هادي يتحدى الشعب الجنوبي ويتنكر لتضحياته في سبيل الاستقلال
الجنوب اليوم – تقرير خاص
بعد سنوات من أستهداف الرئيس الرئيس عبد ربه منصور هادي الحراك الجنوبي من الداخل بطرق غير مباشرة ، كشف هادي مؤخراً عن مشروعه العدائي للشعب الجنوبي وقضيته العادلة ، ووقوفة في مواجهة أي كيانات جنوبية شرعية تهدف إلى أستعادة الدولة المسلوبة من قبل المحتل الشمالي ، وتحقيق مصير الجنوبيين بالاستقلال .
فكل المؤشرات تفيد بأن هادي وهو اول رئيس جنوبي يتقلد حكم الاحتلال في الشمال ، تخلى عن جنوبيته وكرس كل الامكانيات لاجهاض القضية الجنوبية منذ تولية الحكم في الـ 20 من فبراير 2012م ، وهاهو اليوم يتحالف مع حزب الاصلاح والجنرال الدموي على محسن الاحمر ، لاجهاض المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب ، ويطيح برجالة من المناصب السياسية والادارية والعسكرية ويقود انقلاب ابيض على شعب الجنوب برمته ، فبعد أن اقال القائد عيدروس الزبيدي مطلع الشهر الفائت ، عاد اليوم ليقتص من كل قيادي حر شريف وقف إلى جانب مطالب الشعب الجنوبي في دولة مستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها عدن .
قرارات هادي التي قضت بالاطاحة بثلاثة من ابرز اعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي قبل ان يعقد المجلس اجتماعة الاول بعد العيد ، يعد تحدياً واضحاً لكافة ابناء الجنوب الحر البطل وخيانه لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الجنوبي التي بذلها على مدى العشر السنوات الماضية في سبيل استعادة دولته المستقله وتحديد مصيرة ومغامرة غير محمودة العواقب من قبل هادي ،
ولذلك ممارسات هادي ضد ابناء الجنوب منذ توليه لسلطة الاحتلال تندرج في إطار تصفية حسابات قديمة تعود إلى ثمانيات القرن الماضي ، على الرغم من أن الشعب الجنوبي قد تصالح وتسامح قبل سنوات وتسامى على خلافات وصراعات الماضي ، وتوحد في اطار إستعادة الدولة وتحقيق الاستقلال ، ولكن هادي الذي ارتمى في احضان عفاش بعد احداث 13 يناير 1986م ، ونفذ اجندته في الجنوب وكان على رأس اله الحرب العفاشية في حرب صيف عام 1994م ، يواصل مشواره الانتقامي ضد الجنوب قضية وشعب ودولة ، وكل الممارسات التي يمارسها هادي ضد الجنوب منذ 2012م حتى اليوم تدل على ان الرجل الذي عاش أكثر من 30 عاماً في الشمال ، أصبح خطراً على ابناء الجنوب وكل افعالة لاتعكس جنوبيته ، فهادي الرئيس الذي تخلى اتى به القدر للسلطة ، اثبت انه أداة عفاشية يتحرك بموجب توجيهات يصدرها الجنرال علي محسن الاحمر ، ومنذ سنوات سعى هادي الى تفكيك الحراك الجنوبي من خلال لحوار الوطني وسعية إلى التحالف مع عدة فصائل ناهيك عن فصل بعض الأجنحة في الداخل عن قياداتها في الخارج مستخدماً المال من جانب وكذلك بقايا الموالين لعفاش في الجنوب الذين دفعهم لاختراق الحراك من الداخل ومن ثم تم اعتمادهم كممثلين للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار على حساب القيادات الفاعله في الحراك الجنوبي ، ورغم فشلة في ذلك سعى إلى إستهداف كل قيادي جنوبي حر ، واخر تلك الممارسات الاطاحة باللواء عيدروس الزبيدي ومن بعدة محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك ومحافظ شبوة شبوة أحمد حامد لملس ومحافظ سقطرى سالم