سلفيو الإمارات في عدن يرهبون الناشطين الحقوقين ” غلام ” نموذجاً
الجنوب اليوم – خاص
لم تكتفي السلطات الإماراتية في عدن بتكيميم الافواه وتضييق هامش العمل المدني والحقوقي وحسب ، بل تتعامل مع كل من يعارض انتهاكاتها في مجال حقوق الانسان بطرق خاصة ، فابوظبي التي تقدم نفسها كعدو لدود للقاعدة وداعش والجماعات الاسلامية المتشددة ، يكشف تحالفها مع التيارات المتشددة من السلفيين في عدن أن عداء الامارات للجماعات الاسلامية إنتقائي ولايخرج عن نطاق تصادم مصالح الإمارات او تقاطعها مع مصالح تلك الجماعات وتحركاتها، ولعل التحالف الاماراتي مع التيارات السلفية الجهادية المتشددة في عدن بقيادة هاني بن بريك وفي تعز بقيادة ابو العباس لدليل واضخ على ذلك .
على مدى الاشهر الماضية كشفت الكثير من الممارسات التي تتعارض مع كل الاعراف والاسلاف والعادات والتقاليد والقوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأنسان زيف المبادئ التي تتدعيها الأمارات ، فالسجون السرية التي أصبحت شبح يتهدد كل من يقول لا لممارسات الأمارات الغير انسانية والتي تنتهك كرامة الآلاف من المواطنين الجنوبيين وتصادر أدميتهم في سجون تمارس فيها ابو ظبي التعذيب النفسي والجسدي بصور ربما تفوق ماحدث في سجون ابو غريب في العراق او غوانتاموا الامريكي .
ولادراك الامارات ان تلك الأعمال ستثير ردود افعال محلية ودولية ان كشفت سعت إلى إستقطاب ناشطين حقوقين ، وكذلك تهديد كل ناشط يعارض تلك الممارسات والانتهاكات ويناهضها، ولكن تهديدات ابو ظبي كما يبدوا إنها خاصة واكثر قبحاً ، فالكثير من الناشطين الحقوقين في عدن تعرضوا للتهديدوالاعتقال ومن لم تستطع الامارات إجباره على الصمت تسعى إلى إستخدام التكفير عبر المليشيات السلفية المتطرفة المدعومة منها .
مؤخراً .. شنت ابو ظبي حملة ملاحقة أستهدفت عدد من النشطاء في مجال حقوق الانسان ، ومنحت تلك المليشيات السلفية الضوء الاخضر في تضييق هامش الحرية بأسم الدين والمعتقد وترهيب اسر الناشطين المقربين وهي اداة ضغط تلجاء اليها الامارات في عدن منذ عام لاسكات الناشطين عن قول الحقيقة ، ووضعهم تحت رحمة الجماعات الدينية المتشددة .
ونتيجة لتصاعد المضايقات والملاحقات التي يتعرض لها الناشطين في عدن ، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تنامي الانتهاكات داخل العاصمة عدن ، ولفت إلى تعرض الصحفي والناشط المجتمعي “إسحاق قاسم غلام” ( 24 عامًا) للمطاردة من قبل جماعات مسلحة متطرقة في مدينة “عدن”، مشيراً إلى ان تلك الجماعات الدينية المتشددة تتهم الناشط غلام بالانتماء إلى “العلمانية”.
وكشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن إستدعاء الناشط غلام من قبل امن التواهي في عدن بـ 20يونيو 2017 ومن ثم تم إحالته للتحقيق، بسبب شكوى مرفوعة ضدة من قبل ثلاثة أشخاص إلى مدير أمن مديرية “التواهي” بمدينة “عدن”، بتهمة “العلمانية”.
قال المرصد الحقوقي “فيما بدا فإن إلصاق تهمة “العلمانية” بالصحفي “غلام” جاءت لتحريض الجماعات المتشددة على قتله، كونه يخالف عقيدتهم، وهو ما ظهر جليًا من خلال نشر ورقة الاستدعاء -والتي كانت تحمل ختم مأمور مديرية “التواهي”- وعرضها على بعض أئمة المساجد في منطقة سكناه بمدينة “عدن”.
