الإمارات تعتقل المئات من الجنوبيين في سجون صنعاء
الجنوب اليوم ـ خاص
لم تصادر دولة الإمارات العربية المتحدة حرية الآلاف من الجنوبيين في سجون ومعتقلات إنفرادية تديرها أبو ظبي بالتعاون مع ضباط امريكيين وجنوبيين موالين لها ، كما تفيد التقارير الدولية ، وانما تفرض عقاباً جماعياً أيضاً على المئات من أسرى المقاومة الجنوبية الذين قاتلو تحت رأيتها في المخا وباب المندب والوازعية وكهبوب وجبهات القتال المختلفة التي تصدرها رجال المقاومة بدعم ومشاركة عسكرية إماراتية.
ورغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها عناصر المقاومة الجنوبية في مختلف جبهات القتال والتي سقط فيها العشرات من خيرات رجال الجنوب والمئات من الجرحى والأسرى ، إلا أن تلك التضحيات لم تشكل دافعاً لإبو ظبي للإفراج عن الأسرى الجنوبيين في سجون صنعاء حتى اليوم ، بل تراجع الاهتمام بقضيتهم الانسانية وتحولوا إلى ضحايا حرب، وبات فتح ملف الأسرى والتعاطي مع أي مبادرات من شأنها تخليصهم من مرارة إلاسر محرماً ومجرماً إماراتياً .
معلومات مؤكدة حصل عليها ” الجنوب اليوم ” كشفت عن وجود رغبة جنوبية لدى المقاومة الجنوبية وقادتها بالافراج عن كافة أسراها في سجون الحوثيين ، ووفقاً لما اكدته تلك القيادات فأن المقاومة تضع قضية الأسرى في قائمة أولوياتها وتولى اهتماماً كبيراً لهذة القضية الحساسة ، وأشارت المصادر إلى إن المقاومة تعاطت مع الكثير من المبادرات الانسانية خلال العامين الماضيين وتعاملت بمرونه مع مختلف الجهات حول ملف الأسرى ، ونظراً للمرونه في التعامل مع هذا الملف الإنساني أبرمت 19 عملية تبادل للاسرى مع الحوثيين قام بها وسطاء من قبل طرفي الصراع ، لتتمكن من خلالها الإفراج عن مايزيد عن 600 أسير جنوبي.
التعاطي الايجابي بين المقاومة الجنوبية وجماعة الحوثي في صنعاء حول ملف الأسرى ، أصيب بحالة من الشلل التام في الاونه الاخيرة ، فلم يسجل خلال الاشهر الماضية اي عملية لتبادل الإسرى بين الطرفين ، بعد صدور تعميم إماراتي لقوات الحزام الامني والمقاومة الجنوبية بمختلف اطيافها طالبت بموجبة بعدم إجراء اي عملية تبادل للأسرى مع اي طرف دون ابلاغ التحالف في عدن ، والحصول على موافقة مسبقة ، ودون ذلك فأن اي محاولة خارج موافقة قيادة التحالف في عدن ” يديرها ضباط إماراتيون ” يترتب عليها عقاب ، وسيتم مواجهتها بالقوة أن لزم الأمر .
ولذلك تجمد ملف الأسرى الجنوبيين منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن ، ولم تفلح كافة الجهود في الافراج عن أي أسير جنوبي من سجون صنعاء ، خصوصاً بعد إفشال قوات الحزام الأمني أخر عملية تبادل 200 أسير من طرفي الصراع منتصف أكتوبر الماضي تم الاتفاق بشأنها عبر وسطاء بين المقاومة الجنوبية والحوثيين بصنعاء ، وكأن من ضمن الأسرى الجنوبيين المفرج عنهم شخصيات مهمة ، ولكن تلك العملية أفشلت بالقوة بتوجيه إماراتي لقوات الحزام الأمني باحباط العملية ، كونها تمت دون علم التحالف في عدن ودون موافقته ، ورغم اصرار المقاومة الجنوبية على اتمام الصفقة كون ذلك شأن جنوبي ، وجهت الامارات عبر غرفة عمليات التحالف التي تديرها بعدن باستخدام القوة في حال لزم الأمر ، وبعد وصول موكب الأسرى الحوثيين الذين تم التبادل بهم وعددهم 100 أسير منطقة الحبيلين أستخدمت قوات موالية لابو ظبي القوة لايقاف الموكب ، وحلق الطيران الحربي الإماراتي على علو منخفض فوق الموكب في إشارة إلى تصفية الأسرى في حال رفض أيقاف الصفقة واعادة الأسرى المحررين إلى السجون ، وهو ماحدث بعد ذلك ، ليسدل صفحة التعامل الايجابي والمرن من قبل المقاومة الجنوبية بخصوص الأسرى ، ويغلق كافة ابواب الحوار والتفاوض والوساطات والمبادرات الانسانية بهذا الشأن .
وبعد أشهر قليلة من الممانعة الأماراتية تجاه ملف الاسرى ، تلقت المقاومة الجنوبية موافقة مفاجئة من قبل الحوثيين ، عبرت فيها عن إستعدادها إنهاء ملف الأسرى بين الجانبين مطلع العام الجاري ، وقالت مصادر مؤكدة “للجنوب اليوم ” أن التصلب الإماراتي حول ملف الأسرى لم يوقف المساعي الانسانية بين وسطاء محسوبين على المقاومة الجنوبية والحوثيين حول الاسرى ، مشيراً إلى أن أخر عملية تفاوضية بين المقاومة والحوثيين بخصوص ملف الأسرى تمت خلال شهر رمضان الفائت ، وقأم بها مندوب الأسرى الجنوبيين الشيخ ياسر الحدي وتم الإتفاق خلال