عدن ,, عودة الإستعمار بعد خمسين عاماً من الاستقلال
الجنوب اليوم | تقرير خاص
في ظل إستعمار إماراتي كامل الاركان ، يحتفل الآلاف من ابناء الجنوب اليوم بذكرى اليوبيل الذهبي للإستقلال ورحيل أخر جندي بريطاني من عدن، إلا أن الإحتفاء اليوم بخروج أخر جندي بريطاني من عدن في ظل حضور الحاكم العسكري الإماراتي أبو احمد الإماراتي ، فهو إحتفاء منقوص .
ففي مثل هذا اليوم رحل الميجر البريطاني داي مورغان قائد الكتيبة 42 كوماندوز التابعة لمشاة البحرية الملكية البريطانية من عدن وتحررت ارض الجنوب من المستعمر البريطاني ، وفقاً لاتفاقيه جنيف التي عقدت بين وفدي حكومة دولة الاحتلال البريطاني والجبهة القومية كمثثل للجنوب وشعبة ، وعقدت في جنيف شهر نوفمبر 67م والتي انتزع فيها وفد الجبهة القومية أعتراف بسيادة الجنوب وهويته واستقلاله والتزم المحتل البريطاني بالانسحاب من كافة اراضي الجنوب والاعتراف بأستقلال الجنوب ، وفي صباح يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 أستقبل الشعب الجنوبي المناضل الشهيد الرئيس قحطان الشعبي والوفد العائد من جنيف بعد أن انتزع من الوفد البريطاني استقلالا كاملا على مستوى السيادتين الداخلية والخارجية, وقالت وكالات الأنباء بأن الشعب استقبل في عدن قحطان الشعبي كبطل تاريخي، فقحطان لم يعد هذه المرة إلى مكان أخر بل عاد إلى مقر الحكم بحي التواهي الذي كان فيه مقر المندوب السامي البريطاني سابقاً ، ليعلنه مقراً لحكم الدوله الجنوبية المستقلة ، وفي مثل هذا اليوم انتخبت القيادة العامة للجبهة القومية المناضل قحطان الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة عامين وكلفته بتشكيل الحكومة واعلان الاستقلال رسمياً.
إلا أن الاحتفال اليوم في عدن في المكلا وفي أبين وفي لحج وفي الضالع وفي شبوة إحتفال منقوص ، كون تلك المحافظات قد وقعت مجدداً تحت الإحتلال الإماراتي ، فاليوم يحتفل الجنوب بذكرى إستقلاله من بريطانيا في ظل إحتلال وهناك من يحاول تناسي واقعه والإحتفاء بذكرى استقلال سابق سقط تحت هيمنه وجبروت وقمع وسطو وارهاب دولة الإمارات التي انشئت 18 سجناً سرياً في المحافظات الجنوبية وتعتقل الآلاف من الجنوبية في سجونها السريه ، وتتفذ سياسة المحتل البريطاني لزرع الفرقة والشتات من خلال استقطاب قبائل متعددة وتوظيف الخلافات والصراعات البينية في المجتمع الجنوبي لخدمة مشروعها الاستعماري في الجنوب .
في ذكرى الاستقلال من المستعمر البريطاني قبل خمسين عاماً ، يحتفل الجنوب اليوم في ظل إستعمار عربي جديد يدير عدن والمحافظات الأخرى بقبضة عسكرية وامنية ، فيتعمد افراغ الجنوب من حيويته وتدمير منشأته وبنيته التحتية الاقتصادية تدميراً ممنهجاً .
فالمحتل الإماراتي ينفذ سياسة تدمير ممنهجة في ميناء عدن وفي موانئ الجنوب ، ويسيطر على منابع النفط في حضرموت وشبوة ، وفي عهده تحولت الموانئ والمطارات إلى سجون سرية ، وتحولت جزيرة سقطرى اليمنية إلى جزيرة محتله من قبل دولة الإمارات يمنع المواطن اليمني الدخول اليها ، وهاهو المحتل الجديد يحول جزيرة ميون اليمنية إلى جزيرة محتله من قبل الإمارات العربية المتحدة .
إن الاحتفال في عدن بذكرى استقلال الجنوب بحماية قوات مواليه للمحتل الإماراتي وبحضور عملاء المستعمر الجديد الذين يسمون انفسهم برئيس واعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الموالى للإمارات الذي عاد عشية ذكرى الاستقلال من عاصمة الاحتلال ابو ظبي ، لوصمة عار في جبين كل من يرى ويشاهد الانتهاكات والجرائم والاعتفالات واعمال السطو والنهب والترهيب واساليب القمع التي تمارسها الإمارات بايادي جنوبية لتوطيد سلطتها الاستعمارية بايادي اولئك العملاء الجدد الذين تحولوا إلى ادوات بيد المحتل الإماراتي وادات قمع وبطش يستخدمها المحتل ضد ابناء الجنوب .
أن الإحتفال بذكرى الأستقلال الاول من المستعمر البريطاني اليوم حقاً لكل جنوبي ولكنه في نفس الوقت ذكرى سنوية هامة لاستلهام العضات والعبر من ثوار اكتوبر واحرار نوفمبر والعمل على خطى الشيخ المجاهد الشيخ الحر غالب راحج لبوزه ورفاقة وعبود ورفاقة والشهيد قحطان الشعبي ورفاقة ،
فعدن التي يحتفل فيها المستعمر الإماراتي بذكرى جلاء أخر جندي مستعمر بريطاني كانت في مثل هذا اليوم قبل خمسين عاماً مدينة ملتهبة ضد المستعمر البريطاني ولايمكن ان تبقى اليوم مستعمرة تفتح ذراعيها للمستعمر الاماراتي وتطرد ابنائها الذين يعيشون في ظل اوضاع ماساوية بسبب التدمير الممنهج الذي قام به المحتل البريطاني لعدن ومؤسساتها ، فالمدينة التي كانت عاصمة لكل الجنوبيين اصبحت سجن مفتوح لابنائها وابناء الجنوب ، واصبحت اليوم بامس الحاجة إلى ثورة شعبية عارمة تكسر قيود المحتل المفروضه عليها وتحرر مينائها ومطارها وقصورها وشوارعا ومداخلها ومخارجها من السطو العسكري الإماراتي والقبضة الامنية التي تفرضها على مواطنيها وعلى ابناء الجنوب .