تدخلات أمريكية تفشل مباحثات تمديد الهدنة
الجنوب اليوم | خاص
كشفت وسائل إعلام يمنية مقربة من أنصار الله (الحوثيين) وحكومة صنعاء، عن تعثر في مسار مباحثات تمديد الهدنة التي انتهت فعلياً في الثاني من أكتوبر الجاري.
ونقلت الوسائل الإعلامية تلك عن مصادر لم تكشف هويتها، أن الرياض ترفض القبول بشروط صنعاء والمتمثلة برفع الحصار الكلي عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي.
وقالت تلك المصادر إن الرياض عرضت على صنعاء فتح وجهات إضافية للرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، إلا أن الأخيرة رفضت قطعياً ذلك مطالبة بفتح المطار كلياً أمام الرحلات الجوية التجارية والمدنية كون ذلك حق من حقوق اليمنيين كافة، بالإضافة إلى فتح كلي لميناء الحديدة ليس فقط لسفن المشتقات النفطية بل والسفن التجارية المحملة بالبضائع والسلع التي يتم استيرادها.
وفيما يتعلق بالرواتب قالت المصادر إن الرياض وبعد أن حاولت التنصل عن هذا الشرط قبلت به على أن يتم تسليم المرتبات لكافة موظفي الدولة بما في ذلك العسكريين والأمنيين على أن يكون الصرف بحسب كشوفات ديسمبر 2014، أي قبل تولي أنصار الله الحوثيين للسلطة، فيما أشارت المصادر إلى أن المباحثات بين الرياض وصنعاء في بند المرتبات لا يزال يتمحور حول آلية الصرف وطبيعة الإيرادات التي ستضاف إلى جانب إيرادات النفط ليتم منها صرف المرتبات.
في السياق أيضاً أرجأت مصادر سياسية في صنعاء أسباب عودة السعودية لتعنتها بشأن بقية المطالب والشروط المطروحة من صنعاء منذ أكثر من شهرين بعد أن كانت قد تعاطت إيجابياً مع شرط المرتبات وقبلت في نهاية المطاف بهذا الشرط بعد إصرار صنعاء على تمسكها بهذا البند دون تنازل، قالت المصادر إن سبب هذا التعنت هو تدخل الطرف الأمريكي عبر مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن إلى اليمن، تيم ليندركينغ الذي أوفدته واشنطن مؤخراً إلى المنطقة بعد التقارب الكبير الذي حدث بين صنعاء والرياض.
المصادر أفادت أن الموقف السعودي تغير بعد أن جاء المبعوث الأمريكي إلى المنطقة وذلك عقب جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة بشأن اليمن والتي دفعت فيها واشنطن الدول المشاركة بمجلس الأمن إلى تبني خطاب يوحي بأن الهدنة في اليمن قد انتهت والتلميح إلى أن الحرب ستعود عاجلاً أم آجلاً على الرغم من أن الموقف السعودي في جلسة مجلس الأمن لم يعلن صراحة أن الهدنة قد انتهت كما حدث مع مناديب أمريكا والدول الغربية المتحالفة معها والذين استهلوا كلماتهم بعبارات التأسف على فشل تمديد الهدنة والتأكيد على أن الهدنة قد انتهت في اليمن وأن العودة إليها أصبح أمراً صعباً رغم أن الجلسة عقدت في الوقت الذي لا تزال فيه المباحثات جارية بين وفدي صنعاء والرياض في العاصمة العمانية مسقط.