هكذا تكافئ السعودية أبناء جنوب اليمن.. بن سلمان يرفع تكاليف الحج على اليمنيين إلى 13 ألف ريال سعودي
الجنوب اليوم | خاص
على الرغم من تسبب السعودية بأكبر أزمة إنسانية تضرب اليمنيين بسبب حربها في اليمن منذ مارس 2015 وعلى الرغم من فرض الرياض وصايتها الاقتصادية والمالية على المنشآت والمؤسسات المالية الرسمية التابعة للحكومة الموالية لها، إلا أن كل ذلك لم يدفع السعودية للنظر بعين الإنسانية تجاه اليمنيين واستثنائهم من إجراءاتها الداخلية وحتى إجراءاتها الخاصة بالشعائر الدينية بصفتها البلد المستضيف للحرمين الشريفين قبلة الأمة الإسلامية.
فإلى جانب محاربة السعودية لليمنيين عسكرياً ذهبت الرياض لمحاربة أكبر جالة مغتربة لديها وهي الجالية اليمنية، رغم ادعاء الرياض أنها تقدم المساعدات الإنسانية لليمنيين وأنها تراعي مصالحهم في الداخل والخارج، فلا المغتربون سلموا منها ومن إجراءاتها ولا اليمنيون في الداخل اليمني سلموا من حربها العسكرية والاقتصادية، ليضاف إلى ذلك حرباً جديدة ضد اليمنيين دشنتها السعودية من الآن مستغلة فريضة الحج وشغف اليمنيين لأداء هذه الفريضة أكثر من أي شعوب إسلامية أخرى.
حيث أقرت السعودية رفع تكاليف رسوم أداء فريضة ومناسك الحج على اليمنيين إلى ما يقارب 13 ألف ريال سعودي، أي ما يعادل أكثر من 3 ملايين ونصف المليون ريال يمني بحسب سعر صرف الريال السعودي مقابل الريال اليمني في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن.
وأكدت مصادر بوزارة الأوقاف والإرشاد بحكومة معين عبدالملك أن السعودية رفعت على اليمنيين رسوم الحج لهذا العام بدون سبب يذكر، فيما لم تحرك حكومة معين ساكناً.
وسبق أن استخدمت السعودية حاجة المسلمين لأداء فريضة الحج لأغراض سياسية ضد الشعوب والبلدان المناهضة للسعودية وسياساتها في العالم العربي والإسلامي المتوافقة مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، فقطر على سبيل المثال تم منع مواطنيها من أداء فريضة الحج حين انقطعت العلاقات بين البلدين في العام 2017.
ويرى مراقبون إن السعودية لم تعمل خاطراً لأبناء المحافظات الجنوبية اليمنية الذين استخدمت السعودية دروعاً بشريعة عدة سنوات ونشرتهم على حدودها كخط دفاع أمامي لمقاتلة مقاتلي قوات صنعاء في المعارك والجبهات الحدودية، ورغم ذلك تكافئ السعودية أبناء اليمن برفع تكاليف رسوم الحج عليهم.
وتتحج السعودية بأنها تقدم الدعم لليمنيين وتسهل لهم أكثر من غيرهم إجراءات أداء فريضة الحج، لكن الحقيقة هي أن السعودية تستغل وجود نحو 500 ألف يمني من الموالين لها من أتباع النظام السابق ونظام هادي من بداية الحرب داخل أراضيها، وتقول السعودية إنها تقدم لهؤلاء الرعاية والدعم فيما كل هؤلاء عبارة عن شخصيات سياسية وقبلية وعسكرية وإعلامية ممن كانوا يعملون تحت رعاية النظام السعودي داخل اليمن ومع بداية الحرب هرب هؤلاء إلى السعودية، ومعظم الأرقام التي تعلنها السعودية لعدد الحجاج اليمنيين هم من المتواجدين لديها ممن تسميهم الرياض بالنازحين.