ثورة ١٤ أكتوبر ” ثالث أعظم حدثٍ في الجزيرة “
الجنوب اليوم | مقال
ثورة الـ14 من أكتوبر الخالد١٩٦٣م يعتبر ثالث أعظم حدث في التاريخ اليمني والجزيرة، بعد الدعوة المحمدية وثورة سبتمبر١٩٦٢م، بموجب هذا اليوم تم طرد الإحتلال البريطاني البغيض من جنوب الوطن اليمني، الإحتلال الذي احتل فلسطين ودول عربية عدة، هو نفسه الذي هجر اليهود من أوطانهم وأسكنهم في أرض فلسطين بناًء على فكرة هرتزل التي جاءت آواخر عام ١٨٩٧م ووعد بلفور الذي مضى عليه أكثر من مئة عام
بريطانيا التي احتلت البلاد العربية سابقًا هي نفسها اليوم بنفس تلك الطبقة اليهودية التي لازالت فكرة الاستعمار ساكنة في رأسها حتى اليوم، وكل مايحدث اليوم هو نتيجة طبيعة للإنبطاح العربي إزاء القضية المركزية للعرب بدءًا بصدور قرار صادر عن الأمم المتحدة بتقسيم الأراضي الفلسطينية تحت الإنتداب البريطاني بين العرب واليهود عام1947م مرورًا بإعلان قيام دولة إسرائيل منتصف مايو عام 48م، مرورًا بالحرب التي اندلعت بنفس العام بين العرب واليهود بدعم بريطاني ،والتي من خلالها ألحقت إسرائيل أول هزيمة بالعرب انتهت بهدنة رسمت على ضوءها الحدود الإسرائيلة.
لقد جاءت فكرة تأسيس “وطن قومي لليهود” بسبب تنامي معاداة السامية التي كانت سائدة في أوروبا حينها؛ فهم أول من رفض التعايش وأول من طرد اليهود من أرضهم وهجرهم إلى أرض فلسطين.
اليوم يعيش العرب من المحيط إلى الخليج مرحلة مفصلية مُحرجة وفاضحة ونتيجتها محسومة سلفًا نتيجة التخاذل العربي الفاضح جراء التخادم بينهم وبين الإحتلال الغاصب من جهة وأمريكا ودول الإستكبار العالمي من جهة أخرى.
فوعد بلفور لن يُغير التاريخ ولن يُثبِت لِمُحتلٍ حق.
اليوم وبعد أكثرُ من مئة عامٍ على وَعد خَطَّهُ لِصٌّ للِصٍّ، وعدٌ لَم وَ لَن يُغيَّر شَيءٌ مِن “وَعـــدِ الآخِــرَة”، وبعد أكثر من مئة عامٍ نُنَادِي “تَسقُط وُعُود بِلفُور بمُختَلَفِ لغاتِهَا وَ لُصُوصِهَا”
ولهذا فإن ثورة الـ١٤ من أكتوبر المجيد ١٩٦٣م هو يوم يمني خالص التضحية وعربي الثورة والإنتماء.
في هذا مثل هذا اليوم كان الوعي اليمني قد تشكل فدوت الطلقات والمدافع صوب جنود امحتل البريطاني البغيض الذي لازال جاثمًا على أرض فلسطين من خلال البذرة اليهودية التي زرعها هناك ولازال يرعاها حتى اللحظة.
نترحم على شهداء الثورة الميامين، وكل من قضى نحبه في معارك التحرير الوطني والعربي ضد قوى الإحتلال والظلم والرجعية وقوى الإستكبار العالمي.
عبدالملك_الأغبري