أزمة البحر الأحمر.. البحرين حلقة وصل بين الأمريكيين وطارق والتنافس شديد بين طارق والزبيدي والمحرمي
الجنوب اليوم | تقرير
كشفت الإثنين الماضي السفارة الأمريكية في البحرين عن تحركات أمريكية مع البحرين بخصوص الوضع في البحر الأحمر.
وأعلنت سفارة واشنطن لدى المنامة أن سفيرها بوندي، التقى بوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية البحرينية عبدالله آل خليفة، وناقش معه التطورات الإقليمية بما في ذلك الوضع بشأن الأمن البحري، والتحالف الأمريكي البحريني المشترك والتعاون الثنائي للأمن.
في هذا السياق تداولت وسائل إعلام يمنية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في الحكومة التابعة للتحالف السعودي الإماراتي التي يقودها رشاد العليمي، عن اتصالات وتنسيق بين التحالف البحري البريطاني الأمريكي ضد قوات صنعاء وبين أعضاء في المجلس القيادي الرئاسي المشكل سعودياً.
ولفتت المصادر أن العضو في المجلس القيادي، طارق صالح هو المعني والمكلف من قبل الأمريكيين بملف التحرك العسكري برياً لمواجهة قوات أنصار الله “الحوثيين” وفتح جبهات لقتالهم لإشغالهم عن معركتهم مع البحرية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ووصولاً لمنعهم من استمرار استهدافهم لسفن الملاحة الإسرائيلية ووقف دعمهم للمقاومة الفلسطينية، وذلك بعد فشل المحاولات الأمريكية بالقصف من الجو ومن البحر في إضعاف قدرات قوات أنصار الله الحوثيين والذين لا يزالون يفرضون قراراهم بمنع مرور الملاحة الإسرائيلية من باب المندب مشترطين للتراجع عن ذلك وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار عن القطاع.
ولفتت المصادر الدبلوماسية أن حلقة الوصل بين الأمريكيين وطارق صالح هي البحرين وسفير واشنطن لدى المنامة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك تنافس كبير بين كل من طارق صالح وعيدروس الزبيدي وأبو زرعة المحرمي على العمل جنباً إلى جنب مع التحالف الأمريكي البريطاني في مواجهة قوات أنصار الله الحوثيين والحصول على دعم مستمر من وزارة الدفاع الأمريكي والبريطانية باعتبارهم جزء من المنظومة العسكرية الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، إلا أن المؤشرات تؤكد أن من بدأ بتنفيذ مهام على الأرض لصالح الأمريكيين هو طارق صالح الذي بدأت تحركاته في هذا الشأن منذ زيارته للبحرين منتصف ديسمبر الماضي ولقائه بقائد قوة دفاع البحرين وأيضاً لقائه بوزير الدفاع البحريني مصطحباً معه قائد اللواء الأول مشاة بحري وقائد خفر السواحل لقطاع البحر الأحمر، ثم زيارة طارق إلى لندن، والتي كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن أنه طلب من البريطانيين الموافقة على ضم قواته ضمن التشكيل العسكري الأمريكي البريطاني في مواجهة قوات أنصار الله الحوثيين وتسليمه ملف الحديدة والسماح له باستئناف المعركة ضد صنعاء للسيطرة على الحديدة بالكامل لمنع استمرار مواصلة استهداف سفن الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية زاعماً أن معظم الهجمات على السفن تنطلق من هذه المنطقة الساحلية.
كما شرع عضو المجلس القيادي الرئاسي التابع للتحالف، أبو زرعة المحرمي، بإصدار فتاوى وتحشيد مقاتلين من أبناء الجنوب للقتال مع التحالف الأمريكي ضد قوات صنعاء وأنصار الله “الحوثيين” وهو ما دفع بعلماء الدين في عدن لإصدار فتوى بحرمة القتال مع الأمريكيين ضد الحوثيين كون ذلك يعتبر خروجاً عن ملة الإسلام وقتال في صف الكفار ضد فئة من المسلمين.
وقال بيان لعلماء عدن الثلاثاء الماضي أن الخلاف مع جماعة الحوثي قائم إلا أن الاستجابة لدعوات المدعو أبو زرعة المحرمي للقتال مع الأمريكيين في صف الإسرائيليين الصهاينة ضد الحوثيين هو كفر وناقض من نواقض الإسلام خاصة وأن الحوثيين قد شهد لهم الإخوة في فلسطين.
أما عيدروس الزبيدي فلا ينفك عن مواصلة مناشداته للأمريكيين والبريطانيين في معظم تصريحاته، حيث يطالبهم بتقديم الدعم المالي والعسكري له لتشكيل قوة عسكرية جنوبية بحرية تساعد التحالف الأمريكي البريطاني في تأمين حركة الملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي، إلا أن كل مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الأمريكيين ولا البريطانيين ولم يلتفت لمناشدات الزبيدي سوى الإعلام الإسرائيلي كصحيفتي جيروزاليم بوست وهآرتس اللتين أفردتا مساحات في الصحيفتين لنشر مواد تتعلق بمسألة الحرب في اليمن وأزمة البحر الأحمر والسبل العملية الناجحة لوقف هجمات أنصار الله الحوثيين ضد الملاحة الإسرائيلية التي كبدت إسرائيل خسائر فادحة.