رغم تنازلاته المذلة لاسترضائها.. الرياض ترعى تكتلاً داخل الرئاسي ضد الانتقالي (تقرير)
الجنوب اليوم | تقرير خاص
أكد مصدر سياسي جنوبي رفيع أن المجلس القيادي الرئاسي لا يزال يعيش حالة من الانقسام الحاد التي منعت من إمكانية عودة رشاد العليمي وبقية أعضاء الرئاسي إلى عدن.
وقال المصدر الذي طلب إخفاء هويته في حديث خاص لـ”الجنوب اليوم” بشأن سياسة الرياض تجاه القوى والمكونات الداخلة في المجلس القيادي الرئاسي، إن المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات قدم للرياض تنازلات مُذلة ومهينة بغرض استرضائها وتحاشي تصعيدها ضده، مضيفاً بالقول ” إلا أن كل التنازلات التي قدمها عيدروس الزبيدي وقيادات المجلس المدعومين إماراتياً لم تشفع لهم لدى السعودية والتي تبين أنها لا تزال تقود حملة شرسة ضد الانتقالي لإضعافه أكثر وإفقاده مقومات قوته ونفوذه وتفكيك كل فصائله العسكرية”.
ولفت المصدر السياسي المقرب من قيادات بارزة بالانتقالي إلى أن الرياض وعلى الرغم من أنها استطاعت أن تتحكم بمسار الانتقالي في الجانبين السياسي والعسكري، وأضاف المصدر بالقول “من غير المبالغ فيه إن قلنا أن الحضور العسكري للمجلس الانتقالي لم يعد رهن القرار الإماراتي وأصبح رهن القرار السعودي” مشيراً إلى أن شراء السعودية ولاء العديد من القيادات داخل الانتقالي خاصة المؤثرة إضافة إلى اتخاذ السعودية سياسة التجويع لدى فصائل الانتقالي العسكرية كسلاح في مواجهتها الانتقالي كانا أكثر عاملين أسهما في تحويل الهيمنة على المجلس الانتقالي من الإمارات إلى السعودية.
وأكد المصدر أنه وعلى الرغم من كل هذا التنازل من قيادات الانتقالي إلا أن الرياض لا تزال تعمل على إضعاف المجلس وتفكيكه، مؤكداً أن السعودية تدفع نحو تشكيل تكتل داخل الرئاسي ضد المجلس الانتقالي، مشيراً إلى أن هذا التكتل يشمل رشاد العليمي وطارق صالح وعثمان مجلي وأبو زرعة المحرمي وسلطان العرادة وفرج البحسني وعبدالله العليمي باوزير وجميعهم ضد عيدروس الزبيدي رئيس الانتقالي.
وأشار المصدر إلى اللقاء الأخير بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقيادة المجلس الرئاسي والذي شارك فيه أعضاء المجلس برئاسة العليمي باستثناء عيدروس الزبيدي.
فشل الالتئام
واحد من أسباب توجه التحالف للانقلاب على عبدربه منصور هادي وإعادة تشكيل السلطة الموالية للتحالف بشخصيات أعيد إنتاجها وتصديرها للمشهد السياسي والعسكري خلال السنوات الماضية، كان رغبة قطبي التحالف( الرياض وأبوظبي) وقف الانقسام بين المكونات والأطراف المحلية الموالية لهما التي تقاتل جميعها في خندق واحد دفاعاً عن التحالف وتواجده في اليمن ضد قوات صنعاء التي تقودها أنصار الله “الحوثيين”.
يرى مراقبون إن التحالف قد يكون اعتقد بأن إعادة جمع المكونات التابعة له محلياً للالتئام والتوحد والتحالف مع بعضها البعض لتشكيل قوة عسكرية كبيرة قادرة على تحقيق اختراق عسكري ضد قوات صنعاء، فعمل التحالف إلى جانب عوامل وأسباب أخرى لإيجاد حل، وقد كان هذا الحل بتشكيل سلطة جديدة يتم فيها وضع كل الفصائل التابعة للتحالف في بوتقة واحدة أسميت “المجلس القيادي الرئاسي”.
وبعد قرابة العام على تشكيل هذا المجلس، يجد المتابع السياسي بأن الغرض من تشكيل هذا المجلس لم يتحقق إذ لا يزال الخلاف والانقسام سيد الموقف داخل الرئاسي وبدلاً من أن يوحد المجلس كل الفصائل التابعة للتحالف هاهي الرياض قائدة التحالف هي من ترعى بنفسها تشكيل التكتلات المتناقضة ضد بعضها البعض داخل المجلس، فلا يوجد تفسير آخر للقاء بن سلمان بأعضاء المجلس القيادي برئاسة العليمي واستثناء استدعاء عيدروس الزبيدي لحضور هذا اللقاء.
لن ترضى عنك الرياض
إن سياسة الخضوع والقبول بالإهانة والتي اتبعها الانتقالي مؤخراً أمام الرياض أتت بنتائج عكسية، فعندما يتعرض الانتقالي لصفعة من الرياض فإنه يدير لها خدّه الثاني أملاً وطمعاً في استرضائها وإثبات ولائه لها، لكن ذلك التذلل الذي يبديه الانتقالي أمام الرياض وصفعاتها لا يزيد الأخيرة سوى شجاعة أكثر لتوجيه صفعات أقوى إمعاناً وتلذذاً في إذلال الانتقالي أكثر باعتبار أن هذه الوسيلة تضمن للرياض بقاء من تمعن في إذلالهم رهن إشارتها وضمان عدم تمردهم عليها مرة أخرى.
هذه الحقيقة “المُرّة” حسب وصف جنوبيين وبعضهم قيادات في الانتقالي التي تتعامل بها الرياض مع الانتقالي وهي حقيقة يكابر قادة المجلس في تصديقها أو الاعتراف بها علناً خوفاً من تعرضهم للتوبيخ والعقوبات من السعودية ومن أن يؤول مصيرهم إلى ما آل إليه مصير عبدربه منصور هادي وغيره المئات ممن استخدمتهم الرياض وأبوظبي حتى انتهت صلاحيتهم ثم رمت بهم على الرف.