السعودية تحاول تكريس الانفصال بوضع اسم دولة اليمن الشمالي في اتفاقية رسمية أعلنتها اليوم
الجنوب اليوم | خاص
تكريساً للانفصال وتفتيت اليمن، تستمر السعودية في بث إشارات وتلميحات دفعها نحو التقسيم في اليمن، فبعد أن خرج السفير السعودي بتصريحات هي الأولى من نوعها من بعد تشكيل المجلس الرئاسي الجديد الذي فرضته الرياض في أبريل الماضي كبديل عن عبدربه منصور هادي، والتي ألمح فيها محمد آل جابر إلى إمكانية حدوث الانفصال في اليمن، قامت السعودية اليوم بتنفيذ ثاني خطوة تمهيدية نحو الدفع بالانفصال في اليمن في فعالية رسمية.
حيث تعمدت السعودية اليوم رفع لافتة كتبت عليها الاسم السابق لدولة اليمن الشمالي “الجمهورية العربية اليمنية” على اللافتة الرسمية التي رفعتها اليوم في الرياض في فعالية التوقيع على اتفاقية تمديد الوديعة السعودية والتي جرى التوقيع عليها بين الجانب السعودي ومحافظ البنك المركزي بعدن أحمد المعبقي.
اللافت أن المعبقي لم يحرك ساكناً بسبب ما قامت به السعودية من خطأ متعمد ومقصود هدفه الترويض السياسي لليمنيين على تقبل فكرة التقسيم والتفتيت للداخل اليمني، حيث تظهر الصور التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية الرسمية سعادة محافظ البنك المركزي وهو يوقع على الاتفاقية التي طرحتها السعودية تحت مسمى انفصالي يهدف لتقسيم وتفتيت بلده.
السعودية وبعد حملة شنها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عملت على حذف الصورة المنشورة المرفقة ضمن الخبر المنشور في وكالة الأنباء الرسمية وفي المواقع الإخبارية الأخرى، وقامت بنشر صورتين تم تعديلهما بتقنية الفوتوشوب تتضمن عبارة “الجمهورية اليمنية”، ودفعت بخلايا الذباب الإلكتروني التابع لها إلى شن حملة مضادة لحملة الناشطين اليمنيين، حيث ادعت السعودية أن الصورة المتداولة ليست حقيقية وأنها تعرضت للتزوير عبر الفوتشوف، على الرغم من أن وسائل الإعلام السعودية هي أول من نشر هذه الصورة بحسب ما أكدته وسائل إعلام محلية يمنية منها وسائل إعلام موالية للتحالف السعودي.
ولعل ما يؤكد حقيقة تزوير السعودية للصورة التي عادت ونشرتها لاحقاً عبر ناشطيها بمواقع التواصل الاجتماعي، هو نشر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر لتغريدة على حسابه بتويتر بعد عدة ساعات مما نشرته وكالة الأنباء السعودية للخبر، لكن تغريدة آل جابر تضمنت نشره الصورة المعدلة التي تم فيها حذف عبارة “الجمهورية العربية اليمنية” وتعديلها بالفوتشوب بعبارة “الجمهورية اليمنية، في حين اعتاد حساب السفير السعودي سرعة نشر أي أخبار تتعلق باليمن والسعودية على الفور وبالتزامن مع نشر وسائل الإعلام السعودية الرسمية، هذا التأخير في النشر اعتبره مراقبون بأنه تأكيد على تعمد السعودية كتابة الاسم بتلك الطريقة ومحاولة تلافي الأمر بعد الحملة التي شنها ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى ذلك اعتبر مراقبون سياسيون إن ما حدث لم يكن خطأ، وأن السعودية تعمدت كتابة اسم الجمهورية اليمنية بهذه الطريقة، بهدف حرف أنظار الشارع اليمني عن القضية الرئيسية المتمثلة في تنصل السعودية عن وعودها بعد تشكيلها المجلس الرئاسي بشأن الوديعة السعودية المقدرة بـ3 مليار دولار والتي تعهدت الرياض وأبوظبي بتسليمها للسلطة الجديدة برئاسة العليمي لدعم اليمن، في حين أن ما تم اليوم من توقيع كان على اتفاق تمديد الوديعة السابقة الموجودة منذ العام 2018 والتي لايزال جزء من هذا المبلغ لم يتم تسليمه من قبل السعودية حتى اليوم.
سياسيون آخرون قالوا إن السعودية كانت ذاهبة للترويج والدعاية بأنها قدمت وديعة جديدة للبنك المركزي في عدن كما اعتادت على ذلك في كل مرة، وهو ما كان قد بدأ ناشطوا السعودية وذبابها الإلكتروني بترويجه على وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن صورة التوقيع واللافتة التي رُفعت والتي فضحت مسمى “الجمهورية العربية اليمنية” أفشلت حملة السعودية للترويج لما تسميه الوديعة المزعومة.
رأي آخر عما حدث يؤكد أن السعودية تعمدت كتابة الاسم بهذه الطريقة بهدف قياس ردة فعل الشارع اليمني والذي بناءً عليه ستعمل الرياض لاحقاً على استثماره إما نحو الدفع بالانفصال والتقسيم في اليمن أو زيادة الدفع بإشارات ورسائل مباشرة وغير مباشرة موجهة للشارع اليمني لتكريس حالة الانقسام الاجتماعي بين اليمنيين.