الحضور الأمريكي شرق اليمن يهدد مباحثات السلام مع السعودية
الجنوب اليوم | خاص
اعتبر مراقبون ما تقدم عليه حكومة التحالف مع الأمريكيين بشأن تمكين الأخير من السيطرة شرق اليمن بما في ذلك الحضور العسكري في المياه اليمنية، بأنه سيفتح المجال أمام صنعاء للرد على هذا التطور الخطير الذي لن يقبل به لا أنصار الله “الحوثيين” ولا المكونات الجنوبية والنخب السياسية والقبلية البارزة في المحافظات الجنوبية كونه يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية ويجعل من حكومة معين عبدالملك ومجلس رشاد العليمي مجرد سلطة احتلال.
جاء ذلك في سياق المناقشات والآراء المتداولة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الشارع الجنوبي رداً على معلومات تتعلق بتحركات عسكرية أمريكية شرق اليمن، حيث اعتبر مراقبون هذه التحركات بأنها ستؤدي لنسف مباحثات السلام القائمة بين اليمن والسعودية.
وحسبما أفادت به مصادر في حكومة معين عبدالملك التابعة للتحالف فإن البحرية الأمريكية تدرس حالياً نشر سفن حربية عسكرية أمام ميناء الضبة النفطي بحضرموت الذي منعت قوات صنعاء سابقاً تصدير النفط عبره وترفض السماح بالتصدير مرة أخرى إلا بعد أن يتم الاتفاق على تسليم مرتبات كامل موظفي الجمهورية اليمنية شمالاً وجنوباً.
وبعد فشل حكومة معين في التصدي للطائرات المسيرة والصواريخ التي نفذت بها صنعاء هجمات تحذيرية لسفن نقل النفط الخام التي كانت صنعاء قد قررت منع وصولها لموانئ النفط اليمنية ووقف نهب النفط اليمني الذي تورد عائداته إلى البنك الأهلي السعودي، قررت حكومة معين والمجلس القيادي الرئاسي تسليم الموانئ النفطية للقوات الأمريكية، وهو ما يعين رهنها للثروة السيادية النفطية اليمنية والسيادة على المياه اليمنية والمنشآت الاقتصادية كالموانئ النفطية للأمريكيين.
وكان الأمريكيون قد أكدوا لحكومة معين بأن السفن التي سيتم نشرها قبالة موانئ تصدير النفط ستكون محملة بأجهزة للتشويش على الطائرات المسيرة التي تستخدمها صنعاء لمراقبة موانئ تصدير النفط إنفاذاً لقرارها بمنع استمرار نهب الثروة النفطية.
وتأتي هذه التحركات بتزامن مع إرسال واشنطن مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ والذي قالت مصادر سياسية ودبلوماسية بأنه قد يعمل على نسف الاتفاقات وما توصلت إليه المباحثات بين صنعاء والرياض خلال الأسابيع الماضية.