هجوم قاعدة العند هل يشكل خرقاً جريئاً لقواعد الاشتباك بين الإصلاح والانتقالي
الجنوب اليوم | تقرير
سقط نحو 110 من مجندي اللواء الثالث عمالقة الذين كانوا يتلقون تدريبات داخل قاعدة العند بين قتيل وجريح، إثر هجوم استهدفهم صباح اليوم الأحد أثناء فترة الطابور.
الجنوب اليوم كان قد نشر مقطع فيديو حصل عليه من مصادر خاصة كشفت حجم القوات التي يتم تدريبها بتمويل إماراتي، وتضمن الفيديو حشداً كبيراً للمستجدين التابعين للواء الثالث عمالقة داخل قاعدة العند، كما يظهر في الفيديو أن هؤلاء المجندين يتم تدريبهم من قبل ضباط من الجيش السوداني.
لاحقاً جرى التداول على نطاق واسع بأن الانتقالي يجهز قوة عسكرية جديدة لتنفيذ هجوم شامل في محافظة أبين للسيطرة على المناطق التي تسيطر عليها قوات حزب الإصلاح والرئيس هادي، ووفق التسريبات فإن تلك القوات كان يتم تمويل تدريبها من قبل الإمارات.
حتى اللحظة لا يعرف ما مصدر الهجوم الذي تعرضت له قوات العمالقة بقاعدة العند، وما الأسلحة التي استخدمت في الهجوم، حيث اختلفت الاتهامات بين من يقول إنه هجوم جوي من طائرة حربية بعدة صواريخ وبين من يقول إنه هجوم باستخدام طائرات مسيرة، لكن قوات الإصلاح لا تملك صواريخ يمكنها أن تصل الى الهدف الذي تم ضربه داخل القاعدة بينما سبق وأن تلقت قوات الإصلاح عتاداً عسكرياً كبيراً من تركيا من بين ذلك العتاد طائرات مسيرة هجومية وحصلت معها على مدربين أتراك قاموا بتدريب قوات الإصلاح على استخدام تلك الطائرات في تنفيذ عمليات هجومية كما سبق وحدث ضد قوات الانتقالي في أبين سابقاً، لكن بالنسبة للهجوم الأخيرة على قوات الانتقالي فإنه يأتي في وقت يشهد فيه الوضع في الجنوب صراعاً حاداً بين الانتقالي مدعوماً من الإمارات من جهة والسعودية من جهة مقابلة والتي أعادت استخدام قوات الإصلاح خلال الشهرين الماضيين ومنحتهم الضوء الأخضر للتصعيد ضد الانتقالي خاصة بعد أن انعكست الأزمة بين السعودية والإمارات بشأن أوبك على الوضع جنوب اليمن واعادة استخدام كل طرف لأدواته الحليفة في الجنوب لتصفية حسابات الطرفين، الأمر الذي يجعل من الممكن أن يكون الهجوم على قوات العمالقة قد تم بضوء أخضر سعودي كضربة استباقية للإمارات في حال فكرت في تصعيد الوضع عسكرياً ضد السعودية في الجنوب.
بدوره المجلس الانتقالي ذهب لاتهام الحوثيين بالوقوف خلف الهجوم، غير أن نشطاء الانتقالي لم يقتنعوا بما صرح به المتحدث باسم قوات الانتقالي محمد النقيب، لافتين إلى أن الانتقالي لم يجرؤ على اتهام السعودية بشكل صريح بالوقوف خلف الهجوم رغم ما قالوا عنها وجود مؤشرات واضحة تؤكد أن العدو الأول في المرحلة الحالية للانتقالي هي السعودية التي دفعت بالإصلاح لاستخدام كل ما لديه من أوراق ضغط على الانتقالي لدفعه نحو التراجع والرضوخ لشروط الرياض التي طرحت في المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بشأن اتفاق الرياض المتعثر والذي يرفض الانتقالي التسليم والالتزام بها.
بالمحصلة يرى مراقبون إن الإصلاح بهذا الهجوم الكبير قد خرق قواعد الاشتباك المتفق عليها بين السعودية والإمارات وبشكل جريء، ولكن ذلك لا يعني أن يكون الإصلاح قد أقدم على تحرك عسكري يستوجب إدانته فالإصلاح وبهجومه على قوات الانتقالي هجوم مشروع من وجهة نظر الحزب كون الأخير هو المسيطر على قوات جيش الشرعية وبالتالي فإن أي هجوم من قبل الإصلاح هو هجوم مغلف بالشرعية وجيشها الرسمي المعترف به، في المقابل فإن هذا الهجوم لا يستهدف وحدات عسكرية رسمية أو جيشاً نظامياً، إذ لا تزال قوات الانتقالي بما فيها ألوية العمالقة هي قوات غير نظامية ولا تزال الأمم المتحدة تطلق على هذه القوات بالمليشيات غير النظامية وغير التابعة لجيش الشرعية، وهو ما يجعل من الهجوم عليها أمراً مبرراً وطبيعياً ولا يعد خرقاً لقواعد الاشتباك وسيتم اعتباره على أنه هجوم كغيره من الهجمات السابقة التي تحدث بين حين وآخر في سياق المواجهات المتقطعة بين قوات الشرعية – أياً كان الذي يسيطر عليها – وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي غير النظامية والمدعومة من الإمارات.