التحالف السعودي الإماراتي يواصل حربه الاقتصادية على جنوب اليمن
الجنوب اليوم | عدن
يواصل التحالف السعودي الإماراتي تصعيده الاقتصادي ضد المؤسسات الوطنية في المحافظات الجنوبية اليمنية الخاضعة لسيطرته، في محاولة منه لتقويض الاستقرار الاقتصادي وخلق حالة من الفوضى في تلك المناطق، خلافاً لمحاولاته شن حرب اقتصادية على مناطق سيطرة حكومة صنعاء التي تقودها حركة أنصار الله الحوثيين.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الإجراءات التي وصفها محللون اقتصاديون أنها عدوانية والتي تهدف إلى خنق الاقتصاد المحلي.
وقد فرض التحالف حصاراً مشدداً على الموانئ الرئيسية، مثل ميناء عدن وميناء المكلا، مما أدى إلى تعطل حركة التجارة وصعوبة وصول الإمدادات الحيوية والمواد الغذائية إلى المواطنين.
في هذا السياق، تزايدت معاناة السكان المحليين بشكل كبير، حيث رُصدت حالات نقص حاد في المواد الأساسية مثل القمح والأدوية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مسبوق.
وقد دفع هذا الوضع عشرات الآلاف من الأسر إلى حافة الجوع، مما يهدد بحدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق.
من الأمثلة الحية على هذا التصعيد، الحادثة التي وقعت أوائل شهر يونيو عندما منعت قوات التحالف دخول شحنة كبيرة من المواد الغذائية كانت موجهة لإغاثة السكان في مدينة عدن.
ونتج عن هذا الإجراء تأخير كبير في توزيع المساعدات الإنسانية، ما أثار غضب المنظمات الدولية والمحلية التي تعمل على تخفيف معاناة المدنيين.
إضافة إلى مساعي الإمارات تعطيل ميناء عدن تماماً لصالح احتكار تشغيل موانئ دبي، عبر صفقة مشبوهة ظاهرها تسليم إدارة موانئ عدن لشركة أجنبية لتشغيلها، وباطنها تمكين أبوظبي من موانئ جنوب اليمن بهدف تعطيلها تدريجياً فوق ماهي معطلة أساساً منذ سيطرة التحالف على جنوب اليمن.
كما شهد ميناء المكلا في منتصف شهر مايو حادثة أخرى، حيث فرض التحالف قيوداً مشددة على دخول السفن التجارية، مما أدى إلى تراكم الحاويات وتأخير عمليات التفريغ والشحن.
هذا الحصار أثّر سلباً على حركة التجارة وأدى إلى خسائر مالية كبيرة للتجار المحليين.
وتواصل هذه التصرفات العدوانية تهديد حياة الملايين من المواطنين في الجنوب اليمني، في وقت تزداد فيه المطالبات الدولية بضرورة رفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.