط واجب تمهيداً لفتح المجال أمام قوات الإصلاح للتمدد أكثر نكاية بما يتعرض له اللواء من محاربة في المرتبات والتغذية والتسليح من قبل طارق صالح بتوجيه إماراتي.