تعز نموذج دولة التحالف.. وقانون الغابة (تقرير يتضمن اعترافات)
الجنوب اليوم | تقرير
تكشف التطورات الأخيرة في مدينة تعز أن من يمثلون الدولة هناك عبارة عن تكتلات وفصائل تتصارع فيما بينها البين وتستخدم في صراعاها هذا أموال الدولة وسلاحها.
فمحور تعز العسكري يتواطأ مع جماعة غزوان المخلافي التي أصبحت بنظر الأمن في تعز متمردة وخارجة عن النظام والقانون.
اللافت أن الأمن في تعز محسوب على الإصلاح، ومحور تعز العسكري أيضاً محسوب على الإصلاح.
وفي محور تعز اعترف قائد عسكري كبير بأن المحور متواطئ مع جماعة المخلافي ويحميها، حيث قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام ورئيس عمليات اللواء 170 دفاع جوي بتعز العقيد معاذ الياسري في منشور على حسابه بالفيس بوك إن على محور تعز تسليم المنتمين للمحور من المطلوبين أمنياً، في إشارة واضحة لانتماء المخلافي لمحور تعز وعدم قدرة الأمن بتعز القبض عليه لاحتمائه بجماعته المسلحة المحسوبة هي الأخرى والتابعة لمحور تعز.
اللافت أن الانقسام داخل تعز ليس في فصيلين مختلفين من الفصائل الموالية للتحالف مثل ما هو حاصل في الجنوب (الإصلاح والانتقالي أو الإصلاح والمؤتمر) بل إن هذا الانقسام داخل الفصائل المسلحة التابعة للإصلاح، ما يكشف حقيقة الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف والتي يتم توصيفها بأنها مناطق محررة من سيطرة أنصار الله الحوثيين.
هذا الحال الذي تعيشه مدينة تعز ليس وليد اللحظة، فالمدينة تعيش انفلاتاً أمنياً وتفشياً للفساد وانتشار العصابات المختلفة الانتماءات والتوجهات وكلها تقاتل في تعز باسم التحالف السعودي الإماراتي ضد قوات صنعاء منذ العام 2015.
وتعز أكثر مدينة عانت من سيطرة التحالف السعودي الإماراتي وفصائله العسكرية المسلحة، فمن صراع الإصلاح مع السلفيين الموالين للإمارات بقيادة عادل عبده فارع المعروف باسم أبو العباس، إلى صراع الإصلاح مع عدنان الحمادي الذي انتهى باغتياله بعملية مدبرة من الإصلاح، وصولاً إلى صراع الإصلاح مع طارق صالح في المناطق الجنوبية الغربية لتعز وأخيراً صراع الفصائل الإصلاحية ضد بعضها البعض.
ومعظم الضحايا الذين يسقطون جراء هذه الصراعات من المدنيين الأبرياء، حيث ونظراً لكون مدينة تعز واحدة من المدن المكتظة بالسكان فإن الصراعات المسلحة بين الحين والآخر لا تحدث إلا وسط الأحياء والأسواق الشعبية.
الجرائم في تعز والانتهاكات لا تطال المدنيين الأبرياء جراء الصراعات المسلحة بين الفصائل التابعة للتحالف فقط، بل وبسبب ما تقوم به هذه الفصائل من انتهاكات عمليات نهب وسلب للتجار وشاحنات نقل البضائع، وفرض للجبايات الهائلة التي أثقلت كاهل أبناء مدينة تعز.
الوضع الذي تعيشه تعز دفع بالآلاف من أبناء المدنية خاصة من التجار إلى مغادرة مناطق سيطرة التحالف والانتقالي بالعيش بما لديهم من تجارة وأموال إلى مناطق سيطرة أنصار الله الحوثيين في مدينة الحوبان، هناك حيث وجدت هذه الفئة من المجتمع الوضع الآمن والمستقر المناسب لاستمرار تجارتهم ونشاطهم وأمنهم وأمن أبنائهم.