الثق الأسود في حضرموت.. قبل وقوع الكارثة
الجنوب اليوم | مقالات
كتب/ احمد باصهي
من عمق المأساة أكتب ، من حضرموت الخير المنهوب والإنسان المنكوب حيث لم يمر في تاريخها أسوأ ولا أشق على سكانها من هذه المرحلة البئيسة حيث يُقتل الإنسان ببطء ويُهدم العمران وتتضاءل الآمال فتُكسر همم الرجال .
الى كل من ولي ولو قيراطا واحدا من المسئولية وإدارة شئون الحكم في حضرموت أوجه هذا النداء : إن الله سيسألكم و يحاسبكم حسابا عسيرا ، والتاريخ لن يرحمكم وستُكتب أسماؤكم في مناشير الخزي والعار جرّاء هذا الإفراط في الظلم والتفريط في المسئولية ، وإنها أمانة خزي أو ندامة يوم القيامة .
وإلى وعاظ السلاطين وطلّاب الشهرة ممن يُحدثون الناس عن الزهد في الدنيا والعزوف عنها وليس عن التصدي لمعتركها والتدافع فيها إحقاقا للحق ودفعا للباطل , ويحدثون الناس عن جبر الخواطر وليس عن نهب القواطر وهو الخطاب الذي يكرّس المقولة الباطلة في أن الدين أفيون الشعوب .
والى الشعب المغلوب على أمره في حضرموت أوجه هذا النداء : لقد أنتخبتم على حين غفلة من الزمن وحسن ظن ليس في محله نوابا وممثلين عنكم فيما يُعرف بمجلس النواب والمجالس المحلية الأخرى وكما ترون أنهم لم يقوموا بما أوكلتموهم القيام به من تمثيل مصالحكم والذود عنها وإن رايتموهم يصدرون البيانات والتنديدات كأي ناشطين ومتطوعين وهي الجعجعة التي استمرأوها وطربوا لها ويتقاضون نظير القيام بها رواتب شهرية بالعملة الصعبة بينما هم يقيمون خارج حضرموت هم ومن صلح ومن لم يصلح من ازواجهم وذرياتهم وتابعيهم بغير إحسان في نعيم مقيم في دول شتى ويمارسون ( سلطتهم التشريعية والرقابية ) عن بعد وزيارات لمم على استحياء بين الحين والآخر .
ألا تستطيعون أيها الناخبون أن تتوجهوا إلى المحاكم لسحب تفويضكم لأولئك القوم وتسجيل موقف قانوني واضح بانهم وقد أخلّوا بما فُوضوا من أجله لم يعودوا يمثلون سكان حضرموت بأي حال من الأحوال ، عسى ولعل أن يساهم هذا الفعل الحضاري السلمي في ردع المجاهرين بالظلم والمستوحشين على هذا الشعب غير آبهين بطول ساعات انقطاع الكهرباء ولا بصيحات الأطفال الرّضع ولا بآهات الشيوخ الرّكع .
إنّ مشكلة الكهرباء إن كانت ثقبا أسود كما وصفها محافظ ذات مرة فان هذا الثقب ربّما يلتهم البلاد بأسرها وحينها لن يُجدي الندم نفعا ، واذا كانت خطا أحمر كما وصفها بعضهم فإن الشعب وهو يتعرض لهذا العبث في خدمة الكهرباء قد أصيب بعمى الألوان وربّما لم يُعد يُفرق بين الخط الأحمر والأزرق وحينئذ ستحلُ الكارثة على الجميع . اللهم إنّي بلغت اللهم فاشهد .