إيلات خارج الخدمة بسبب قرارات قوات صنعاء.. ما أهمية إيلات لكيان الاحتلال؟
الجنوب اليوم | متابعات خاصة
أصبحت مدينة “إيلات”، أو “أم الرشراش” حسب تسميتها الأصلية قبل الاحتلال وهي التسمية التي يستخدمها اليوم أنصار الله “الحوثيين”، أصبحت تحت الأضواء منذ عملية “طوفان الأقصى” وما يتبعها من عدوان إسرائيلي وحشي على أهالي قطاع غزة، حيث كان كيان الاحتلال قد غيّر تسمية أم الرشراش إلى إيلات، وبنى فيها الميناء الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، ففي الوقت الذي تضطر دول البحر المتوسّط إلى الاتكال على قناة السويس للوصول إلى موانئها، أصرّ كيان الاحتلال الإسرائيلي على إيجاد منفذها الجنوبي الخاص في شمال البحر الأحمر، خوفاً من إقفال قناة السويس في وجه تجارته.
تحولت إيلات منذ عام 1985إلى منطقة تجارة حرة تتمتع بمزايا مالية تعفى من خلالها الشركات من رسوم الاستيراد، لذلك استمرار الهجمات الصاروخية للحوثيين على المنطقة، يكبد “إسرائيل” خسائر، وخاصة بعد توقف ميناء عسقلان، وتوقف السياحة، وتوقف أكثر القطاعات الاقتصادية، بسبب الحرب في غزة.
و في هذا السياق يعتبر خنق التجارة البحرية الإسرائيلية هو خنق كلّي لتجارة “إسرائيل” الخارجية، نظراً لمرور 98% منها عبر البحر الأبيض المتوسّط أو عبر البحر الأحمر، وهذه النسبة المرتفعة مفهومة إن أخذنا بالاعتبار أن الكيان الإسرائيلي تربطه علاقة مُرتبكة أو لا تربطه أي علاقة تجارية بالدول المحاذية له (لبنان، سوريا، الأردن، مصر)، بالإضافة إلى أن التجارة البحرية تشكّل 80% من التجارة العالمية، أي إنها شكل التجارة الغالب لأي دولة تمتلك منفذاً بحرياً.
وبذلك تأتي الأهمية الاقتصادية لميناء ايلات من كونه يسمح للشحن الإسرائيلي بالوصول إلى المحيط الهندي دون الاضطرار إلى الإبحار عبر قناة السويس ويُعتبر البحر الأحمر ممرّ الصادرات الآسيوية إلى الكيان الإسرائيلي، وازدادت أهميته بالنسبة إلى الاقتصاد الإسرائيلي مع زيادة الاعتماد على هذه الصادرات في العقدين الأخيرين: ففي العام 2006، وصلت حوالي 191,000 حاوية بضائع إلى الموانئ الإسرائيلية من شرق آسيا، بينما جاءت 268,000 حاوية من أوروبا الغربية، ولكن بحلول العام 2019، تم تفريغ ما يقرب من 278 ألف حاوية قادمة من آسيا في موانئ أشدود وحيفا، بينما انخفض العدد من أوروبا الغربية إلى حوالي 260 ألف حاوية، وحسب رئيس مركز السياسة البحرية والأبحاث الإستراتيجية في جامعة حيفا فإن ثلث تجارة “إسرائيل” العالمية يتمّ مع الشرق الأقصى، وأن الواردات والصادرات الإسرائيلية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تمر عبر باب المندب.
فيما تُعد إيلات مقصداً سياحياً مهماً، فهي تستقبل نحو مليون سائح سنوياً يسهمون في تمويل أكثر من 80% من مداخيل المدينة التي تُعد السياحة اليوم مصدر دخلها الرئيسي .