أنور الصوفي يكتب / كيف تتبخر المنحة السعودية، ولم نلمس تحسناً؟
الجنوب اليوم | مقال
لم نر تحسناً في الكهرباء منذ أن سمعنا بالمنحة المشتراة من الأشقاء، جاءت الدفعة الأولى وانتهت، ولم نلمس تحسناً، ثم جاءت الثانية وكأختها الأولى، ثم جاءت الثالثة ولم يتحسن وضع الكهرباء، وهاهي الرابعة تصل والذي نراه أن لا تحسن فتقريباً ازدادت ساعات الانطفاء، ليعيدونا إلى ساعاتنا قبل المنحة، وكأنهم يقولون خمس ساعات أفضل من 12 ساعة.
لم نعد ندري هل هذه منحة أم هي محنة، فاسمها منحة، ولكنها بفلوس، ولم تتحسن خلالها الكهرباء، فمنذ أن تم الإعلان عن هذه المنحة وإدارة الكهرباء تعلن عن شرائها محروقات إسعافية، وكأنهم يقولون فور وصول المنحة سيتم ردها لمن تم الاستعانة بهم للقضاء على العجز.
بالصراحة الكهرباء ذكرتنا بتلك الجارة الطلَّابة التي تقضي يومها عند الجيران ساعة بسباس أحمر سلف، وساعة حبة طماط، وساعة بسباس أخضر، ومرة بصل وهكذا طوال الشهر، وفي الأخير يطلع الخصار مسج، لأنها نسيت تطلب الملح، والكهرباء عندنا ساعة تأخذ من هذا التاجر إسعاف، وتوعده إلى المنحة، ومرة من ذاك التاجر وفي الأخير خمس ساعات بساعتين.
لك الله أيها المواطن فحياتك كلها مفاجآت، وانتظارات، وعد للساعات، يقول لي أحدهم: جاء صهيري من البلاد وكان يسأل باستمرار متى ستلصي الكهرباء؟ وكنت أقول له بعد خمس ساعات، ويكرر السؤال عندما تلصي بقوله: متى ستنطفئ؟ وأقول له بعد ساعتين، مرت الأيام، وأصبح صهيري هو الذي يعد الساعات، ويقول: سافر صهيري وكان يتصل بي كل خمس ساعات ويقول لي: الآن لصت الكهرباء، وأقول له نعم، وبعد ساعتين يتصل، ويقول: والآن طفت، وأقول له: نعم، وهذه الأيام يتصل بعد خمس ساعات ويسأل، ولكن الإجابة تغيرت، فنقول له قد البرنامج نصف اليوم طافي، والنصف الثاني برضه طافي، فيقول: عادنا لما حفظت الجدول، ويقول مازحاً: بيني وبينك هذا الجدول أسهل للحفظ.
لم نسمع عن وضع كوضع عدن، ولم نكُ نتوقع أن يأتي يوم ونصل إلى مثل هذا البهذلة التي نحن فيها بسبب الكهرباء، خاصة في المناطق الحارة، فالمرضى يموتون، والنساء يُعذبن، والأطفال يبكون، واللصوص يزدادون غنى، فاللهم فرِّج عن أبناء المناطق الحارة.