مؤشرات اتفاق سعودي إماراتي لإزاحة قوات محسن الأحمر من حضرموت والبديل ليس الانتقالي
الجنوب اليوم | تقرير
أكد مراقبون إن تحركات قائد قوات التحالف في حضرموت خلال الأيام القليلة الماضية وما تلاها من توجيه مباشر لقوات علي محسن الأحمر في حضرموت بالتحرك للقتال في مأرب، تشير إلى أن الإمارات استطاعت إقناع الرياض بإزاحة قوات علي محسن من حضرموت تمهيداً للإطاحة بالإصلاح من وادي أكبر محافظات اليمن جنوب البلاد وهي المناطق الغنية بالنفط.
مصادر في حضرموت أكدت أن قائد قوات التحالف، الضابط السعودي فواز أبو شواية أبلغ قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تدين بالولاء لعلي محسن الأحمر، بقرار التحالف بنقلها إلى مأرب والمناطق الحدودية بين اليمن والسعودية.
محاولة يصفها مراقبون بأنها تهدف بالدرجة الأساسية لتصفية أي وجود عسكري للإخوان المسلمين الذين يتزعمهم ذراعها العسكري نائب الرئيس هادي، علي محسن الأحمر.
تحركات قائد قوات التحالف بحضرموت، تمثلت بلقاءات مكثفة عقدها أبو شواية خلال الأيام الماضية مع قيادات قبلية وشخصيات اجتماعية بحضرموت على رأسها أمين عام حلف قبائل حضرموت المدعوم سعودياً ورئيس الهبة الحضرمية المدعوم إماراتياً والمسحوب على الانتقالي.
وتنتشر المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت وهو الجزء الممتد من الحدود السعودية اليمنية شمالاً وحتى محيط مدينة سيئون وسط محافظة حضرموت مترامية الأطراف وأكبر المحافظات اليمنية، وتعتبر حماية هذه القوات لحقول وآبار النفط ومقار الشركات الدولية العاملة في قطاعات النفط بحضرموت من أولى مهامها بل تكاد تكون مهمتها الرئيسية نظراً لما تحصل عليه قيادات هذه القوات بما فيهم علي محسن الأحمر من عوائد مالية بملايين الدولارات شهرياً لقاء حماية شركات البترول العاملة بحضرموت حيث يتم استقطاع هذه المبالغ من حصة الدولة.
وتقول تقارير صحفية محلية إن قرار التحالف الذي تم إبلاغه لقيادة العسكرية الأولى قوبل بصدمة كبيرة من قبل قيادات هذه المنطقة العسكرية بما فيهم علي محسن الأحمر الذي كان يستند في بقائه وتمسكه بحضرموت وحقولها النفطية إلى الضوء الأخضر السعودي الأمر الذي منحه جرأة مواجهة أي تحركات لعناصر موالية للإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع لها والذين يطالبون بخروج هذه القوات من حضرموت بمقابل تسليمها للانتقالي، كانت تلك التحركات تواجه بقوة السلاح.
وعلى الرغم من أن قرار التحالف يصب في صالح المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات والهادف إلى البسط عسكرياً على وادي حضرموت ووضع يده على حقول وآبار النفط، إلا أن الأنباء الواردة من حضرموت تؤكد تراجع الإمارات عن تمكين حلفائها المحليين الممثلين بالانتقالي من السيطرة على هذه المناطق في حال انسحبت فعلاً قوات محسن الأحمر منها، وذلك ما تؤكده المعلومات التي تسربت أمس السبت والتي تفيد بأن التحالف بشقيه السعودية والإمارات اتفقا على وقف عملية تجنيد الانتقالي لعناصر موالية له في وادي وصحراء حضرموت، مع الاكتفاء فقط بالسماح له بإقامة تظاهرات أو أي فعاليات جماهيرية لأتباعه.
التوافق السعودي الإماراتي على وقف عمليات تجنيد الانتقالي لعناصر موالية له على أمل استبدالها بقوات محسن في وادي حضرموت، يشير إلى أن الانتقالي قد يواجه مصيراً مشابهاً لمصيره في شبوة التي سلمتها الإمارات لحلفائها القدماء ممثلين بجناح عفاش في حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للإمارات، في الوقت الذي كان الانتقالي ينتظر أن يسيطر على شبوة بعد إطاحة التحالف بسلطة الإصلاح وقواته أواخر العام الماضي.