خطوات ثورة أكتوبر .. محطات الثورة التي انتزعت الجنوب من مخالب الاستعمار البريطاني
الجنوب اليوم | تقرير
تحاول بريطانيا اليوم العودة إلى المحافظات الجنوبية مستغلة وضع اليمن التي تعاني من انقسام سياسي وعسكري واقتصادي وامني بفعل التدخلات الخارجية، إلا أن مساعيها لن يكتب له النجاح ، فاليمن كانت ولا تزال مقبرة الغزاة والمحتليين .
المحاولات البريطانية والامريكية لإنشاء قواعد عسكرية في حضرموت والمهرة تحت ذريعة مكافحة الارهاب ومكافحة القراصنه البحرية منذ عدة سنوات ، تؤكد بأن ما تتميز به اليمن من موقع جغرافي استراتيجي أحد ابرز الأسباب التي جعلت من اليمن من باب المندب وحتى جزيرة سقطرى مطمعاً الغزاة والمستعمرين .
فاليوم هناك شبة احتلال ويعد وفق الاعراف الدولية انتهاك للسيادة الوطنية وليس احتلال كامل ، وهناك مساعي لتكريس الوجود الاجنبي العسكري في المحافظات الجنوبية، ولكن رغم حالة الانقسام والتشتت لم يجرؤ المحتل على تكريس وجودة ،وإعادة الجنوب إلى ماقبل ثورة ١٤ أكتوبر ١٩٦٣.
فهذه الثورة هزمت الإمبراطورية التي لم تكن حينها تغيب عنها الشمس ودحرت المستعمر البريطاني من أرض الجنوب، ولم يقف الفارق الكبير في الإمكانيات والعتاد والسلاح والقوة حائلا أمام بندقية الثورة الاكتوبرية التي انتصرت على المستعمر البريطاني واجبرتة على الرحيل من جنوب اليمن، واللافت في الأمر أن ثورة أكتوبر لم تحدث تحول تاريخي ودرماتيكي في اليمن وحسب ، بل انهارت كانت بداية تحول لبريطانيا من القوة إلى الضعف ومثلت انتكاسة تاريخية الاستعمار البريطاني في المنطقة .
ورغم تمكن بريطانيا من استعمار المحافظات البريطانية ١٢٩ سنه ، إلا أن المقاومة الشعبية الرافضة للاحتلال لم تتوقف طيلة فترة الاحتلال فمنذ احتلال بريطانيا مدينة عدن بعد قصف المدينة بالمديرية في ١٩ / يناير 1839، كان هناك مقاومة شعبية رافضة للاحتلال ورغم ،تمكن الانجليز من السيطرة على عدن لم تستطع حتى تسعينيات القرن الثامن عشر التوسع في الجنوب، وتمكنت بعد ذلك من خلال تحالفها مع المشيخات والسلطنات التي وقفت وراء تاسيسها أن توسع نطاق الاستعمار ، بموجب اتفاقيات مع تلك المكونات وألصنائع الاستعمارية تمكنت من احكام سيطرتها على اعلى كامل المناطق الجنوبية والشرقية ، وفي 1 أبريل 1937م ،فصل الاستعمار الانجليزي المحميات الشرقية ومستعمرة عدن بعد عن ادارتة الاستعمارية في بومباي وإلحقها بوزارة المستعمرات البريطانية.
محطات الكفاح ضد الاستعمار البريطاني. .
في 25 أبريل 1958م اضطرابات عمانية في عدن، من أهم أسبابها الغلاء وتدفق الهجرة الأجنبية إلى عدن بتشجيع من الاستعمار البريطاني.
11 فبراير 1959م إعلان بريطانيا رسمياً قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي، ضم في البداية 6 إمارات من إمارات محميات عدن البالغ عددها 20 إمارة مع تخلف سلطنة لحج، وهي مجموعة من القبائل المتنافرة والمتناحرة، وكان هدف الاستعمار البريطاني من هذه الخطوة تصفية قضية تحرير جنوب اليمن، وإبقاء عدن قاعدة عسكرية استراتيجية لبريطانيا، واستغلال الاتحاد لتهديد شمال اليمن، والضغط على السلطات الجنوبية للحصول على المزيد من التنازلات للمستعمر في الجنوب، وجعل الاتحاد قاعدة متقدمة لضرب الحركات التحررية العربية، وقمع أية انتفاضة شعبية وطنية.
1954 – 1960م ، قالت رابطة أبناء الجنوب معارك ضد الاستعمار في الجنوب، واستشهاد أحد مناضليها أثناء مطاردة الإنجليز له وهو هارب إلى شمال الوطن بانقلاب سيارته في منطقة الحدود.
