لإثبات أن هدفه “دولة الجنوب”.. الانتقالي يفرد عضلاته على مواطنين شماليين وينحني برأسه أمام طارق عفاش
الجنوب اليوم | تقرير
شكا مواطنون من أبناء المحافظات الشمالية متواجدون بمحافظة لحج من تعرضهم لمعاملة عنصرية من قبل أشخاص مدنيين وعسكريين ينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات على خلفية انتمائهم لمحافظات شمالية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المواطن عبدالله عثمان غالب وهو مالك لمحل تجاري إنه ومواطنين آخرين من أبناء المحافظات الشمالية يتعرضون “يوميًا لممارسات عنصرية وتهديدات من قبل العديد من الشخصيات والأفراد الذين يتبعون المجلس الانتقالي”، مضيفاً إن هذا الأمر “يقلقهم ويهدد حياتهم ويضر بمصالحهم”، حسب وصفه.
ومن أشكال المضايقات والمعاملة العنصرية التي يتلقاها أبناء المحافظات الشمالية بمحافظة لحج الجنوبية، حسب ما يفيد عبدالله عثمان “تعرضهم للسب والشتم ومطالبتهم بين فترة وأخرى بالرحيل والمغادرة من مناطقهم تلك”.
ويحاول الانتقالي إثبات أنه يهدف لاستعادة “دولة الجنوب” من خلال قيامه بمثل هذه الانتهاكات التي انعكست سلباً على شعبيته في المحافظات الجنوبية، وبدلاً من تلك الانتهاكات يطالب أبناء المحافظات الجنوبية من الانتقالي أن يثبت جدارته في بناء المؤسسات في مدينة عدن وتوفير الخدمات لأبناء المدينة التي يفرض المجلس التابع للإمارات سيطرته عليها، ويتخلى عن تحالفه مع خصوم الجنوب من بقايا نظام صالح عفاش.
ويرى مراقبون إن تصرفات الانتقالي لن تزيد شعبيته إلا تقلصاً أكثر مما هي عليه الآن، وأن السبيل الوحيد لإثبات حسن نية الانتقالي هو عدم رضوخه للرغبات الإماراتية الرامية إلى تمكين بقايا نظام عفاش من السيطرة والتحكم بأبناء الجنوب والمحافظات الجنوبية تحت غطاء توحيد الصف بين المكونات الموالية للتحالف السعودي ضد الحوثيين.
وسبق أن رحب رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي بتصريحات صدرت من طارق عفاش والتي أعلن فيها استعداده الاصطفاف إلى جانب أي قوى محلية جنوبية أو شمالية في سبيل مواجهة ما أسماه “التوسع الإيراني”، غير أن طارق لم يقدم أي دعم عسكري لمساندة مقاتلي الشرعية والإصلاح في مأرب ضد هجمات قوات الحوثي التي باتت على مشارف المدينة، بينما دفع طارق بكتائب عسكرية من القوات التي قام بتجميعها في الساحل الغربي إلى خطوط التماس في جبهات القتال ضد الإصلاح في أبين والتي تهدف وفق ما هو مرسوم لها إلى التقدم نحو شبوة للسيطرة على المحافظة التي يسيطر عليها الإصلاح وقوات هادي.
وجاء ترحيب الزبيدي بتصريحات عفاش كضوء أخضر لمؤيدي الانتقالي وأتباع المجلس التابع للإمارات لعدم مهاجمة طارق صالح أو أي شخصية مؤتمرية موالية للإمارات حتى ولو كان لهذه الشخصية تاريخاً أسود ضد الجنوب سابقاً، الأمر الذي يمثل خضوعاً ورضوخاً من الانتقالي أمام بقايا مؤتمر عفاش المدعومين من الإمارات والذي يعني بدوره خيانة واضحة من الانتقالي للقضية الجنوبية ونكثاً بعهده أمام الجنوبيين بأن هدف المجلس توحيد الصف الجنوبي لاستعادة دولته التي يزعمها الانتقالي.