السقطري، والثلاثة هم اعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي فجر اليوم ، واستبدالهم باللواء فرج سالمين البحسني كمحافظاً لمحافظة حضرموت مع بقاءه قائداً للمنطقة العسكرية الثانية، والشيخ علي بن راشد الحارثي كمحافظاً لمحافظة شبوة، وأحمد عبدالله علي السقطري كمحافظاً لمحافظة سقطرى ، جاء كنتيجة لتمسك المقالين الثلاثة بقضية الشعب الجنوبي ورفضهما كافة الضغوطات والاغراءات التي مارسها هادي ضدهم في العاصمة السعودية الرياض ، ووفق مصادر في الجالية اليمنية في السعودية فأن الجالية اعدت يوم أمس حفلاً حضرة المحافظين الثلاثة المقالين بقرارات من قبل هادي ، وفي الحفل أكد محافظ حضرموت المقال بن بريك أن ابناء الجنوب أصبحو أكثر تماسكا ويجب اليوم على المجلس الانتقالي ان يعمل ويتحرك ويضع خطط عملية لعمله حتى نوصل رسالتنا الى العالم أجمع ، وأضاف اننا في الجنوب لايمكن لنا ان نقبل ان يعود التاريخ الى الوراء او ما قبل الازمة كما أكد أن القضية الجنوبية تمر اليوم بظروف سياسية بالغة التعقيد ولذلك يجب علينا ان نحسن التعامل معها وفقا لما يخدم قضيتنا الجنوبية العادلة.
قرارات هادي اثارت موجة استياء عارمة في أوساط الشعب الجنوبي الذي أعتبرها الكثيرين، تحدياً ومساساً مباشراً بالمجلس الانتقالي الجنوبي والقضية الجنوبية ، حيث اتهم السياسي الجنوبي الدكتور سعيد الجريري في منشور على فيس بوك هادي بالعمل ضد الشعب الجنوبي تطلعاته ، مشيراَ إلى أن “الرئيس هادي رئيس يدير اليمن بعقلية عفاشية وأن محسن وبن دغر (وهادي أيضا) هم من يديرون اليمن حتى اللحظة، وفق المعطى القانوني، مشيراً إلى أن هذا الثلاثي خريج مدرسة عفاش ولا يدير شيئا إلا بعقلية عفاشية وإن اختلفت المسميات” ، وأكد الجريري “أن الحالة الرخوة التي وضع فيها الجنوب بعد التحرير، عبر رهنه لشرعية هي من مخلفات نظام عفاش، لا تؤدي إلى تأسيس لحظة حرية وكرامة، فشرعية الخراب ليس لديها للجنوب المقاوم – الذي تقلقها مقاومته – سوى أن تعيده إلى بيت الطاعة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به شعب حر مقاوم”.
وتساءل ” لماذا تظل الأيادي الجنوبية أدوات تسلب الجنوب ما حققه على الأرض بمقاومة مشهودة؟ لماذا هذا الذل كله؟” ، وكشف الحريري عن وجود نوايا سابقة لاقالة المحافظين الجنوبية المحسوبين على شعب الجنوب والواقفين إلى جانب قضيته قبل أن يقيل عيدروس .
إلى ذلك علّق نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الشيخ هاني بن بريك على قرارات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الاخيرة والتي قضت باقالة 3 من اعضاء المجلس الانتقالي من مناصبهم الحكومية ، بن بريك قال ان جزاء سنمَّار للجنوبيين لن يكون مطلقا، فهناك سنمَّارفي كل بيت جنوبي ، واضاف بن بريك في تغريدته على صفحته ان سر النصر ليس عند أشخاص معدودين حتى يتخلص منهم, السر عند شعب بأسره .
من جانبة نصح الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد من تبقى من قيادات جنوبية في حكومة الشرعية بتقديم استقالاتها ، مفضلاً أن تعلن جميع القيادات عبر بيان رسمي ان الوضع القائم هو وضع (احتلال) وان مايسمى بالحكومة الشرعية اليمنية حكومة احتلال مثلها مثل صالح والحوثيين، والباقي على الشعب والشعب قدها وقدود”.