24 سبتمبر 1962 ، انطلقت مسيرة كبرى في كريتر، سميت بمسيرة الزحف المقدس ضد الاستعمار، وكانت مناهضة لمشروع الانجليز الهادف لدمج مدينة عدن في الاتحاد الفيدرالي، وسقط فيها ضحايا.
23 فبراير 1963م تشكيل جبهة التحرير “الأولى”، جبهة تحرير الجنوب العربى المحتل، في مؤتمر لمناضلي الجنوب بكل فئاتهم في صنعاء، وصدور ميثاقها ونشرة خاصة بها.
19 أغسطس 1963م الإعلان عن تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربى ، انقلاباً على جبهة التحرير، بتغيير الاسم دون مؤتمر، وحضور 10 أفراد فقط من حركة القوميين العرب، ويكون الاسم” الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربى ”، بدلاً عن “الجنوب العربى ” وتكونت الجبهة من اندماج 7 فصائل سرية.
14 أكتوبر 1963م انطلاق الشرارة الأولى للثورة ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان، بقيادة عضو جبهة التحرير راجح غالب لبوزة الذي استشهد مع مغيب شمس ذلك اليوم ومنذ اليوم الأول لانطلاق ثورة التحرير، شنت سلطات الاستعمار البريطاني حملات عسكرية غاشمة ضد قبائل ردفان استمرت 6 أشهر اعتمد فيها العدو على استراتيجية “الأرض المحروقة”، وخلفت كارثة إنسانية فضيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.
*الثورة تواجة الاستعمار وجها لوحهة معارك .. حرب التحرير .
بداية مرحلة الكفاح المسلح لثورة ١٤ أكتوبر اندفعت من ردفان و استمرت أربع سنوات كاملة (1963 – 1967) وتوقفت بالاستقلال في 30 نوفمبر م1967، ووفق المصادر فأن المستعر اضطرا خلال في الثمانية الأشهر الأولى من عام 1964م، إلى القيام بعمليات حربية كبيرة ضد الثوار عُرِّفت بعضها في الوثائق البريطانية بعمليات “نتكراركر” و”رستم” و”ردفورس”، وكانت تلك المعارك بالفعل أكبر معارك بريطانيا خلال حرب التحرير إلا أنها فشلت في إجهاض الثورة ، رغم اشراك آلاف الجنود فيها واستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ونتيجة لفشلها أطلقت الصحافة البريطانية على ثوار ردفان وصف ”الذئاب الحمر”.
10 ديسمبر 1963م عضو الحركة العمالية في عدن “خليفة عبدالله حسن خليفة” يلقي قنبلة في مطار عدن تصيب المندوب السامي البريطاني “كنيدي ترافيسكس”، وتقتل نائبه “جورج هندرسن” وتجرح 53 من كبار موظفي الانجليز، فيقص بذلك شريط الكفاح المسلح في عدن، وكانت هذه العملية الفدائية، هي البداية لانتقال الكفاح المسلح من الريف إلى المدينة.
4 يوليو 1964م تشكيل جبهة تحرير الجنوب العربى ، بعد حوار مستفيض في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، وإعلانها الكفاح المسلح وبدء عملياتها، وكان قيامها نتيجة قناعة توصلت إليها أطراف تمثل الجبهة القومية وأطراف تمثل منظمة التحرير وكان يرأس منظمة التحرير حينها عبدالله الأصنج.
أغسطس 1964 أول عملية إطلاق رصاص للجبهة القومية في عدن.
22 – 25 يوليو 1965م انعقاد المؤتمر الأول للجبهة القومية، تم فيه إقرار الميثاق الوطني للجبهة.
سبتمبر 1965م فشل الجبهة القومية في عملية “حافون” بالمعلا، وتوقفها عن النشاط، بينما تواصل جبهة التحرير عملياتها العسكرية.
2 أكتوبر 1965م إعلان بريطانيا عزمها البقاء في عدن حتى عام 1967م، وانتفاضة شعبية عنيفة ضدها في عدن، تسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.
13 يناير 1966م إعلان قيام جبهة تحرير الجنوب العربى “الثانية”، نتيجة اندماج منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القومية لتحرير الجنوب العربى ، بموجب اتفاق تم التوقيع عليه في تعز تحت رعاية الحكومة المصرية، إلا أن الجبهة القومية عادت وأعلنت انفصالها عن جبهة التحرير، والقوميون يرفضون التوحيد والتوقف عن الكفاح المسلح والعمليات “المتوقفة أصلا” بعد عملية “حافون”، لتعود من جديد إلى العمل السياسي والكفاح المسلح بمفردها تحت اسمها السابق الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربى ” في نوفمبر 1966م.
