فيما القبائل تهدد بإغلاق الأنبوب النفطي.. البحسني يحاول الوقوف على الحياد لضمان مستقبله
الجنوب اليوم | تقرير
هددت “الهبة الحضرمية” باتخاذ خطوة تصعيدية جديدة ضد حكومة هادي في ظل تصاعد التوتر بين قوات محسن الأحمر والقبائل المسلحة المدعومة من الانتقالي والإمارات في وادي حضرموت.
التهديد الأخير جاء على لسان الشيخ القبلي محمد بن جذنان النهدي، الذي صرح في مقطع فيديو بأنهم سيقدمون على إغلاق أنبوب النفط حتى تحقيق مطالبهم الحقوقية.
النهدي قال إن إغلاقهم للأنبوب النفطي سيكون قريباً، لافتاً إن ذلك الحل الوحيد لإجبار سلطات هادي للاستجابة لمطالبهم.
وفي لهجة تصعيدية أيضاً أكد الشيخ النهدي أنهم عازمون على مواصلة تصعيدهم ضد سلطات هادي حتى تحقيق كافة مطالبهم المشروعة حتى وإن تطلب منهم ذلك أن يبقوا على الماء والتمر فقط.
تهديدات الشيخ النهدي تأتي في وقت تحاول فيه سلطات البحسني التابعة لهادي تهدئة الموقف ووقف خطوات التصعيد القبلية، أبرزها إعلان شركة نفط حضرموت تخفيض 50 ريال في قيمة اللتر البنزين الواحد ليهبط السعر إلى 880 للتر الواحد فيما تطالب القبائل ضمن مطالبها الأخرى بتخفيض السعر للتر البنزين واللتر الديزل إلى 205 ريالات فقط،.
أما المحافظ الذي يحظى بدعم أمريكي بشكل مباشر نظراً لوجود العدد الأكبر من القوة الأمريكية الموجودة في اليمن في قاعدة مطار الريان في المكلا بحضرموت، فقد سارع لضمان مكانته مستقبلاً في حضرموت من خلال إبداء اصطفافه لجانب القبائل المناهضة لحكومة هادي، بدى ذلك جلياً من خلال اللقاء الذي عقده اليوم بالمكلا مع قيادة وأعضاء اللجنة التنفيذية لمخرجات لقاء حضرموت العام (حرو)، حيث استمع البحسني لمطالب اللجنة، معتبراً تصعيد اللجنة التنفيذية بأنه تبنياً لمطالب وحقوق وقضايا المواطنين ومطالبهم، مؤكداً وقوفه ومساندته لأبناء حضرموت في الحصول على حقوقه.
البحسني قال في اللقاء إن “ما تم عمله سيكون فاتحة لعمل جماعي منظم”، مقترحاً على اللجنة عقد مؤتمر لمناقشة الاتجاهات العامة للبناء والتنمية في حضرموت، كما أثنى البحسني على ما وصفه بـ”التحام رجال القبائل واصطفافهم من أجل مطالب حضرموت وترك كافة الانتماءات الحزبية والسياسية والقبلية وتغليب مصلحة المحافظة على كافة المصالح.
اللافت أن ما قاله البحسني في اللقاء باللجنة التنفيذية للقاء (حرو) جاء بعد أن طرحت اللجنة على البحسني المطالب التي من أجلها خرجت القبائل وصعدت ضد حكومة هادي وأبرزها وفق ما طُرح في اللقاء اليوم “خفض أسعار المشتقات النفطية وإعادة النظر في كشوفات الأفراد المسجلين في أمن سيئون والبالغ عددهم 3000 فرد، ووضع آلية لإيقاف تصدير الأسماك لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوحيد قوات الجيش في عموم حضرموت، على أن تكون في إطار منطقة عسكرية واحدة، ومتابعة التوجيهات الرئاسية بخصوص إنشاء محطتي كهرباء بالساحل والوادي”.
موقف البحسني الذي أبداه اليوم في تعاطيه مع القبائل يراه مراقبون بأنه لا يخرج عن احتمالين، الأول أن البحسني انقلب على حكومة هادي وأعلن اصطفافه مع الانتقالي والإمارات تحت غطاء دعمه للقبائل والثاني أن البحسني يلعب على القبائل ويخدعها لضمان إمساكه بالعصا من المنتصف وانتظار ما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام ليتمكن من تحديد الطرف الذي سيقف إلى جانبه.
موقف البحسني لا يزال غامضاً حتى اللحظة فبالأمس يجتمع البحسني بقيادات اللجنة الأمنية ومن خلال ما طرحه أثناء اجتماعه تبين أن البحسني حاول إبراز رسائل تهديد ضد القبائل وتصعيدها الأمر الذي فُسر على أن البحسني يعمل كذراع للإخوان في حضرموت، فيما موقفه اليوم يؤكد بأن الرجل يحاول إبقاء نفسه محايداً أطول فترة ممكنة منتظراً انتصار طرف على الآخر ليأخذ الرجل موقفاً مؤيداً للمنتصر يضمن من خلاله بقاءه في السلطة على الرغم من أن الرجل مدعوم غربياً وتحديداً من واشنطن وسفارتها لدى اليمن أكثر من كونه مسؤولاً محسوباً على حكومة هادي المدعومة من التحالف.