الإمارات تحتل اليمن بالمال والسيف
الجنوب اليوم | متابعات
استغلت الإمارات التحالف العربي الذي يواجه الحوثيين للسيطرة على الأراضي والثروات والموانئ والجزر اليمنية بما يخدم تواجد دائم جنوب شبه الجزيرة العربية بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، كما يهدف لاستغلال المحافظات الجنوبية الغنية ضمن استعمار اقتصادي على مدى طويل وآخر متوسط.
وتوصل فريق “مسند للانباء” الاخباري اليمني، إلى أن الإمارات تعدّ لسيطرة كاملة وشبه كاملة على جنوب البلاد ليس احتلالاً يقوده الحاكم العسكري الإماراتي، بل استعماراً تقوده شركات إماراتية تابعة لحكومة أبوظبي، تُحكم القبضة على الاقتصاد وعلى الموانئ وعلى احتياطات النفط وأهم من ذلك الحصول على ما تفتقر إليه “الغاز” إلى جانب دور عسكري ريادي يجعلها تطغى على المملكة العربية السعودية وتصبح رائدة الشرق الأوسط الجديد.
أما الوسائل فمتنوعة لكنها في إطارين اثنين: “المال والسيف”، فمن لم تستطع إغراءه بالمال استخدمت ضده قوة البطش العسكرية، ولأجل ذلك أسست أدواتها للعمل تحت مبدأ القضية الجنوبية التي تحظى بتعاطف محلي ودولي بعد أنَّ تعرَّضت للتجريف على يد النظام السابق الذي ثار عليه كلُ اليمنيين وتحالفت معه الإمارات.
وكونت الامارات مليشيات موالية لها خارج سيطرة الحكومة اليمنية الشرعية في غالبية المحافظات التي تم استعادتها من مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، حيث شكلت قوات الحزام الامني في عدن ولحج وابين، والنخبة الحضرمية في حضرموت، والنخبة الشبوانية في شبوة، وتسعى باستماتة لتكوين “نخبة تعزية” وسط رفض سياسي وشعبي.
هذه القوات تتفوق في تسليحها وتمويلها على امكانيات الحكومة الشرعية، بل انها تمنع الرئيس هادي نفسه بتوجيهات من ابوظبي من العودة الى العاصمة المؤقتة عدن، وتحكم بالفعل الاوضاع هناك. وقال ضابط بالجيش الإماراتي إنَّ بلاده قامت بتدريب وتمويل وتجهيز أكثر من 25 الف جندي يمني يعملون في المحافظات الجنوبية وتحديداً في حضرموت والمحافظات الأخرى قرب عدن. وتعمل قوات الأمن اليمنية التي تدربها الإمارات العربية المتحدة خارج سلسلة القيادة العسكرية اليمنية.
من جهة اخرى، كشفت مصادر يمنية النوايا الحقيقية للتدخل الاماراتي في اليمن،وأكدت أنَّ الإمارات طلبت من الحكومة اليمنية الشرعية حلّ حزبي التجمع اليمني للإصلاح والرشاد السلفي لاستمرار بقائها في إدارة المحافظات الجنوبية. وأوضحت المصادر، أنّ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يضغط من أجل حلّ الحزبين الإسلاميين في اليمن وخاصة في المحافظات المحررة بما في ذلك محافظة تعز.
واشارت المصادر، المقربة من الحكومة، إلى أنّ الرئيس اليمني رفض الضغوط الإماراتية وكان ذلك أحد الأسباب وراء التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من ابوظبي لفرض انفصال وتشطير اليمن، والهجمات المتلاحقة بحق الحزبين في تلك المناطق واعتقال قياداتهم.وحسب المصادر فإن أبوظبي لا تريد مشاركة حزبي “الإصلاح” و”الرشاد” المؤيدين للشرعية، في مفاوضات ومرحلة قادمة للبلاد تدفع باتجاهها، وتريد تعزيز حزب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح ليكون في الواجهة.
اعتبرت أبوظبي اقالة الرئيس هادي لابرز رجالاتها محافظ عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك، استهدافاً لها ما أخرجها عن كونها على الأقل عاملا خارجيا إلى كونها طرفاً محلياً، وأعلنت قيام المجلس الانتقالي الجنوبي، وعيّنت عيدروس الزُبيدي رئيساً وهاني بن بريك نائباً وضمت باقي المحافظين كأعضاء في المجلس، ورفضت الحكومة والرئاسة هذا المجلس بالمطلق، لكن قياداته انطلقت إلى أبوظبي ومن هناك بدأ طريق من التحضير لأجل إعلان الانفصال واعتبار المجلس الانتقالي بديلاً عن الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
واتهم هادي في وقت سابق ولي عهد أبوظبي بتصرفه كـ “قوة احتلال وليس قوة تحرر”، وهي تصريحات قيل إنها أغضبت المسؤولين الإماراتيين. وبحسب تحركات الإمارات بما في ذلك القاعدة العسكرية في جزيرة ميون في فوهة مضيق باب المندب الحيوي فإن أبوظبي تُعد لتواجد طويل الأمد وبالمحافظات الجنوبية كقاعدة عسكرية ثابتة باتجاه أفريقيا وبنفسها كقوة عسكرية تسيطر على المضيق.
المصدر الشرق