الجنوب يواجه سياسة التجويع بالثورة .
الجنوب اليوم | خاص
بعيداً أي دوافع سياسية ، خرج الآلاف من ابناء المحافظات الجنوبية في عدن ولحج وابين والمكلا وصولاً إلى مديريات وادي حضرموت في مظاهرات عارمة رافضين سياسة التجوع التي تفرضها حكومة هادي ودول التحالف عليهم منذ مطلع العام الجاري ، والتي وصلت أعلى مستوياته خلال الايام الماضية بارتفاع سعر صرف الدولار إلى اكثر من ١١٠٠ ريال .
المظاهرات الشعبية المتصاعدة تزامنت مع اشتداد ازمات الخدمات من كهرباء ومياه وارتفاع مظاهر الانفلات الامني من قتل ونهب وسلب لممتلكات المواطنين من قبل مليشيات موالية للانتقالي في عدن ولحج وابين وتصاعد الانتهاكات ضد المواطنين في محافظة شبوة من قبل مليشيات حزب الاصلاح .
العامل الاقتصادي والمعيشي كان ابرز دوافع التظاهرات الشعبة التي تمثل كافة اطياف المجتمع وتجاوزت الحواجز الحزبية بفعل تداعيات فشل حكومة الفار هادي في ادارة الملف الاقتصادي وتهربهها عن القيام بادنى المسؤوليات تجاه المجتمع ، فالمؤشر العام لاسعار الغذاء والدواء والوقود ارتفع إلى أعلى مستوياته في ظل تراجع مستويات الدخل وحرمان حكومة هادي الآلاف من الموظفين مدنيين وعسكريين من رواتبهم الاساسية التي لم تعد تكفي لشراء ادنى متطلبات الحياة الاسرية بسبب تراجع قيمة العملة الشرائية إلى مستويات كارثية بفعل استمرار حكومة هادي بطباعة المزيد من العملة دون غطاء ، بما يفوق احتياج السوق مما افقدها قيمتها الشرائية وادى إلى تازم الوضع المعيشي للمواطنين في المحافظات الجنوبية المحتلة .
الاحتجاجات الشعبية هذه المرة تنذر بثورة شعبية عارمة قد تعصف بحكومة المناصفة وتنهى ماتبقى من شرعية على الارض وفق ماتشير المعطيات على الارض ، فدون تنسيق مسبق يثور الآلاف من المواطنين على سياسة التجويع في مدينة الحوطة لمحافظة لحج صباحاً، يتولى اخرون في شوارع عدن ايصال رسائلهم الغاضبة بتظاهرات ليلية ساخطة ، حالة الغضب الشعبي امتدت إلى ابين والمكلا ومدن وادي حضرموت ولن يوقفها القمع الأمني ، فالمؤشرات تفيد بأن حكومة هادي ودول التحالف اصبحت منبذوه شعبياً، وهتافات الرحيل وشعارات الغاضبين تفيد بان الجنوب امام مرحلة جديدة يقودها الشعب .