عدن .. عيد ملتهب في عاصمة حزينه.
الجنوب اليوم | خاص
لاصوت يعلوا فوق صوت الفوضى الخلاقة في عدن إلا صوت القوات الإماراتية المتواجدة في المدينة وسوطها ، رغم ذلك تحاول حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي خداع نفسها والتغرير على الرأي العام الداخلي والخارجي بانها صاحبة الحل والعقد في العاصمة الجنوبية ، إلا انها سرعان ماتخرج من عدن مذمومة ومطرودة من غير أمر صريح ، وتعود بعد أذن التحالف والتنسيق مع الحاكم السامي الإماراتي الجديد في عدن ، لتقيم أيام أو اسابيع في قصر المعاشيق الذي يشبه إلى حد كبير المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد ، وتدير الاوضاع العامة أفتراضياً عبر لقاءات انفرادية واحياناً جماعية من داخل المعاشق تنقلها وسائلا الإعلام التابعة والمواليه لها ، وتساندها في ذلك وسائل الاعلام التابعه لحزب الاصلاح .
فعدن التي اقترن اسمها بالأمن والامأن والحب والسلام والتعايش والوئام والملاحة والتجارة والمدنية والحضارة ، تعيش للعيد الثاني على التوالى اوضاع امنية وانسانية واقتصادية وخدمية في غاية الصعوبة بسبب ضعف وعجز وفشل حكومة هادي التي اعلنت عدن عاصمة مؤقته لها قبل عامين ، ولذات السبب اصبحت عدن لاعاصم لها من الفوضى .
فشوارعها التي تتحول تارة إلى ساحات حرب مؤقته ، تتحول بعد ساعات إلى ساحات للقمع الاغتيالات التي تنفذ بشكل شبة يومي ، كما باتت عاصمة الحرية ساحة واسعه للأعتقالات والانتهاكات ونهب اراضي الدولة بقوة السلاح وممارسة السطو المسلح على من تبقي من تجار ومستثمرين في عدن من قبل جماعات مسلحة تحرص على ارتداء زي الشرطة والجيش عند تنفذها جرائم السطو التي طالت بنوك وشركات تجارية وبلغت تكلفتها 40 مليون دولار ، يضاف إلى أن احيائها التي أقترن الحديث عنها بالسكينه والمحبة والوئام أصبحت مغارات يستخدمها المسلحون لتنفيذ غزواتهم الهادفة الى الترويع والترهيب ومصادرة الحقوق واستلاب الحريات ، وحتى جوامعها ومساجدها اصبحت مقرات لمجاميع متطرفة تتخذها مقرات للحكم تارة ومحراب للصلاة تارة أخرى ، يضاف إلى أن منتجعاتها المدينة التي كان يقصدها السواح من انحاء اليمن تحولت إلى مقرات تابعه للجماعات المسلحة ، كما تحولت مدارسها ومقراتها الحكومية والخدمية إلى سجون سرية يمارس فيها مختلف اصناف التعذيب بشكل سري او علني ، كما باتت نواديها الرياضية معتقلات مؤقته واصبح مطارها الجوي أشبة بمقر استخبارات للقوات الموالية للإمارات .
ورغم الكبت الناتج عن القمع وسياسة الاذلال التي تمارسها القوات الإماراتية في مختلف انحاء عدن ، إلا أن اصوات الحرية تجاوزت حدود الصمت وصرخت في وجة هادي وحكومته التي تتهم بنهب حقوق الموظفين الجنوبين منذ عام .
اليوم الخميس وقبل يوم واحداً من عيد الاضحى المبارك شهدت عددٌ من شوارع مدينة عدن، اليوم الخميس، احتجاجات للمطالبة بصرف المرتبات، وكذا في مداخلها الرئيسة حيث قطع عسكريون ينتمون لقوات الجيش طرقا واصلة الى المدينة لذات المطالب ، وأكدت مصادر محلية، إن محتجين خرجوا في مديريتي الشيخ عثمان وخور مكسر، وأضرموا النار في إطارات السيارات، ومنعوا حركة المرور لساعات ، مطالبين بسرعة صرف مرتباتهم ، كما اغلق عسكريون طرقا واصلة الى مدينة عدن للمطالبة بصرف المرتبات، وذلك على خط دار سعد – العلم، ومنعوا حركة المرور ، وتسبب الاغلاق بتوقف حركة السير على طول الطريق .
وتزامنت الاحتجاجات مع عودة رئيس الوزراء أحمد بن دغر إلى العاصمة المؤقتة عدن، واعلانه إنه سيتم صرف مرتبات الجيش والأمن ابتداء من اليوم، إلا أن عملية الصرف لم تبدأ كما وعدت للمرة الرابعة في ظرف شهر ، بالاضافة إلى تعهداتها في تحسين مستوى الخدمات الأساسية في عدن ، والتي أصبحت اسطوانه مشروخة ترددها تلك الحكومة عقب كل زيارة يسمح لها من قبل الجانب الإماراتي المسيطر على كل الملفات السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية في عدن .
الاضطرابات التي تشهدها مدينة عدن لم تكن جديدة ، فالمدينة التي لم يأمن اهلها من خوف المليشيات المسلحة المتعددة والمتنوعة الفكر والايدلوجيا والولاء ، ولم يشبعوا من جوع فالمصادر الواردة من ثغر اليمن الحزين تشير إلى أن حكومة هادي بددت 290 مليار ريال منذ مطلع العام الجاري دون أن تصرف رواتب موظفي الدولة في الجنوب ، ولم تعيد الخدمات الاساسية من صحة وتعليم وكهرباء ومياة ، فعدن التي عرفت التيار الكهرباء مطلع القرن الماضي تعيش في ظلام دامس حتى أن عادت الكهرباء لايام تنقطع ايام اخر .