14 فبراير 1966م الجبهة القومية تقص شريط الاغتيالات السياسية، باغتيال الزعيم العمالي بعدن “علي حسين القاضي”.
22 فبراير 1966م الخارجية البريطانية تصدر الكتاب الأبيض، الذي أعلن رسميا عن قرار بريطانيا القاضي بمنح عدن والمحميات الجنوبية والشرقية الاستقلال مطلع 1968م.
13 مايو 1966م حكومة اتحاد الجنوب العربي تعلن اعترافها بقرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1965م أكدت فيه حق الشعب اليمني في الجنوب في تقرير مصيره.
* صراع الثوار الجنوبيين :
مايو 1966م مؤتمر جبلة في محافظة إب ، بعد الدمج بين الجبهة القومية وجبهة التحرير مباشرة انسحبت مجاميع من الجيش الوطني التابع للجبهة القومية في كلٍ من الضالع وردفان والشعب والحواشب والصبيحة والواحدي ويافع، وانضمت إلى جبهة التحرير، وبدأت هذه المجاميع تنتقد أساليب بعض قادة الجبهة القومية وتصرفاتهم.
يوليو 1966م تشكيل التنظيم الشعبي للقوى الثورية من المنتفضين على الجبهة القومية، ومن قطاعات شعبية واسعة، بأسلوب تعبئة عامة مفتوحة وبدء عملياتها.
8 أغسطس 1966م اتفاقية الإسكندرية نتيجة الصراع بين بعض أطراف الجبهة القومية في داخل جبهة التحرير وخارجها، في كمحاولة لتجسيد اللقاء بين الأطراف الوطنية الممثلة في الجبهة القومية وجبهة التحرير، وقضى الاتفاق بإنهاء انفصال الجبهة القومية وإعادة الوحدة وتوقيع قادتها على ذلك.
14 أكتوبر 1966م انقلاب الجبهة القومية على اتفاق الإسكندرية.
نوفمبر 1966م المؤتمر الثالث للجبهة القومية وإعلان الانفصال من جديد في قرية “حُمر” في إب وتأكيد مواصلة الكفاح المسلح، ومن أهم قراراته انسحاب الجبهة القومية من جبهة التحرير، وإعادة تنظيم الجبهة القومية كتنظيم منفصل، ورفض اتفاقية الإسكندرية.
يناير 1967 م مسيرة جماهيرية للجبهة القومية بنعوش ملفوفة بالأعلام البريطانية.
*زخم الاحتجاجات:
فبراير 1967م فدائيو حرب التحرير ينفذون عدة عمليات ضد مواقع وتجمعات الاحتلال في الشيخ عثمان وظهور أهم شخصية في الجبهة القومية في مؤتمر صحفي علني في أبين دون تعرض قوات الاحتلال له ومظاهرات عارمة في عدن في 11 فبراير للمطالبة بمقاطعة الاحتفالات بالذكرى الثانية لقيام اتحاد الجنوب العربي الموالي للاحتلال، وتجددت المظاهرات الشعبية المعادية للاحتلال بعدن في 15 فبراير حاملة على الأكتاف جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب “عبود”، أحد شهداء انتفاضة الشيخ عثمان، كما حفل شهر فبراير بسلسلة من الاغتيالات السياسية في أوساط الفصائل الجنوبية المناهضة للعدوان وسط اتهامات متبادلة بين منظمة التحرير والجبهة القومية والرابطة الجنوبية.
1 مارس 1967م إطلاق قوات الاحتلال النار على المتظاهرين في عدن.
8 مارس 1967م إصدار الجامعة العربية قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في الجنوب العربى .
2 أبريل 1967م إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.
*عمليات فدائية ضد مواقع المستعمر البريطانى :
3 أبريل 1967م فدائيو حرب التحرير ينفذون عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، كبدوا خلالها القوات الاستعمارية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.
مايو – يونيو 1967م محادثات الوحدة الوطنية “الأولى” بين الجبهة القومية وجبهة التحرير في القاهرة ركزت على إعادة تشكيل الجبهة المتحدة الوطنية على أساس جبهوي، أي أن أداة الثورة تظل جبهة التحرير، وتوحد قيادة الجبهتين، وتظل كل جبهة محتفظة بتنظيمها الخاص، وتوزيع نسب التمثيل بواقع الثلثين لجبهة التحرير والثلث للجبهة القومية.
