الإمارات تنتزع معسكر خالد من حمدي شكري وتحوله لأكبر معتقل في الساحل الغربي
الجنوب اليوم | تقرير خاص
تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من ازاحة القيادي ذات التوجه السلفي حمدي شكري الصبيحي من معسكر خالد بن الوليد الواقع في مفرق مديرية المخا التابع لمديرية موزع التابعه لمحافظة تعز ، إزاحة الصبيحي حمدي قائد لواء العمالقة من المعسكر جاء بعد صراع طويل استمر لعدة أشهر وكاد أن يودي بحياته ، بعد أن قدم احد القيادات الموالية للإمارات في جبهة المخا احداثيات دقيقة عن تحركات القيادي الصبيحي للحوثيين وعلى أثرها استهدف حمدي شكري بصاروخ موجهة نجا منه باعجوبة بعد أن قتل عدد من مرافقية .
الصراع بين حمدي شكري والإمارات بدأ منذ سقوط معسكر خالد تحت سيطرة قوات يقودها الصبيحي في أبريل الماضي بعد مواجهات ضارية مصحوبة بغطاء جوي وبحري هو الاعنف ، وفي مطلع مايو طالبت الإمارات عبر القوات الموالية لها القوات الموالية لحمدي شكري بالانسحاب واخلاء المعسكر ، إلا أنه رفض حينها وتعثرت جبهة باب المندب نتيجة تصاعد الصراع البيني بين قوات الصبيحي واخرى موالية للإمارات بقيادة رائد اليافعي ، إلا أنها وبعد صراع مرير استطاعت ازاحة حمدي شكري وقواته إلى جبهة القبيطة وطور الباحة لتنفرد الإمارات بانشاء أكبر سجن سري في معسكر خالد بن الوليد .
خلفيات الصراع
حاولت الإمارات إخلاء معسكر خالد من أي قوات جنوبية غير تابعه لها منذ مطلع مايو ، واتجهت إلى شن حرب سرية على قوات المقاومة الجنوبية المحسوبة التي لاتخضع لقيادة التحالف المسيطر عليها من قبل الإمارات بل تتبع ضمنياً قيادة الجيش الموالى لهادي وتتلقى توجيهاتها من قيادة القوات المشتركة التابعه للتحالف في الرياض ، فبعد أيام فقط من سقوط معسكر خالد تحت سيطرة القوات الموالية للتحالف طالبت القوات الموالية للإمارات تلك القوات بالإنسحاب من معسكر خالد واخلائه تحت مبرر فتح جبهات جديدة في مديرية موزع الاستمرار في تحرير كافة المناطق المحاذية لباب المندب ، إلا أن قيادة لواء العمالقة رفضت تلك المطالب ، واصدرت بيان طالبت فيه القوات الموالية لابو ظبي باحترام تضحيات قوات العمالقة وأعتبرت مصادرة إنتصاراتها خط أحمر ، ولذات السبب تصاعدت الخلافات بين القوات المولية للإمارات بقيادة رائد اليافعي وقوات حمدي شكري الصبيحي في معسكر خالد وضواحيه ، وتسببت تلك الخلافات بتوقف جبهة موزع توقف تام منذ أشهر ، وعلى مدى الاشهر الخمسة الماضية من صراع الاستحواذ والنفوذ بين تلك القوات قتل العشرات في عدد من المواقع والجبهات بنيران صديقة ، وتعرض القيادي السلفي الصبيحي لمحاولة اغتيال نجا منها باعجوبة نفذت بصاروخ موجة اطلقته القوات الموالية لجماعث الحوثي بناء على احداثيات حصلت عليها من القوات المناهضة للصبيحي والتابعه للتحالف ، وعلى الرغم من تراجع الصراع بين الطرفين إلا أنه لايزال مستمر حتى يتم اخلاء معسكر خالد بشكل كامل .
الإتجاه الإماراتي المكشوف والذي سبق لصحيفة الأخبار اللبنانية أن كشفت التحركات الإماراتية السرية لانشاء اكبر معقتل سري في مديرية المخا الواقعه في الساحل الغربي لليمن بدأ منذ أشهر ، إلا أنه تسارع في الاونه الاخيرة بعد إنسحاب قوات حمدي شكري من معسكر خالد واتاحه المجال للجانب الإماراتي بالانفراد بالمعسكر ، وتتعمد ابو ظبي تحويل المعسكرات إلى معتقلات كبيرة ، فخلال الفترة الماضية حولت عدد من المعسكرات إلى معتقلات سرية مستفيدة من البنية التحتية للمعسكرات ، فبعد أن حولت أبو ظبي كلاً من معسكر العشرين ومعسكر الحزام الامني ومعسكر الرئاسة ومعسكر الانشاءات إلى معتقلات ، تسعى اليوم لأنشاء أكبر معتقل في الساحل الغربي لليمن ، حيث أفادت المصادر أن إلامارات تسعى إلى تحويل جزء من معسكر خالد بن الوليد الذي يبعد عن مدينة تعز بمسافة 60 كيلومترا، يبلغ طول معسكر خالد التي تعتزم الإمارات تحويل جزء كبير منه إلى معتقل12 كيلوا متر ، مجهز بأنفاق أرضية كانت القوات الموالية لهادي والتحالف تتهم الحوثيين باستخدامها مخابئ للصواريخ نظراً لكبرها ، كما يحتوي على عدد من المخابئ والخنادق الخرسانية التي انشئت خلال العقود الماضية ، وتسعى الإمارات إلى الإستفادة من تلك البنية التحتية والتحصينات الكبيرة التي يتسم بها المعسكر الذي يحتل المرتبة الثانية بعد قاعدة العند العسكرية في لحج ، حيث تفيد المصادر إلى أن معسكر خالد التي تعتزم الإمارات تحويلة إلى معتقل خاص بها أنه محاط بسور حجري كبير عرضاً وطولاً، وله ست بوابات منها بوابتين رئيسية تتمثل بالبوابة الشرقية والبوابة الغربية، وبوابتين ثانوية وهي البوابة الشمالية والبوابة الجنوبية .
ويمتد المعتقل الجديد على سلسلة جبلية بطول 2 كلم ويمتلك تحصينات طبيعية تتمثل بالعديد من المرتفعاات والهضاب الحاكمة من جميع الإتجاهات والتي تعد سياج منيع للدفاع عن المعتقل وحمايته .