الإمارات تستكمل السيطرة على المنشأت الحيوية بعدن بقوة السلاح
الجنوب اليوم | وكالات
سيطرت الإمارات والقوات الموالية لها في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن جنوب البلاد، على آخر منفذ بحري كانت تسيطر عليه الحكومة الشرعية التي جاءت من أجل إعادتها والدفاع عنها، وذلك بعد مواجهات مسلحة دامية تدخل فيها كالعادة طيران الأباتشي الإماراتي لدعم مليشياته على الأرض.
مواجهات دامية هي الأعنف بين الإمارات والحكومة الشرعية، ليل الخميس- الجمعة الماضيين، أسفرت عن مقتل 21 شخصا وإصابة 35 آخرين من الجانبين وفق إحصائيات أولية غير رسمية، كان مسرحها ميناء الزيت في مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة عدن، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة بجانب قصف جوي لطيران الأباتشي الإماراتي لدعم المليشيات الموالية لها.
وبحسب مصادر محلية، فإن الضحايا الذين سقطوا في هذه المواجهات، توزعوا بين 9 قتلى من شباب المقاومة في البريقة و15 جريحا، و7 قتلى من قوات الحزام الأمني الموالي للإمارات و12 جريحا، و5 قتلى من أفراد اللواء الرابع حرس المنشآت التابع للحكومة الشرعية، و8 جرحى.
وتأتي هذه المواجهات في إطار محاولة دولة الإمارات تمكين قوات الحزام الأمني التابعة لها من السيطرة على المنشآت الحيوية، فقد أصدرت توجيهات لقوات الحزام الأمني باستلام النقاط الأمنية المؤدية لميناء الزيت، وهو الوحيد الذي تديره الحكومة الشرعية هناك، وكذا استلام ملف تأمينه، وهو ما رفضته القوة العسكرية التابعة للشرعية اليمنية والمكلفة بتأمين الميناء ومحيطه وهو ما استدعى نشوب الاشتباكات بين الطرفين.
ونقلت مصدر وثيق في حكومة هادي إن الإمارات استنفرت كل قوتها لنزع ميناء الزيت في عدن من سيطرة الحكومة الشرعية، بعد الإعلان، قبل أسبوعين، عن إيصال مرتبات الموظفين من العملة المطبوعة في الخارج عبره، والتي رفضت القوات الإماراتية أكثر من مرة دخولها عبر مطار عدن الخاضع لسيطرتها وإعادة الطائرة مرات كثيرة.
ويعد ميناء الزيت هو أحد موانئ مدينة عدن الذي يتم عبره استقبال المشتقات النفطية من الخارج.
وأكد المصدر الحكومي- رفض الإفصاح عن هويته نظرا لخطورة الموضوع- أن الإماراتيين انزعجوا من دخول العملة المطبوعة عبر ميناء الزيت، وقرروا انتزاع آخر منفذ خاضع لسيطرة الحكومة الشرعية، في انقلاب مكتمل الأركان يجعل منها “محتل بكل معنى الكلمة”.
وتوازى ذلك التصعيد المسلح، في مديرية البريقة، مع بدء تحركات شعبية يقودها ما يسمى المجلس الانتقالي التابع لأبوظبي، حيث دشن مظاهراته الاحتجاجية، أمس الجمعة، بالقرب من قصر معاشيق الرئاسي في مديرية كريتر وسط عدن.
ويؤكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن الإمارات تدير هذا الانقلاب، عبر التشكيلات المسلحة التابعة لها، والنتيجة حتى الآن السيطرة على ميناء الزيت لخنق السلطة الشرعية. ويرى أن ما أسماها “عصابة الحزام الأمني” الموالية للإمارات، تنفذ حالياً انقلابا عسكريا مكشوفا في عدن، يحاولون التغطية عليه بالتجمعات الهزيلة التي بدأت من كريتر الجمعة.
ويتحرك المجلس الانتقالي الذي يقوده محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي ووكيل أبوظبي المحلي، باتجاه إسقاط الحكومة اليمنية الشرعية، بحماية الإمارات، وإعلان ذلك في بيان رسمي، أنهم بصدد إسقاط حكومة الشرعية وإقامة ما يسمونها “دولة الجنوب العربي”، لتشطير اليمن وإعادته إلى ما قبل تحقيق الوحدة عام 1990م، في تناقض صريح مع أهداف التحالف العربي الذي تقوده السعودية وقرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة في هذا الجانب. وتوقع الصحفي والمحلل السياسي اليمني، عبدالرقيب الهدياني، تواصل التصعيد في عدن. ملمحا إلى أن هذا التصعيد الإماراتي ضد الشرعية اليمنية هو لتخفيف الضغط على الحوثيين والمخلوع صالح. وأشار الهدياني، وهو نائب رئيس مجلس إدارة صحيفة 14 أكتوبر بعدن (حكومية)، إلى أن الأباتشي الإماراتي سيضرب في البريقة، وستنصب الخيام في ساحة البنوك بكريتر على مقربة من بوابة قصر معاشيق الرئاسي، وقد تحاصر معسكرات الشرعية في عدن. وقال “لا سبب مباشر لكل هذه الارتدادات سوى تسارع العمليات العسكرية على مشارف صنعاء”.
الشرق