وتبعتها جولة ثانية من المحادثات استجابة لنداء علماء الدين والشعب وعدد من الشخصيات الوطنية المطالبة بإنهاء الاقتتال الأهلي بين الجبهتين، وضرورة توحيد القوى الوطنية، كون المستفيد الوحيد من الشقاق بينهما هو الاستعمار.
يونيو 1967م هزيمة العرب في حرب حزيران ” النكسة ” 1967 مع الكيان الصهيوني، وكتيبتان من جيش التحرير من أبناء عدن والجنوب تستشهدان بالكامل في سيناء
20 يونيو 1967م تمكن الفدائيون من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.
21 يونيو 1967م ثوار الجبهة القومية يسيطرون على عاصمة إمارة الضالع ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم “علي أحمد ناصر عنتر”.
يوليو 1967م انقلاب الجبهة القومية من جديد على الجبهة الوطنية المتحدة.
يوليو 1967م التنظيم الشعبي وجبهة التحرير يقصفون مواقع الجبهة القومية في دار سعد ويخرجونها منها.
أغسطس 1967م تأهب الجبهة القومية والإنجليز والجيش الموالي لتصفية فدائيي التنظيم الشعبي وجبهة التحرير.
12 أغسطس 1967م الجبهة القومية تسيطر على مشيخة المفلحي، بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.
17 سبتمبر 1967م الجبهة القومية تسيطر على السلطنة القعيطية التي كانت تسيطر على ساحل حضرموت وبعض مناطق وادي حضرموت.
سبتمبر 1967م آخر اتفاق مع الجبهة الوطنية المتحدة من قبل القوميين.
28 سبتمبر 1967م تأسيس إذاعة المكلا التي انطلقت باسم “صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربى المحتل”.
2 أكتوبر 1967م سيطرة الجبهة القومية على السلطنة الكثيرية التي كانت تسيطر على مناطق حضرموت الداخل.
2 نوفمبر 1967م انقلاب القوميين “الجبهة القومية” على الاتفاق وتفجيرها الاقتتال، فيما اعتبر حربا أهلية.
5 نوفمبر 1967م قيادة الجيش الاتحادي في الجنوب المحتل تعلن وقوفها إلى جانب الثورة ودعمها الجبهة القومية، بعد أن باتت غالبية المناطق تحت سيطرة الجبهة.
7 نوفمبر 1967م انسحاب جزء كبير من الفدائيين إلى شمال اليمن تحت تهديد الطائرات البريطانية ووقوع 7 آلاف فدائى في الأسر في معتقلات عشوائية بعدن وأبين.
14 نوفمبر1967م وزير الخارجية البريطاني “جورج براون” يعلن أن بلاده على استعداد تام لمنح الاستقلال للجنوب العربى في 30 نوفمبر 1967م وليس في 9 يناير 1968م، كما كان مخططاً له سابقاً.
21 – 22 نوفمبر1967م بدء المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية من أجل نيل الاستقلال، وانسحاب القوات البريطانية من الجنوب، وجرى في ختام المفاوضات توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي، ووفد المملكة المتحدة البريطانية برئاسة اللورد شاكلتون وممن حضر هذه المفاوضات من القوميين العرب نايف حواتمه كمراقب غير معلن.
26 نوفمبر 1967م بدء انسحاب القوات البريطانية من عدن، ومغادرة الحاكم البريطاني “هامفري تريفليان”.
29 نوفمبر1967م جلاء آخر جندي بريطاني من مدينة عدن، وتوقيع بريطانيا والجبهة القومية اتفاقا، وافقت بموجبه بريطانيا على استقلال الجنوب بشكل مؤقت، على أن تستكمل المفاوضات حول الاستقلال النهائي في ديسمبر 1968م بين الحكومة البريطانية والحكومة الجديدة للجمهورية الشعبية للجنوب .
30 نوفمبر 1967م إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم، وصدور قرار القيادة العامة للجبهة القومية بتعيين قحطان محمد الشعبي أمين عام الجبهة، رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين، وإعلان تقسيم سياسي وإداري جديد للمحافظات الجنوبية والشرقية، يضم 6 محافظات و30 مديرية، وكان الاستعمار البريطاني قد عمل على تقسيم الجنوب إلى 21 إمارة وسلطنة ومشيخة، بالإضافة إلى مستعمرة محمية عدن، لكل منها كيانها السياسي والإداري وحدودها وعلمها وجواز سفرها وجهازها الأمني، والمرتبطة في الأخير بالمندوب السامي.