الرئاسي.. التوتر والانقسام سيد الموقف والانتقالي يُباع بلا ثمن رغم ما قدمه (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير
لا يزال التوتر والانقسام هو السائد داخل المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية مطلع أبريل العام الماضي كسلطة بديلة عن السلطة السابقة التي كان يرأسها بالاسم فقط عبدربه منصور هادي الذي ظل مقيماً في الرياض منذ العام 2015 حتى أطيح به من السلطة بأمر ملكي سعودي.
وعلى الرغم من أن إبعاد هادي ونائب من السلطة رغم أن سلطتهما كانت شكلية فقط، واستبدالها بسلطة جديدة (أكثر شكلية) من قيادات المكونات العسكرية التي تمتلك قوات على الأرض في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن على أمل أن يقود هذا الخيار الإجراء إلى تحقيق التوافق بين الأطراف المحلية الموالية للتحالف وإنهاء انقسامها وصراعها البيني، إلا أن كل المؤشرات وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على تعيين الرياض وأبوظبي لهذه السلطة تؤكد أنها لا تزال منقسمة ومشتتة.
وبحسب مصادر سياسية في عدن فإن الشخصيات الدبلوماسية الإقليمية والغربية التي زارت عدن مؤخراً كان من بين مهامها إلى جانب المهمة الرئيسية وهي الضغط على الانتقالي على قبول الخطة الأمنية الجديدة بمناطق سيطرة التحالف والمتمثلة باستبدال سيطرة قوات الانتقالي بقوات “درع الوطن” السلفية التابعة للسعودية.
وبحسب المصادر فإن المهمة الثانية للسفير الإماراتي لدى اليمن وسفراء الاتحاد الأوروبي كانت محاولة إنهاء صراعات المجلس الرئاسي، على الرغم من أن الصراع يعود في الأصل للصراع الناعم على النفوذ والسيطرة بين السعودية والإمارات على الرغم من اتفاق الطرفان (الرياض وأبوظبي) على خطوط عريضة في سياق تناغم هذا الصراع وهندسته بما لا يؤثر على مصالح البلدين المشتركة وغير المشروعة في مناطق سيطرتهما جنوب وشرق اليمن.
ولعل الصمت الإماراتي المطبق إزاء سياسة السعودية الحالية تجاه الانتقالي والتي تهدف لاجتثاثه وانتزاع نفوذه العسكري في عدن والمحافظات الأخرى، وكذلك حرص السعودية على إبعاد عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي عن عدن وفرض الإقامة الإجبارية عليه داخل الإمارات، يؤكد أن أبوظبي تخلت عن الانتقالي بلمح البصر، بل يرى البعض أن الإمارات تقدم الانتقالي طريدة سهلة للسعودية بعد أن استخدمته 4 أعوام كواجهة رئيسية وأداة محلية لتنفيذ أجندتها وأهدافها التي باتت (أهدافاً استعمارية) بحسب السواد الأعظم من أبناء الجنوب.
ومثلما استخدمت الإمارات عيدروس الزبيدي وكل قيادات الانتقالي وقواته كأداة لتنفيذ أجندتها طوال السنوات الماضية مانحة هذه القيادات وعوداً لم يكن بمقدور الإمارات ولا السعودية تنفيذها وتحقيقها لهم، تستخدم اليوم السعودية رشاد العليمي والقيادي الجنوبي السلفي أبو زرعة المحرمي ضد أبناء الجنوب وضد المجلس الانتقالي، وكل ما يجري على الأرض حالياً من تشكيل لقوات جديدة بمسمى درع الوطن ونشرها في مناطق سيطرة الانتقالي على حساب قوات الأخير هو بتوجيهات سعودية مباشرة وبتنفيذ مباشر من العليمي والمحرمي اللذان أصبحت مهمتهما بحسب الشواهد والأحداث الأخيرة مثار شك وتخوف وتهديد خطير لأبناء الجنوب عموماً ويعملان بلا هوادة لتثبيت نفوذ ووجود السعودية عسكرياً وسياسياً وسيادة وقراراً وكل ذلك يأتي على حساب القضايا الوطنية والحقوق المسلوبة من أبناء الجنوب الذين يفتقرون لأبسط مقومات الحياة رغم انتمائهم لبلد غني بكل شيء من ثروات برية وبحرية وموقع جغرافي متميز يجعل من هذه البقعة الجغرافية وأبناؤها في مصاف الدول ذات الدخل الأعلى كما هو حال الجيران في الإقليم كالرياض وأبوظبي.