منحة الوقود السعودية كذبة سوداء أغرقت عدن بالظلام
الجنوب اليوم | تقرير
مطلع العام الجاري زعمت حكومة هادي، بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال اتصاله بهادي نهاية شهر مارس الماضي، أعلن عن تقديم المملكة لمنحة مشتقات نفطية بمبلغ 422 مليون دولار من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لتشغيل محطات الكهرباء في المحافظات اليمنية وكدعم من المملكة للحكومة اليمنية لتقديم الخدمات للشعب اليمني والحد من معاناة المواطنين خلال فصل الصيف.
بهذا الإعلان حاولت حكومة هادي أن تخفي الحقيقة وتتوه الرأي العام اليمني عن خفايا السعودية في اليمن ودورها السلبي والانتهازي، حينها رحبت حكومة هادي بالمنحة الوهم والتي قيل أنها بقيمة 422 مليون دولار، وقالت أنها ستغطي كهرباء الجنوب، لكن سرعان ما انكشف المستور وافتضحت كذبة المنحة الوهمية السعودية.
فبعد أسابيع من الإعلان انتظر الناس في عدن وصول تلك المنحة الملكية، تفاجأت كهرباء عدن بطلب من وزارة الكهرباء في حكومة المناصفة بجمع الأموال وارسال قيمة الشحنة الأولى لتزويد محطات الكهرباء في عدن بالديزل وتم شراء أول دفعة قدرت بـ 54 ألف طن من الديزل، و25 ألف طن من المازوت، بقيمة10 ملايين دولار تم تسديدها مقدماً من كهرباء عدن مع ضريبة القيمة المضافة.
اللافت في الامر أن هذا المبلغ تم دفعه للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي يرأسة السفير السغودي مجمد ال جابر، كونه الوسيط بين حكومةهادي وشركة أرامكو ويقوم البرنامج بتحويل قيمة المنحة لأرامكو، على أن تتحمل حكومة هادي تكاليف الشحن، مقابل تخفيض الجانب السعودي بسعر الشحنات وبيعه وفق الأسعار التي تتعامل بها في السوق السعودي، حينها اكد اقتصاديون أن فارق السعر لا يتجاوز 13 مليون دولار، من اصل 422 مليون دولار ستدفع من قبل حكومة هادي، فما تسمى بمنحة بن سلمان منحة مدفوعة القيمة مقدماً وتم الاتفاق على شراء الجانب اليمني الوقود من السعودية بسعر السوق المحلية مضافاً له الضريبة المضافة 15 % وتحمل تكاليف شحنها لميناء عدن، على أن تدفع الحكومة السعودية فارق السعر لأرامكو.
حينها وفي اطار تلميع الدور السعودي تم الثناء على المملكة وعلى دورها الإنساني في اليمن وقالت مصادر في حكومة هادي إنها منحة مهمة سترفع معاناة المواطنين المتفاقمة جراء انقطاعات الكهرباء في فصل الصيف، لينكشف الزيف سريعاً ويتضح أن حكومة هادي تشتري المشتقات من المملكة بسعر السوق المحلية، وبدلاً من شرائها بأسعار باهظة فإننا سنشتريها من السعودية بالسعر المحلي وسندفع المبلغ مقدماً، وسيتم إيداعه في حساب البرنامج السعودي، ثم ستقوم أرامكو بنقل الوقود لميناء عدن.
وتم الاتفاق مع برنامج إعادة الاعمار على دفع القيمة أولا بأول حسب طلبيات الاستيراد، ونتيجة لذلك تطالب حكومة هادي الكهرباء في كل محافظة بدفع قيمة الشحنات التي تريد شراءها مقدماً مع تكاليف الشحن البحري، ولا وجود لأي منحة على أرض الواقع، ونتيجة لارتفاع سعر المشتقات النفطية في السوق السعودي خلال الأشهر الماضية للضعف عما كان علية قبل عام، ارتفعت تكاليف شراء الوقود لليمن من ارامكوا وانتهى التسهيل السعري السعودي.
لذلك، الحقيقة التي ينبغي ذكرها أن السعودية لم تمنح حكومة هادي أي منحة وقود للكهرباء، وتبيع الوقود مقدماً وتحمل الجانب اليمني تكاليف الشحن وتتعمد تأخير الشحن لأسابيع، يضاف إلى أنها ترفض بيع أي شحنة بالآجل وتشترط سداد قيمة الشحنة مقدماً، ورغم إعلان الشراء في مارس انقلبت على الاتفاق ولم تبيع الوقود بسعر مارس وانما رفعت ارامكوا أسعاره في السوق السعودي الضعف وفرضت الزيادة على الشحنة المعلنه كذباً أنها منحة ملكية لليمن، لذلك تغرق عدن بالظلام بسبب كذبة هادي وحكومته وتعمد الموالين للرياض في حكومة هادي تلميع الدور السعودي في دعم اليمن كما يزعمون.