التحالف يوصل مدينة الأسماك إلى مدينة تعاني من غلاء فاحش في الأسماك
الجنوب اليوم | خاص
من مفارقات الوقت ان تشهد مدينة عدن التي يفترض بأنها أكثر المدن اليمنية غنى بالأسماك بمختلف أنواعها لوقوعها عند منطقة التيارات البحرية المستمرة طوال العام بسبب قرب المدينة من مضيق باب المندب، من المفارقات أن تعيش هذه المدينة أزمة خانقة في أسواق الأسماك.
حسب مصادر في نقابة الصيادين في عدن فإن أسباب ارتفاع الأسماك في عدن وفي مدن جنوبية ساحلية أخرى يعود لأمرين، الأول منع التحالف السعودي الإماراتي للصيادين من الاصطياد في العديد من المناطق البحرية داخل المياه اليمنية بحجة تأمين هذه المناطق وعدم السماح بدخولها وإبقاءها خاضعة للرقابة بذريعة مراقبة تهريب الأسلحة، والسبب الآخر قرارات حكومة معين عبدالملك والتي كان آخرها وقف تصدير الأسماك للخارج.
يؤكد المصدر النقابي أن قرار حكومة معين لم يُطبق إلا على الصيادين اليمنيين، فيما السفن العملاقة التي تأتي وتدخل المياه اليمنية وتقوم بعمليات جرف الأسماك والتسبب بشحتها وندرتها، أكد المصدر أن هذه السفن تسرح وتمرح دون رقيب أو حسيب في انتهاك للسيادة اليمنية على مياهه وثروته السمكية في ظل صمت بل وتواطؤ من حكومة التحالف.
وبسبب التواجد العسكري الأجنبي في المناطق اليمنية جنوب البلاد، أصبح ممنوعاً على الصيادين الاصطياد في مناطق عديدة داخل المياه اليمنية بدءاً من المنطقة الجنوبية للساحل الغربي التي تقع تحت سيطرة الإمارات عبر قوات طارق عفاش، ومروراً بالشريط الساحلي الجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي لليمن وصولاً إلى محافظة المهرة، حيث منع الصياديون في كل من حضرموت والمهرة، ولا يتعلق الأمر بمزاعم التحالف الذي يدعي اضطراره لمنع الصيادين من الاصطياد بسبب فرضه الرقابة على المياه اليمنية لمنع تهريب الأسلحة، بل لكون المناطق التي تم فيها منع الصيادين اليمنيين من الدخول هي مناطق يتحرك فيها التحالف العسكري السعودي الإماراتي وأيضاً القطع العسكرية الأمريكية والبريطانية المنتشرة في الشرق الأوسط منتهكاً السيادة اليمنية.
اليوم مدينة عدن يبلغ فيها سعر الأسماك مبالغ خيالية، فنوعي السخلية والديرك من الأسماك وصل سعرها إلى 18 ألف ريال فيما سمك الثمد وهو الأكثر شيوعاً واستهلاكاً في عدن والمناطق الجنوبية الأخرى وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 10 آلاف ريال.