ونقل المرصد الحقوقي عن عائلته، أن “غلام” ووالده وشقيقه تم اقتيادهم من بعض “السلفيين” و”المتشددين” إلى مسجد قريب من سكناهم وهو “مسجد الهتاري”، ثم حكم على “إسحاق” بالعزل في منزله لمدة 3 أيام بغرض “إعلان توبته”، وكذلك إلزامه بأداء الصلوات الخمس -الخاصة بالمسلمين- في المسجد ، وتم تهديده بتطبيق الحد عليه بالقتل إذا لم ينفذ حكم إمام مسجد “الهتاري”، وهو ما التزم به مجبرًا، إلا أنه لم يسلم من تهديدات ومضايقات “الجماعات المتشددة”.
من جانبها قالت ساندرا أوين، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي أنه ” لا يحق لأي جهة كانت أن تضيق على الأشخاص تبعًا للآراء التي يعتنقوها، وعليها أن تحترم حقهم في حرية التعبير وحرية الدين والمعتقد، لكن هذا ما لم تلتزم به “الجماعات المتشددة” المنتشرة في اليمن، عدا عن أنها تنتهك هذه الحقوق بشكل واسع”.
ووفقًا لمصادر محلية في العاصمة عدن فإن الفرقة التي تدعى “فرقة الإعدام” وهي تابعه للتيار السلفي المتطرف الموالي للامارات والتي هددت “غلام” بتطبيق الحد عليه ، سبق وأن اغتالت كلًا من الشاب “أمجد عبدالرحمن محمد”، في 14 مايو 2017 داخل محل انترنت بتهمة “الإلحاد”، و الناشط “عمر باطويل” والذي تم العثور على جثته وعليها آثار طلقات نارية، بتاريخ 25 ابريل بمنطقة “عمر المختار” بمديرية “الشيخ عثمان”، وكان “باطويل” قد تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية واتهامات بالإلحاد والردة من قبل متطرفين مجهولين بسبب منشورات على “فيسبوك”، تم اعتبارها مسيئة للدين.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان طالب في بيانه بضرورة التوقف عن ملاحقة الأشخاص بسبب معتقداتهم الدينية، مشددًا على ضرورة إلغاء حكم الإعدام ضد الأشخاص الذين يخالفون الجماعات المتشددة دينيًا، والإفراج عن المواطنين المعتقلين على تلك الخلفيات.
ترهيب الاسرة .
من ادوات الامارات الجديدة ضد كل من يناهض ممارساتها الانتهاكية في عدن، إيذاء اقرباء الناشطين واهاليهم وتعريضهم لخطر الاعتقال والاختظاف والتعذيب ، تلك الاعمال والممارات تعرضت لها اسرة الناشط الجنوبي “غلام ” حيث أكدت مصادر حقوقية أن الناشطة الحقوقية “راوية محمد جواس” – وخي خطيبة “غلام”- حاولت مراجعة مدير أمن مديرية “التواهي” عن الاجراءات التي اتخذت بحق غلام ، إلا أنها تعرضت للهجوم من قبل بعض حراسة مدير الامن ، وهم من السلف المتشدد والذين نعتوها بصفات “تكفيرية”، واتهموها و “إسحاق غلام ” بأنهم جزء من منظومة كبيرة من الملحدين الذين ينبغي تصفيتهم.
ثم تم إجبارهم على التوقيع على ورقة إقرار صلح واعتراف بالذنب وهو “مس العقيدة”، بحضور مأمور المديرية وإمام المسجد، فيما هددهم الأخير بالتصفية أمام الملأ ما لم يلتزموا بما جاء بالورقة التي وقعوا عليها.
وبحسب بيان الأورومتوسطي أنه وبعد يومين من توقيع الورقة فوجئ “غلام” وعائلته بمجموعة قالوا أنها من “المتشددين” وصلت إلى منزلهم، واعتدت على والده وشقيقه بالضرب، وتم اقتيادهم بعدها إلى قسم شرطة “التواهي” واحتجازهم حتى تاريخه واتهامهم بـ “الكفر”.
وأشار الأورومتوسطي إلى تعرض والد “غلام” وشقيقه للمعاملة القاسية والمهينة أثناء التحقيق، هذا إلى جانب إرهابهم وتهديدهم بحرق منزلهم، فضلًا عن إصدار أمر ضبط ضد والدة “غلام” وهي “رحمة سيد يعقوب”، -هندية الجنسية- وذلك للتحقيق معها حول انتمائها الديني، فيما لا يزال “غلام” رهن المطاردة حتى تاريخه.
ولفت الأورومتوسطي إلى المادة (18) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي كفلت لكل إنسان “حقه في حرية الفكر والوجدان والدين. ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في إعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة”