قراءة للموقف الإسرائيلي في اليوم الأول للهدنة من واقع ما ينشره إعلامه.. انهزامية انقسام تراجع

الجنوب اليوم | تقرير

تعد الهدنة وما تحمل معها من صفقات تبادل الموضوع الأكثر اهتمام لدى قادة العدو في الكيان المؤقت، ذلك لحساسية الموقف وما ستكون تداعياته على الحرب وبشكل خاص على الكابينت المصغر الذي تتسع فيه رقعة الانقسام عند كل مستجد يحصل. وعليه ركزت معظم الصحف العبرية اليوم على موضوع الصفقة ومآلاتها، فصحيفة هآرتس مقالاً لـ “يونتان ليس” بعنوان “إسرائيل ترى في اتفاق تحرير المخطوفين إنجازاً، لكنها تخشى أن تنسفه حماس” تحدث خلاله عن الريبة التي تتملك المستوى السياسي من الصفقة مخافة أن لا تتم، وفي نهاي المقال نقل “يونتان” عن مسؤول كبير الكلام التالي: “من الواضح لنا أن أي شيء يمكن أن يحدث بشكل خاطئ في أي لحظة. إلى ان نرى الرهائن في المنزل، لا يمكن الثقة بشيء”، قال مسؤول إسرائيلي كبير”.

أما يديعوت أحرونوت ومن خلال كاتبها “يوسي يهوشع”، فقد دعت في مقالته إلى خفض التوقعات من الصفقة، وأعرب “يهوشع” عن خيبته من الصفقة قائلاً: “كان من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار هذا الصباح، لكن السنوار سخر منا مرة أخرى ولم يمرر حتى قائمة الأسماء”.

أما “ناحوم برنياع”، فقد أشار في نفس الصحيفة إلى أن الصفقة ضرورية رغم أنها ليست ما كان متوقعاً قائلاً: “صفقة هي كلمة مُستنكَرة عندما يدور الحديث عن منظمّة إرهابية. إنّه ابتزاز. لكن في الوضع المتولّد لم يكن هناك مفرّ من دفع الثمن. البديل، ترك المختطفين ثانية، كان أشدّ سوءا وخطرا. فبالإضافة إلى الثمن الذي كان من المحتمل أن يُجبى بالدم، بالأرواح، كان سيُخلّف وصمة أخلاقية لا تُمحى على حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي”.

وفي إسرائيل هيوم، اعتبر “أمنون لورد” أن هنالك فخ يكمن خلف الصفقة المطروحة، يجب أن لا تقع فيه دولة الاحتلال وهو عدم القدرة على الخروج من أيام الهدنة معتبراً أنه يجب مواصلة تحقيق هدف القضاء على حماس: “نقطة الضعف في الصفقة الحالية تكمن في آلية تسمح لحماس بالتحكّم ببعض الوقت: “العثور” فجأة على مزيد من المخطوفين وجعل إسرائيل تمدّد فترة الهدنة. فكرة حماس هو أنه في هذه النقطة [الزمنية]، المتعلقة بخلق انتقال من الهدنة إلى تمييع القتال، يوجد لهذا التنظيم الإسلامو-نازي شركاء_ في داخل إسرائيل، لكن بالأخصّ في العالم”.

بالنسبة “لليوم التالي”، نشرت هآرتس أيضاً في صحيفتها مقالين حول الموضوع، ففي الأول لكاتبه “شلومي إلدار”، تحدث الأخير عن أن القضاء على حماس بشكل نهائي هو أمر مستحيل وأن على سكان الغلاف أن يفكروا جيداً في العودة إلى المستوطنات حال انتهاء الحرب: “أكتب هذه الكلمات بألم. أفهم أنه سيتعين على سكان الغلاف أن يفكروا جيدا فيما إذا كانوا مستعدين للعودة إلى منازلهم وإعادة الإعمار ومحاولة إعادة تأهيل أنفسهم بينما لا تزال حماس على السياج. حماس تُضرب وربما هُزمت، لكنها موجودة. موجودة وتسيطر. لأن يحيى السنوار وقيادة حماس، التي وقفت كرجل واحد لدعمه على الرغم من جنونه والتضحية بالآلاف من الناس في غزة، يعرف كيف يستغل إلى أقصى حد أكبر فشل في تاريخ دولة إسرائيل”.

وفي المقال الثاني لـ”سيما شاين”، أشارت إلى أن الحل يكون بعملية سياسية بعد الحرب تضمن عدم تكرار سيناريو السابع من أكتوبر: “من دون عملية سياسية، لن يؤدي أي إنجاز عسكري إلى ما تحتاجه إسرائيل. من المستحيل قتل كل مقاتلي حماس وتدمير جميع الأنفاق، وفي الأساس بسبب اكتظاظ السكان المدنيين وطول الفترة الزمنية التي سيتطلبها ذلك. لكن ينبغي استخدام المكاسب التي تحققت والمكاسب اللاحقة لدفع انتاج بديل سلطوي يستند إلى قوى مدنية موجودة في غزة وجهات إقليمية ودولية، تشارك في إعادة الإعمار ومعالجة فورية وعلى المدى الطويل للنازحين. هذه الخطوات، إذا حدثت، ستساعد إسرائيل والولايات المتحدة على مواصلة عملية التطبيع مع السعودية، وإضعاف العناصر الراديكالية، والمساهمة في تقليص الدعم لحماس في غزة وكذلك في يهودا والسامرة (الضفة)”.

وفي سياق الحديث عن فشل نتنياهو وضرورة “خلعه”، كتب “يوسي ليفي” مقالاً في صحيفة هآرتس بعنوان “للعمل على خلع نتنياهو قبل أن يفوت الأوان” ذاكراً فيه التالي: “لقد ضحى نتنياهو دائما بالمصالح الاستراتيجية لمستقبل أبنائنا من أجل مكاسبه الشخصية الآنية. أول من شخّص ذلك كان رئيس الحكومة الراحل اسحاق شامير، الذي وصف نتنياهو بأنه “ملاك التخريب” وأضاف: “بيبي سيعطي الأولوية دائما لصالحه الشخصي على مصالح الدولة”.