السعوديّة تسترضي «الانتقاليّ»: شبوة… وُجهة الصراع المقبل
الجنوب اليوم | صحافة
يبدو أن محافظة شبوة ستكون الوُجهة المقبلة لصراع النفوذ، في ظلّ تسابُق الأطراف الفاعلة فيها لتعزيز أوراقها هناك، أملاً في جنْي مكاسب مستقبلية تعوّضها الخسارة المنتَظرة في مأرب. وبينما تُعيد السعودية وصْل ما انقطع مع «الانتقالي الجنوبي» في هذا السبيل، تُخرج الإمارات من جعبتها أوراقاً جديدة بوجه «الإصلاح»، المسيطِر عملياً على الأرض في شبوة .
جريدة الأخبار: لقمان عبدالله
يبدو أن المملكة تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها، ساعيةً في وصْل ما انقطع مع «الانتقالي»
من جهتها، وبعد أن فشلت في لملمة شتات «النخبة الشبونية» الموالية لها، أخرجت الإمارات من جعبتها ورقة جديدة، باعثةً بالشيخ عوض بن محمد الوزير (برلماني حالي عن حزب «المؤتمر الشعبي» – فرع أبو ظبي، ومتحدّر من سلالة سلاطين شبوة سابقاً، وكان يقيم في أبو ظبي) إلى مديرية نصاب التي وصلها قبل أكثر من أسبوعين، في ما بدا محاولةً لاستدراك الموقف وتوجيه دفّته لمصلحة أبو ظبي. وفي هذا السبيل، عُقد، قبل يومين، لقاءٌ قبَلي موسّع دعا إليه العولقي في مديرية نصاب، بعدما رُوّج له على أنه سيشكّل «علامة فارقة» في تاريخ المحافظة ومستقبلها، وأنه يستهدف «توحيد الصف الشبواني». وفي أبرز ما خرج عن اللقاء، طالب المجتمعون بإقالة محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، المحسوب على «الإصلاح»، مشدّدين على ضرورة «نيل المحافظة حصّتها من كلّ شيء»، وهو ما قوبل بترحيب «الانتقالي»، فيما استنكره مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي، مختار الرحبي، واصفاً الوزير بأنه «أداة جديدة تستخدمها الإمارات للنيل من الدولة والسلطة المحلية»، مضيفاً أن أبو ظبي استخدمت «كلّ الأدوات الرخيصة من أجل الإطاحة بمحافظ شبوة والقيادات الأمنية للبقاء في المحافظة وتسليمها للميليشيات التابعة لها». وكان وزير النقل السابق، صالح الجبواني، وجّه رسالة إلى الوزير حذّره فيها من أن «أيّ صدام في شبوة سيفتح الطريق لقوات صنعاء لدخولها»، في حين اتهم بن عديو الإمارات بأنها لم تفِ بوعدها بتسليم منشأة بلحاف، لافتاً إلى وجود «90 ألفاً من المرتزقة (الموالين لها) في كامل أنحاء اليمن يتسلّمون رواتب»، واصفاً تلك الميليشيات بأنها «كيانات موازية دخلت مع الشرعية عدّة مرات في حروب وصدامات وتنفيذ هجمات واغتيالات».
يُذكر أنه سبق للإمارات أن انسحبت من معسكر العلم القريب من مدينة عتق – مركز المحافظة -، فيما كان منتَظراً أيضاً انسحابها من منشأة بلحاف بموجب تسوية بينها وبين سلطات هادي رعتها السعودية، التي انسحبت هي الأخرى من من معسكرها الوحيد في مطار عتق. وفيما جرى الحديث عن أن جزءاً من «ألوية العمالقة» المنسحبة من جنوب الحديدة سيُعاد نشرها في شبوة، يسود الترقّب لما ستحمله الأيّام المقبلة لهذه المحافظة، وسط اهتمام مركّز بالموارد النفطية والغازية التي تتحكّم بها شركات أميركية وفرنسية