مدينة المليشيات
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ مدرم حرسي ابو سراج(*)
أنها عدن التي تعاني من همجية الانتشار العسكري والامني وخاصة القوات المقنعة المتواجدة في كل شارع وحارة حتى أصبح الأمر حديث المواطن البسيط .
الاطقم و المدرعات وكل ما تمتلكه القوات من عتاد أصبح سمة غير محببه للمدينة التي وصفت بالسلم والمدنية على مدى عقود طويلة .
السؤال الذي يخطر في عقول العامة : يا ترى لماذا يقدم الانتقالي على انتشار قواته المسلحة التي يرهب المواطنين المدنيين وبطريقة ملفته للجميع ؟!
هل يخشى الانتقالي من تمرد كتائبه ووحداته العسكرية ، أم أنه مخطط مقصود لترهيب المواطنين المدنيين خشية من ثورة شعبية تقارع منظومة الفساد خاصة وأن عدن اليوم تفتقر لأبسط الخدمات وعلى راسها الكهرباء .
هل تعتقد قيادات الانتقالي ان الانتشار الهائل لقواتهم يحميهم حال تحرك الشارع العدني ؟!
هل يفكر المجلس الانتقالي أن تأهب قواته بشكل دائم وملحوظ يعد قمع ذهني وقتل نفسي لكل معترض يفكر مجرد التفكير في رفض الشكل الهمجي التي تعيشه عدن الان . خاصة وان هناك حملات موجودة بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي تندد وتهاجم منهجية العمل السياسي والاجتماعي في عدن .
عبارات رافضة تسمعها وانت راكب الباص أو جالس في مقاهي عدن او حتى عقب الصلوات في المساجد .
الانتقالي يفقد الحاضنة الجماهيرية ، ما جعله يلجأ لحماية قواته المدججة بالسلاح المتواجدة في كل شارع ، تحت البيوت و ركن الحارات .
لوجه الله نقولها لقيادات المجلس الانتقالي: اهتموا بقضايا المواطنين ، بخدماتهم وامانهم هم الضامن والحامي الوحيد لكم.
لن تحميكم القوات المنتشرة التي تبث الرعب في اوساط المواطنين والنساء والاطفال والعجزه وكبار السن .
هناك من يقول انها قوات امنية تحمي عدن !! تحميها من ماذا !!
الغريب انك تشاهد افراد القوات الامنية مقنعين ، يخفون هويتهم الشخصية لا نعلم من هم ، ومن اين جاءوا .
ماذا تركتم يا هؤلاء للعصابات والمجرمين؟ لماذا تخفون وجوهكم ؟! هل غيرت المليشيات المعادلة في المدينة المسالمة؟!.
(*) مدرم حرسي ابو سراج – رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي