منبر كل الاحرار

الحوثي ينتصر.. يذهب للرياض مفاوضاً وغيره في الرياض وأبوظبي تحت الإقامة الجبرية

الجنوب اليوم | تقرير

 

بشكل مفاجئ يغادر وليد العهد السعودي محمد بن سلمان، الهند، ويتجه على عجل إلى العاصمة العمانية مسقط، في زيارة لم يكن مخططاً لها مسبقاً.

وفي اليوم التالي تعلن وزارة المالية في حكومة صنعاء التي يقودها أنصار الله “الحوثيون” وشركائهم، عن تسليمهم كشوفات الموظفين في القطاع العام حسب آخر شهر من العام 2014، أي قبل أن يكون هناك للحوثيين أي تمثيل لهم في السلطة.

وفي منتصف ليل اليوم ذاته الذي تعلن فيه صنعاء تسليمها كشوفات موظفي 2014، يتم تسريب معلومات مؤكدة عن أن زيارة بن سلمان للعاصمة العمانية مسقط كان الهدف منها توجيه دعوة رسمية بشكل مباشر لوفد الحوثيين الذي يرأسه محمد عبدالسلام الذي كان متواجداً أيضاً في مسقط، هذه الدعوة هي لزيارة السعودية بشكل رسمي في سياق المباحثات الجارية بين طرفي صنعاء والرياض.

وفي اليوم التالي يتم الإعلان عن وصول للوفد العماني (الوسيط) برفقة رئيس وفد صنعاء المفاوض عبدالسلام، وعضو الوفد عبدالملك العجري ليتم بعدها الإعلان عن انطلاق وفد صنعاء المفاوض مع وفد الوساطة العمانية بطائرة خاصة من صنعاء إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها وفد من الحوثيين وحلفائهم بشكل رسمي إلى الرياض منذ بداية الحرب على اليمن.

وسبق زيارة وفد صنعاء إلى الرياض، زيارة واحدة معلنة للوفد السعودي برئاسة السفير محمد آل جابر إلى العاصمة صنعاء التي لطالما ظل التحالف بقيادة السعودية يهدد آلاف المرات بأنه سيدخلها عنوة وبالقوة العسكرية بعد القضاء على الحوثيين والقبائل اليمنية المتحالفة معهم وجزء كبير من الجيش اليمني الذين رفضوا الانضمام للقتال مع السعودية تحت مسمى (قوات الشرعية) باعتبار أن ما تتعرض له اليمن هو “عدوان واحتلال وتدخل عسكري خارجي غير مبرر” وتأييده والوقوف معه خيانة عظمى، لتمر السنوات وتصل السعودية إلى صنعاء ولكن ليس على متن مدرعاتها التي دخلت بها عدن وحضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى ومأرب وأجزاء من تعز، بل دخلتها بوفد رسمي جاء كضيف طالباً التفاوض والاتفاق مع صنعاء بعد أن عجزوا عن هزيمتها.

بكل المقاييس، لا جدال بأن الحوثيين قد انتصروا في هذه الحرب، على الرغم من فارق الإمكانات العسكرية والمادية، لكن الإيمان بالقضية هو ما جعل من اصطفوا ضد التحالف السعودي ينتصرون لقضيتهم خاصة وأن كل من يدافع عن أرضه ينتصر في النهاية.

ذهبت صنعاء إلى الرياض كمفاوض بعد أن جاء إليها السعودي راضخاً معلناً استسلامه بعد أن كان يهدد أنه سيدخل صنعاء خلال أسابيع بداية الحرب والتدخل العسكري، بينما من اصطفوا مع السعودية وقرروا الهروب من بلادهم والبقاء في غرف الفنادق بالرياض أخضعوا للإقامة الجبرية وجرت معاملتهم بطريقة ذليلة وارتهنت قراراتهم بالمصروف الشهري الذي كان يمنح لهم فيما كانوا في حقيقة الأمر خاضعين لتوجيهات ضابط صغير في اللجنة السعودية الخاصة (وهذا باعتراف مسؤولي الشرعية أنفسهم وهم كثر).

ولعل التوصيف الدقيق لما يحدث اليوم من تطورات، هو أن الحوثي استطاع باستراتيجيته ومواقفه وإصراره على مبادئه، أن يقطف ثمار هذا الانتصار من دون أن يقدم تنازلاً واحداً للسعودية، لأنه يعتبر أي تنازل للسعودية هو تنازل عن كرامة المواطن اليمني الذي يتحدث الحوثي اليوم باسمه (على الأقل في مناطق سيطرته)، ولو كان هناك من الأطراف اليمنية الأخرى التي اصطفت مع الرياض فعلت ما فعله الحوثي لكانت السعودية اليوم تتعامل معها مثلما تتعامل مع الحوثي.

ولعل أبرز دليل على ذلك، هو الوضع الذي يعيشه اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي جرى إقصاؤه إلى أبعد ما يمكن من قبل السعودية، وحرمانه من أي دور أو السماح له بأن يكون له موقف أو رأي أو تمثيل شكلي حتى فيما يحدث وسيحدث، وتلك العبارات التي حطت من قيمة أبناء المحافظات الجنوبية التي قالها رئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي في لقاء لقناة تلفزيونية تابعة للتحالف السعودي والتي قدم فيها أبناء الجنوب على أنهم رهن إشارة محمد بن سلمان يرمي بهم أين ما يشاء في البر أو البحر داخل اليمن أو خارجه، لم تشفع للزبيدي ومجلسه الذي لم يكن شيئاً في الجنوب لولا استقوائه على الجنوبيين بما منحته له السعودية والإمارات من سلاح، لكن ما فائدة السلاح بدون قضية وأهداف سامية؟

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com