صنعاء تتمكن من فرض قراراتها في البحر الأحمر بشهادة القادة الأمريكان.. وواشنطن تعلن تطوراً مثيراً للقلق اليوم
الجنوب اليوم | تقرير
قالت القوات الأمريكية إن هناك تطوراً مثيراً للقلق في البحر الأحمر حدث اليوم الخميس.
وقال قائد الأسطول الأمريكي الخامس، إن “قوات أنصار الله الحوثيين أرسلوا اليوم الخميس زورقاً مسيراً متفجراً في اتجاه الممرات الملاحية في البحر الأحمر”.
ووصف قائد الأسطول الأمريكي الخامس، في تصريح لصحيفة بوليتيكو الفرنسية، ما حدث اليوم بأنه “تطور مثير للقلق في البحر الأحمر”.
وسبق أن أعلن قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، براد كوبر، في وقت سابق اليوم، أن هجوماً يمنياً باستخدام زورق متفجر ذاتي الحركة، وأن الزورق انفجر قرب بارجة حربية أمريكية، في حين لم يشر إلى وقوع أضرار.
وقال كوبر أن “هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحوثيون زورقاً مسيراً وهذا أمر مثير للقلق”.
ويأتي الهجوم الجديد على الرغم من تشكيل أمريكا تحالفاً بحرياً عسكرياً في البحر الأحمر لحماية سفن كيان الاحتلال الإسرائيلي وإعادة فرض عبورها من البحر الأحمر، إلا أن هذا التحالف فشل في حماية هذه السفن حيث استأنفت شركات الملاحة العالمية التي تنقل بضائع لإسرائيل تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر بعد تجدد الهجمات اليمنية على عدة سفن كانت متجهة لكيان الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية ما أدى لامتناعها عن مواصلة عبورها البحر الأحمر.
وكانت بعض شركات الشحن قد أعلنت استئناف رحلاتها الذاهبة لإسرائيل عبر البحر الأحمر بعد أيام من تشكيل أمريكا تحالفاً بحرياً، إلا أن مواصلة الهجمات عليها من قبل القوات اليمنية التابعة لصنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين أوقعها ضحية هذه الهجمات حيث تعرضت بعض السفن للقصف بالصواريخ البحرية، وبعد تجدد الهجمات عاودت هذه الشركات إلغاء رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وقررت تحويل مسارات شحنها عبر طريق رأس الرجاء الصالح بالطوفان حول القارة الأفريقية وهو ما يكبد كيان الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة بملايين الدولارات يومياً.
وتؤكد صنعاء حسب بيانات قواتها المسلحة أن الممرات الملاحية في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة لعبور جميع سفن دول العالم باستثناء السفن الإسرائيلية أو السفن من أي جنسية التي تتجه نحو الكيان الإسرائيلي أو تأتي منه، كما تشترط صنعاء للتراجع عن قراراتها رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
هذه التطورات في البحر الأحمر، أثبتت أن صنعاء تمكنت من فرض قراراتها بالقوة، كما تثبت هذه التطورات فشل التحالف البحري الأمريكي الذي تم تشكيله من أجل تحييد اليمن وإعادة فرض عبور السفن المتجهة لكيان الاحتلال الإسرائيلي عبر البحر الأحمر بالقوة، وهو الأمر الذي تأكد فشله بالهجمات الأخيرة التي استهدفت بعض السفن خلال الأيام القليلة الماضية.
وتحظى القرارات اليمنية من صنعاء بشأن دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي وفرض الحصار البحري عليه من الجهة الجنوبية بدعم وتأييد شعبي يمني واسع بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي، كما تؤيد عدد كبير من الدول العربية عمليات البحرية اليمنية التابعة لصنعاء ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من عدم إعلان هذه الدول صراحة تأييدها لهذه العمليات إلا أن المزاج العام شعبياً وسياسياً يبدو واضحاً بأنه مؤيد لصنعاء من خلال تعاطي وسائل الإعلام الرسمية والأهلية في هذه الدول مع تطورات الأوضاع في المنطقة.
وقد اكتسبت صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين شعبية طاغية على مستوى الوطن العربي وحتى لدى شعوب دول العالم بسبب القرارات الجريئة لصنعاء ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي رداً على جرائم الكيان ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في مقابل ذلك انهارت لدى الشارع اليمني في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي، مكانة الحكومة اليمنية التابعة للتحالف التي يقيم أبرز ومعظم مسؤوليها في المنفى أغلبهم يخضعون للإقامة في السعودية، بسبب ما أبدته من مواقف مخزية تجاه القضية الفلسطينية بتنديدها بما قامت به قوات صنعاء والحوثيين وكان من أبرز الشخصيات التي أبدت مواقف معلنة مناهضة لصنعاء ومنحازة بشكل كبير للجانب الإسرائيلي والأمريكي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وطارق صالح الذي التقى بقيادات عسكرية أمريكية في جيبوتي والبحرين وبقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي المقيمين في الرياض والذين أصدروا اليوم بياناً أعلنوا فيه إدانتهم لما أسموه “تهديدات مليشيا الحوثي للملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر العربي وباب المندب” في موقف واصطفاف واضح مع كيان الاحتلال الإسرائيلي كون الملاحة المستهدفة في هذه المنطقة هي السفن الإسرائيلية والذاهبة أو القادمة من الكيان المحتل فيما بقية حركة الملاحة في البحر الأحمر لم تتأثر كونها غير مستهدفة بحسب ما تؤكده القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء.