الرئاسي يشرعن للتحالف مهمة القضاء على أدواته المحلية التي تم الاستغناء عنها
الجنوب اليوم | تقرير
في موقف ليس بالغريب على سلطة وقيادات أتى بهم طرف خارجي إلى السلطة لأداء وظيفة معينة لا تتعدى تنفيذ أوامر وتوجيهات صادرة من هذا الطرف الخارجي، آثر ما يسمى المجلس الرئاسي القيادي الذي شكلته السعودية الصمت إزاء ما تتعرض له قوات (الشرعية) التي يفترض أنها قواته الرسمية المعترف بها دولياً من ضربات بغارات جوية تنفذها طائرات التحالف السعودي الإماراتي حتى اليوم في محافظتي شبوة وحضرموت الغنيتين بالنفط والغاز.
اليوم مجدداً يعاود طيران التحالف قصف قوات ما تسمى (الشرعية) بالقرب من منطقة العبر بين محافظتي شبوة وحضرموت، في مساعي للتحالف ومليشياته الجديدة القضاء على القوات الموالية للتحالف سابقاً التي يقودها حزب الإصلاح عملياً، حيث استهدفت طائرات من دون طيار مواقع ونقاط عسكرية، منها غارة استهدفت نقطة للجيش بمنطقة نعضة شمال عتق ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
تاتي هذه الغارات على الرغم من انتهاء المعارك في مدينة عتق عاصمة شبوة والتي تقاتلت فيها قوات الجيش (الشرعية) المتهمة بتبعيتها للإصلاح وقوات العمالقة ودفاع شبوة المكونة من خليط من الجنوبيين السلفيين الموالين للإمارات ومقاتلين آخرين سلفيين موالين لطارق صالح العضو بالمجلس الرئاسي وهي الأخرى موالية أيضاً للإمارات، وقد انتهت هذه المعارك الأربعاء الماضي بالقضاء على قوات الجيش والأمن المتهمة بتبعيتها للإصلاح في عتق وسيطرة القوات الجنوبية الموالية للإمارات على مدينة عتق.
وعلى الرغم من أن هذه القوات التي يتم استهدافها من جديد من قبل الطيران التابع للتحالف، هي اساساً القوات الرسمية التابعة للسلطة التي يتدخل التحالف عسكرياً في اليمن لإعادتها للسلطة بمزاعم القضاء على الانقلاب في صنعاء، إلا أن هذه السلطة لا تزال تطبق الصمت إزاء ما يفعله التحالف بقواتها، وهو ما يؤكد حقيقة تواطؤ هذه السلطة التي يرأسها رشاد العليمي وأعضاء مجلسه الثماني، ضد قوات الجيش والأمن الرسمي المعترف به دولياً والمعترف به حتى من قبل التحالف.
بل إن الصمت المطبق من قبل المجلس الرئاسي، يجعل منه مؤيداً لما تتعرض له القوات في شبوة، وهو ما يدعو للتساؤل حسب ناشطين عن الجهة الخارجية التي يعمل لصالحها هذا المجلس المسمى بالرئاسي وهل هو فعلاً مجلس لقيادة السلطة في بلاده أم أداة جديدة أكثر ارتزاقاً وتبعية للتحالف السعودي من سابقيه الذين كان يتزعمهم عبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر.
وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه أن تتوقف الغارات الجوية لطيران التحالف على قوات الجيش والأمن الموالية للإصلاح التي كانت سابقاً هي الأداة العسكرية المحلية للتحالف السعودي الإماراتي طوال سنوات الحرب الماضية، بعد أن انتهى القتال في مدينة عتق وانسحبت هذه القوات من المدينة على وقع ضربات التحالف الجوية، إلا أن هذه الغارات استمرت حتى اليوم، الأمر الذي يؤكد صحة المعلومات التي سبق ونشرها الجنوب اليوم نقلاً عن مصادر مطلعة بأن المخطط السعودي الإماراتي يهدف لاجتثاث قوات الجيش والأمن المسماة (قوات الشرعية) بتهمة موالاتها للإصلاح وبالتالي اجتثاث ما تبقى للإصلاح من حضور عسكري فاعل على الأرض في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن.
في المقابل هناك من يرى أن الإصلاح اليوم يتجرع من الكأس الذي أذاقه للشعب اليمني طوال 7 سنوات من عمر الحرب، فالتحالف ظل يقصف ليل نهار المدن اليمنية مستهدفاً المدنيين والمنشآت المدنية والخدمية، في الوقت الذي كان فيه حزب الإصلاح قيادة وكوادر عاديين وإعلام يبرر لهذه الجرائم التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين اليمنيين تحت عناوين عمليات استعادة الشرعية والقضاء على الانقلاب الحوثي، وهي تلك العناوين التي رجع إعلاميو الإصلاح مؤخراً للاعتراف بأنها كانت مجرد فبركات إعلامية وأن ما كانوا يكتبونه في وسائل الإعلام وفي صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي كان بتوجيهات من السفير السعودي لدى اليمن، ها هو اليوم حزب الإصلاح والقوات الموالية والقوات التي كان يصفق للتحالف قصف اليمنيين مقابل تمكينها من السيطرة على الأرض ها هي اليوم تُقصف من ذات التحالف الذي بارك الإصلاح له استباحته للأراضي اليمنية وقتله اليمنيين.