هادي وحكومته يديرون ظهرهم: المتقاعدون.. طوابير طويلة أمام البريد وقطع للشوارع ومعاناة لا تنتهي! (تقرير)

تتزايد معاناة المتقاعدين في عدن والمحافظات المجاورة، حيث تستمر الطوابير الطويلة أمام مكاتب البريد يصاحبها احتجاجات وقطع الطرقات من قبل المتقاعدين، وذلك للضغط على السلطات لتوفير رواتبهم .

وما زاد من معاناة المتقاعدين في عدن ومدن اخرى الارتفاع الحاد في أسعار السلع والمواد الأساسية، في ظل تراجع كبير للعملة اليمنية أمام الدولار والعملات الأجنبية، فيما يعاني العديد من أبناء الوطن من عدم قدرة الدولة صرف مرتباتهم ومعاشاتهم الشهرية.

أزمة خانقة

ويعاني متقاعدي العاصمة عدن والمناطق المحررة من أزمة خانقة ، إذ عجزت الحكومة اليمنية عن صرف مرتباتهم الشهرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر وهم ينتظرون وصول رواتبهم..

يقول “ثابت حلبوب” وهو أحد المتقاعدين المرابطين أمام بريد المنصورة كل يوم ، تحدث إلينا بمرارة والعبرة تخنقه قائلاً : “لقد مللنا من الاصطفاف في الطوابير أمام مكاتب البريد؛ كي نستلم حقوقنا ومعاشاتنا ولكننا منذ ثلاثة أشهر ونحن على هذا الحال ونكرر نفس السيناريو طابور للظهر ونروح!” .

 وأضاف: “علقنا أملنا على الحكومة بعد الله عز وجل عندما سمعنا خبر نقل البنك المركزي للعاصمة عدن ولكننا فوجئنا بوعود ومماطلة من قبل الحكومة الشرعية أكثر من مماطلة المليشيات‘‘ .

مناشدات لصرف المرتبات

وناشد “حلبوب” هادي وحكومته الاستجابة لمطالبهم وصرف مرتباتهم مخاطباً هادي بقوله: “هل تريدون منا أن يأتي يوم من الأيام نترحم فيها على المليشيات التي أنهكت البلد بسبب سوء تصرفكم، أو ضعفكم وقراراتكم؟!!، بالطبع نحن لا نريد ذلك ولكننا في وضع لا نُحسد عليه؟!”

ويرابط المئات من المتقاعدين كل يوم أمام مكاتب البريد في كل مديريات العاصمة عدن لكنهم يعودون كما خرجوا من بيوتهم بلا فائدة! .

وفي السياق ذاته، يقول العميد “أحمد صالح” : ” لقد أمضينا دهراً في خدمة هذا البلد حملنا خلالها أروحنا على أكفنا ولكننا اليوم نجازى باحتجاز مرتباتنا وعدم صرفها لنا“! .

نصف راتب ماذا يعمل؟!!

أضاف: ” كما ترون نأتي كل يوم إلى هنا ونعود، والمشكلة أننا نحصل على وعود ، واليوم صُرِف لنا نص راتب بينما نحن لنا ثلاثة أشهر بدون مرتبات!! ما سنعمل بهذه الفلوس لم يستطيعوا يعطونا راتب شهر أقل شيء؟!! “ .

كما تحدث إلينا العقيد المتقاعد “أحمد محمد عبيد” الذي يسير منتصباً على عكاز يمنع جسده المنهك من السقوط، قائلاً : بأنه يحجز لنفسه مكاناً متقدماً بين صفوف المواطنين، في كل يوم.

وأتبع: ” أنا آتي إلى هنا كل يوم وأقوم مبكراً؛ علني أتحصل على راتبي، ولكن دون جدوى من ذلك! ” ، مواصلاً: ” تمر الأيام علينا ونحن محلك سر، ويبدو أننا قد أرهقنا تماماً، وتعمقت جراحنا أكثر فأكثر، حيث نقوم بدفع ما بقي معنا من مال للصرف على المواصلات، فلا وصلنا الراتب ولا تحملنا هذه المشقة التي أهلكتنا، وراكمت الديون لدينا!!..”

بن دغر وجه بضخ 200 مليون

وصرح محافظ البنك المركزي منصر القعيطي في وقتٍ سابق بأن البنك الدولي سيقدم لليمن ٤٠٠ مليون دولار، كي يستطيع التغلب على الأزمة التي يمر بها البلد في هذه الأثناء.

 وكان رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، وجّه بضخ 200 مليون ريال يمني على مكاتب البريد الرئيسة بالعاصمة عدن لتغطية معاشات المتقاعدين المدنيين، والبالغ عددهم 36 ألف متقاعد.

وبحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أكد بن دغر، خلال لقائه مدير البنك المركزي بعدن ومدير عام الهيئة العامة للبريد، أن هذه الدفعة هي الأولى لتغطية معاشات المتقاعدين المدنيين، وستليها دفعات أخرى خلال الأيام القادمة، بهدف تعزيز مكاتب البريد بالمبالغ المالية، لتتمكن من الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه المتقاعدين.

عدم توفر السيولة

وأكد متقاعدون أنهم لم يستلموا معاشاتهم بحسب وعود الحكومة، وأن البنك يتذرع بعدم توفر السيولة؛ وقبل أيام رفع البنك المركزي بعدن ملصقات كُتب عليها أنها لا تتوفر أي سيولة مالية لدى البنك وأن البنك لاستلام الإيرادات فقط! .

 وأدى تأخر الرواتب إلى تظاهرات واحتجاجات عدة في عدن والمحافظات المحررة الأخرى، حيث خرج حينها موظفون متقاعدون، في الأيام المنصرمة، إلى شوارع المدن احتجاجا على تأخر صرف مرتباتهم.

 وقام المئات من المحتجين بقطع شارع رئيسي بالمنصورة في عدن، وسط المدينة، ومنعوا مرور المركبات الداخلة إلى الشيخ عثمان، ما دفع بسائقي المركبات إلى سلوك طرق فرعية بديلة.

وناشد المتقاعدون هادي وحكومته بصرف رواتبهم والنظر إليهم بعين المواطنة كونهم أمضوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن.

علي محسن الضالعي – الأمناء نت