تقرير.. الداعري أول وزير دفاع عربي يتفاخر بتبنيه الخطاب الإسرائيلي ضد أنصار الله
الجنوب اليوم | تقرير
أثار تصريح وزير الدفاع في حكومة عدن التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، محسن الداعري، ردود فعل ناقدة، حيث وصف حركة أنصار الله الحوثيين بالمليشيات الإرهابية بسبب دعمها لغزة في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي واشترط للسلام مع صنعاء وأنصار الله رفعها للحصار الذي تفرضه على الملاحة الإسرائيلية، وقال إن استهدافها للسفن في البحرين الأحمر والعربي سبب رئيسي لعرقلة السلام في اليمن.
وجاء هذا التصريح في حوار مع “إرم نيوز” الإماراتية، حيث أكد الداعري أن “لا سلام حقيقي يلوح بالأفق” مع من أسماها “المليشيات الحوثية”، وأن “لا قاعدة وركيزة للسلام إلا بهزيمتهم وإخضاعهم بالقوة”، وهي دعوة عدّها مراقبون بأنها بمثابة الطلب والاستنجاد بالأمريكيين لمواصلة حربهم العسكرية ضد صنعاء وأنصار الله بشكل أكبر وبالتدخل البري المباشر لهزيمة صنعاء ومنعها من مواصلة مساندة المقاومة الفلسطينية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذه التصريحات تعكس بوضوح تبني الداعري للأجندة الأمريكية والإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية وضد من يساندها، خصوصًا في ظل دعم أنصار الله المستمر لغزة عسكريًا، والذي يشكل مصدر إزعاج كبير لأمريكا وحلفائها.
الموقف الأمريكي الداعم لحكومة عدن سياسياً وتوجيهها لتنفيذ أجنداتها في اليمن يظهر جلياً في هذا التصريح، حيث أشار الداعري إلى أن “الحكومة اليمنية الشرعية” لن تتجه للسلام مع “الحوثيين” بسبب استمرارهم في استهداف السفن في البحرين الأحمر والعربي وتخادمهم الواضح مع من أسماها “التنظيمات الإرهابية” في إشارة منه إلى المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس والجهاد الإسلامي والتي تصنفهما الدول التي أنشأت هذه الحكومة وتستضيفها عندها (السعودية، والإمارات) تصنفان المقاومة الفلسطينية بأنها تنظيمات إرهابية تماشياً مع التصنيف الأمريكي والإسرائيلي، وبالتالي فوزير دفاع حكومة عدن التابعة للتحالف يعتبر التشارك والتنسيق بين قوات صنعاء بقيادة أنصار الله الحوثيين والمقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية والمقاومة اللبنانية في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي هو “تخادم بين الإرهابيين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية” حسل توصيف الداعري في حواره لموقع إرم نيوز الإماراتي.
الداعري أبرز في تصريحه تمسك حكومته بالنهج العسكري الذي يتماشى تماماً مع الأجندة الأمريكية التي تدعم التصعيد العسكري في اليمن وترفض أي تقدم للحل السلمي لإنهاء الحرؤ على اليمن إلا بعد توقف صنعاء بقيادة أنصار الله عن استهداف السفن المرتبطة والمتعاملة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وهو الموقف الصريح والواضح الذي عبر عنه المسؤولون الأمريكيون وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي لليمن تيم ليندركينج والسفير الأمريكي ستيفن فاجن واللذين أكدا في أكثر من مناسبة رفض واشنطن القاطع للمضي في أي عملية سلام في اليمن قبل توقف صنعاء عن استهداف سفن إسرائيل والملاحة الإسرائيلية والسفن الحربية الأمريكية التي تتمركز في البحر الأحمر في محاولة فاشلة لحماية الملاحة الإسرائيلية.
ولعل تصريحات وزير دفاع حكومة عدن تعكس استمرار استخدامها أمريكيا لتحقيق مصالحها ومصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
ويؤكد مراقبون إن تصريحات وزير الدفاع بحكومة عدن، لا تعكس سوى التبعية الواضحة للأجندات الأمريكية والإسرائيلية في اليمن، وتؤكد على محاولة أمريكا استخدام النزاع اليمني كوسيلة للضغط على أنصار الله بسبب دعمهم المستمر لغزة، وهذا التصعيد العسكري المستمر يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية ويعوق فرص الوصول إلى حل سلمي للنزاع.