طارق يكشف آخر أوراق الصفقة السرية بين الرياض وأبوظبي.. اليوم اكتملت الصورة

الجنوب اليوم | تقرير

كشف اليوم طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي عن آخر أوراق الصفقة التي ظلت سرية بين الرياض وأبوظبي منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وحتى اليوم.
هذه الورقة أكملت الصورة التي ظلت ضبابية بشأن ما يحدث للمجلس الانتقالي الجنوبي وما يتعرض له من مخطط تصفية تنفذه السعودية وغضت الطرف عليه الإمارات صانعة هذا المجلس.
اتضح أن الصفقة غير المعلن عنها بين قطبي التحالف العسكري في اليمن، هي تسليم تعز بالكامل للإمارات مقابل تسليم الإمارات عدن ومناطق سيطرة الانتقالي للسعودية، فزيارة طارق صالح المفاجئة اليوم لمدينة تعز بقدر ما كانت مستفزة بشكل كبير للإصلاح الذي لا يزال يحتفظ بجزء من الشراكة في السلطة الجديدة التي شكلتها الرياض بالتوافق مع أبوظبي في أبريل العام الماضي، بقدر ما كانت بمثابة المشهد الأخير لإكمال صورة الصفقة السرية والتي تجلت في إعادة تقاسم النفوذ والسيطرة بتسليم السعودية بقية تعز للإمارات مقابل تخلي الأخيرة عن الانتقالي في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى.
ولطالما كان من غير المفهوم كيف أن الإمارات قدمت الانتقالي فريسة سهلة للسعودية، وهي أي أبوظبي، التي تعتبر الانتقالي أداة نفوذها على الأرض اليمنية في عدن التي يتواجد فيها ثاني أهم ميناء طبيعي في العالم وأول تهديد من اليمن لموانئ دبي إن تم تشغيله باستغلال كامل مقوماته الطبيعية.
اليوم تتضح الصورة ان الصمت الإماراتي على تجريف الانتقالي عسكرياً، مقابله صمت سعودي على تجريف الإمارات للإصلاح عسكرياً في تعز، والنتيجة واحدة وهي تمكين بقايا نظام عفاش من السلطة من جديد.
فدفع السعودية بقوات عسكرية جديدة ولاؤها للرياض وانتماؤها عقائدي سلفي متطرف ومناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على المناطق التي ينتشر فيها ويسيطر عليها الانتقالي سيخدم في النهاية رشاد العليمي القادم من دهاليز نظام عفاش، فيما دفع الإمارات لطارق صالح في تعز للسيطرة على باقي المناطق الخاضعة لسيطرة الإصلاح سيخدم أيضاً التيار ذاته، وشيئاً فشيئاً سيجد الانتقالي والإصلاح خارج اللعبة نهائياً إلا إذا حافظا على بقائهما بإعلان التمرد العلني ضد الوصاية السياسية والعسكرية والاقتصادية السعودية والإماراتية وفكا ارتباطهما بالتحالف وتحمل جزء من الثمن لفترة بسيطة مقابل الحصول على المكسب الأكبر لاحقاً.
توجه الإمارات لبسط السيطرة الكاملة على تعز لا يقتصر على التخلص من الإصلاح فقط، فلا يزال في الساحل الغربي قوات تدين بالولاء للسعودية أيضاً بعضها محسوب على الإصلاح، وهي الألوية التهامية التي كشف أبرز قيادات طارق صالح المنشق عنه والمنضم لقوات صنعاء قبل سنوات، عاطف محمد عاطف، بأنه أي طارق، يحضر لمؤامرة إبادة ضد الألوية التهامية تبدأ باحتجاجات ومظاهرات وتنتهي بطرد هذه القوات من مناطق انتشارها واستبدالها بمجندين جدد يتبعون طارق صالح.