ما وراء توطين الإمارات لمعتقلي جوانتاناموا اليمنيين بحضرموت الآن بعد احتجازهم لديها 6 سنوات
الجنوب اليوم | تقرير
وصلت الأحد الماضي طائرة نقل عسكرية إماراتية هبطت في مطار المكلا بمحافظة حضرموت جنوب شرق البلاد، أقلت 16 عنصراً بارزاً من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ممن كانوا معتقلين في سجن جوانتاناموا وتم إطلاقهم من السجن الأمريكي سيء السمعة عام 2015 على أن يتم إعادة تأهيلهم مجتمعياً وجعلهم مواطنين صالحين في دولهم، ولكن وبسبب الحرب في اليمن وهروب الحكومة المعترف بها دولياً، عقدت الإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما اتفاقاً بأن تتكفل هي بإعادة توطين وتأهيل معقلي جوانتاناموا من اليمنيين، غير أن الإمارات لم تلتزم بالاتفاق وقامت باعتقال المساجين اليمنيين لديها منذ إطلاق سلاحهم من البنتاجون وحتى الآن.
وحين نقلت الإمارات معتقلي جوانتاناموا من اليمنيين، كان من المفترض أن يتم وضعهم في سكن طبيعي ومراقبة سلوكهم وإخضاعهم لبرنامج الإصلاح الإجتماعي والنفسي لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 12 شهراً ومن ثم عودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية ومنحهم حقوقهم كأي مواطن آخر وبالنسبة للإمارات كان اتفاقها مع الإدارة الأمريكية أنها ستقوم بتوطين هؤلاء المعتقلين لديها وداخل الأراضي الإماراتية بعد إصلاحهم وتأهيلهم حسب المدة المتفق عليها والتي أقصاها 12 شهراً، لكن أياً من ذلك لم يحدث على الإطلاق، فبدلاً من ذلك قامت الإمارات بنقل المعتقلين من جوانتاناموا لديها واعتقلتهم من جديد ولم تضعهم في مساكن طبيعية كما هو الاتفاق، بل إن شهادات أهالي المعتقلين وفق ما نشرته تحقيقات صحفية دولية سابقة تؤكد إن المعاملة التي كان يتلقاها المعتقلون اليمنيون حين كانوا بسجن جوانتاناموا أفضل من المعاملة التي يتلقونها بمعتقلات الإمارات، وعلى سبيل المثال يقول كان هناك انتظام في الاتصال المرئي بين المعتقلين وأهاليهم في اليمن أثناء تواجدهم بجوانتاناموا، بينما في معتقلات أبوظبي لم يكن يحدث ذلك إلا في حالات نادرة، حسب ما أكده مصدر حقوقي خاص تحدث للجنوب اليوم.
المصدر الحقوقي قال أيضاً أن الإمارات لم تلتزم بالمدة الزمنية المحددة التي جرى الاتفاق عليها لإبقاء المعتقلين اليمنيين لديها مدداً تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً مقيمين في سكن طبيعي خاص ويخضعون للمراقبة ولبرنامج تأهيل اجتماعي ونفسي، ويقول إن المعتقلين جرى اعتقالهم من جديد داخل معتقلات وسجون سرية في سجن الرزين الواقع وسط صحراء أبوظبي ولا يزال هؤلاء المعتقلون داخل هذه السجون حتى اللحظة إلى أن تم مؤخراً الكشف عن أن أبوظبي ستسلم هؤلاء المعتقلين للسلطات اليمنية في حضرموت على دفعات.
وحسب مصادر خاصة بالجنوب اليوم وصلت أول دفعة من هؤلاء المعتقلين وعددهم 16 سجيناً من بينهم 6 من قيادات التنظيم الإرهابي هم “خالد القدسي وسليمان النهدي وعبده محمد المهاجري وسعيد أحمد صارم ومحمد ناصر خصروف ومحمد أحمد سعيد”.
وكانت مصادر بوزارة حقوق الإنسان في حكومة المناصفة، قد كشفت أن حكومة الشرعية تعمل على نقل عدد من المعتقلين في الإمارات خلال يوليو الجاري.
ويرى مراقبون إن توقيت نقل المعتقلين اليمنيين المتهمين بالإرهاب، إلى اليمن دون أن يتم تأهيلهم وبعد مدة بقوا فيها معتقلين لدى الإمارات ما بين 4 إلى 6 سنوات، يثير الشكوك حول طبيعة التوقيت الذي جرى اختياره لنقل هؤلاء المعتقلين خاصة وأن هناك نشاطاً كبيراً يشهده التنظيم الإرهابي في اليمن بدأ منذ الأسابيع الماضية وتلقى دعماً كبيراً جداً من التحالف السعودي بذريعة المشاركة في المعارك العسكرية ضد قوات الحوثي في جبهات جنوب البيضاء وتحديداً في جبهتي الزاهر والصومعة.
المعلومات التي حصل عليها الجنوب اليوم تؤكد أن نقل هؤلاء المعتقلين من الإمارات إلى اليمن، ولا يزال هناك دفعاً أخرى منهم سيتم نقلهم لاحقاً، سبقها لقاء غامض بين رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الجيش الأمريكي أوستن ميلر وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، الأمر الذي يرجح أن يكون هناك اتفاق بين واشنطن وأبوظبي على أن يتم الإفراج عن هؤلاء المعتقلين أو على دفعة منهم وإعادتهم إلى اليمن لتنفيذ مخططات إرهابية تسمح لواشنطن زيادة عدد قواتها العسكرية المتواجدة في اليمن بذريعة مكافحة الإرهاب، خاصة وأن واشنطن منذ وبعد أن أخلت قواتها بالكامل من أفغانستان وقامت بتوزيعهم على قواعد عسكرية عدة منتشرة في المنطقة بينها قاعدة العند الجوية في محافظة لحج التي وصلت إليها دفعة جديدة من قوات المارينز.
الجدير بالذكر أيضاً أنه وقبل التصعيد العسكري للتحالف السعودي في جبهتي الزاهر والصومعة جنوب محافظة البيضاء، حدث أن التقى نائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر، بأحد أبرز القيادات العسكرية الأمريكية في المنطقة الوسطى، وبعدها بأسابيع قليلة فقط اندلعت المعارك جنوب البيضاء بين تنظيم القاعدة وقوات الحوثيين.