فيما الرياض تسعى لسحب البساط من الانتقالي.. الأخير يمكن عفاش من اختراق الجنوب (تقرير)
الجنوب اليوم | خاص
تقرير: يحيى بوهاشم الشرفي
في سياق الحراك السعودي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، اتجهت السعودية نحو دعم كيانات سياسية جنوبية لإعادة ترتيب وضعها السياسي وفرض حضورها السياسي كقوى جنوبية منافسة للمجلس الانتقالي الإماراتي، غير أن هذا الدعم لا يشمل كل المكونات الجنوبية الرئيسية بل يقتصر فقط على المكونات التابعة للسعودية.
ويبدو أن الرياض اتجهت لدعم بعض الكيانات السياسية الجنوبية لإنشاء جمعيات وطنية ومكاتب سياسية على غرار المجلس الانتقالي ومليشيات طارق عفاش التابع هو الآخر للإمارات والذي أشهر قبل عدة أشهر ما أسماه المكتب السياسي للقوات المشتركة في الساحل الغربي ككيان سياسي يدخل عبره طارق عفاش ومن معه من أبناء صالح إلى طاولة المفاوضات السياسية لاحقاً ويعود بذلك إلى السلطة.
في هذا الصدد ذهب المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب التابع لفؤاد راشد المحسوب على الرياض، إلى إنشاء جمعية وطنية تضم 201 عضو، قال المجلس إنهم يمثلون كافة المحافظات الجنوبية مع اعتبار منح عدن وحضرموت نسبة عددية أعلى من بقية المحافظات لاعتبارات سكانية وموضوعية لم يتم تحديدها.
وأقر رئيس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب تعيين علي المصعبي رئيساً للجمعية، التي يبدو أنها ستعمل على منافسة الانتقالي في التحدث وتمثيل الجنوب.
يرى مراقبون إن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من التفكك الجنوبي سياسياً وقبلياً وعسكرياً ومناطقياً أيضاً، وهو ما يرغب التحالف بفرضه كأمر واقع والحفاظ على بقائه أطول فترة ممكنة حتى يتسنى للرياض والإمارات تحقيق أكبر استفادة ممكنة من الثروات في الجنوب لتعويض خسائر البلدين في الحرب على اليمن والتي فشلت رغم مرور قرابة 7 أعوام عليها.
في المقابل تدفع الإمارات نحو تحقيق تحالف ودمج بين القوات الجنوبية التابعة للانتقالي ومليشيات طارق عفاش والتي ينحدر معظمها لمنطقة سنحان مسقط رأس صالح، في الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي لتمكين هذه القوة من السيطرة على محافظة شبوة بما في ذلك السيطرة على منشأة بلحاف على أن يبقى القرار السيادي بيد الإمارات فيما التنفيذ المباشر والرئيسي لطارق عفاش ويبقى الانتقالي مكوناً صورياً فقط.
وفي الوقت الذي يتجه فيه الانتقالي إلى التحالف مع خصوم الجنوب السابقين والمتمثلين بنظام 7/7، جاهر المجلس الإماراتي بعدائه ضد أبرز المكونات الرئيسية الجنوبية وهو مجلس الحراك الثوري الجنوبي الأعلى الذي أسسه القيادي الحراكي حسن باعوم والذي قام الانتقالي مؤخراً بمنعه من دخول مدينتي المكلا والشحر بمحافظة حضرموت، وإجباره على العودة إلى المهرة، ما يعني أننا أمام تخادم انتقالي مع نظام 7/7 في مقابل تفتيت الانتقالي وإقصائه للمكونات الجنوبية الأساسية والحامل الفعلي للقضية الجنوبية، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الانتماء السياسي السابق لعيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي والذي كان من كوادر المؤتمر الشعبي العام، وهو ما يؤكد أننا أمام اختراق عفاشي للجنوب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.