منبر كل الاحرار

الحسني يكتب: ملايين صنعاء

الجنوب اليوم | مقالات

 

كتب: عادل الحسني

‏طوفان بشري شارف على الهلاك، ولكن لا يزال على الموقف ثابت

لا يمكن تجاوز هذه الملايين، ولا يمكن صم الآذان عن صوت الشعب الثابت

هذه الملايين ليست جميعها حوثية، بل أنَّ الحوثي وحده ليس صنعاء.

صنعاء أم الجميع، صنعاء كبيرة تضم كل اليمن، والقفز على صوت صنعاء ليس صوابًا.

مَن أمامكم يمنيون صبروا وصابروا ولا يزالون. سنوات من الحصار والتجويع لم تزدهم إلا تمسكًا وقوة.

 

استمرار حصار هذه الملايين، والإمعان بتأزيم الوضع قد يحولهم إلى جيوش مقاتلة، لا يخفف عنهم إلا أمل السلام الذي يرونه قريبًا، ولكن التلويح بمزيد من المعاناة سيكسر جدار الصبر، ومن العقل والمنطق، ومن الشرف والأصالة ألَّا يتم استخدام معاناة الشعب أوراقًا للشد والجذب.

 

توحيد البنك والعملة وإعادة تصدير النفط عبر لجان مشتركة هي أولى الحلول، على أن يتم التوريد للبنك اليمني لا السعودي.

ويتم صرف مرتبات المواطنين المنقطعة لسنوات، بينما تجار الحروب يستلمونها بالريال والدرهم.

 

التوافق على الملف الاقتصادي مدخل مهم لحل الكثير من الأزمات، واستشعار معاناة اليمنيين مدخل لحل جميع الملفات.

 

نقل الصراع إلى الجانب الإنساني، والمتاجرة بظروف ملايين اليمنيين يؤخر الحل ويعيد الصراع إلى نقطة متأخرة.

إن أردتم صراع الحوثي فأمامكم الجبهات، وليحكم من غلب أما حصار الشعب الفقير فهي جريمة إنسانية جماعية.

 

لا نرجو إلا أن تتوافق الأطراف ونهنأ بيمن مستقر بلا حروب، وعلى الجميع أن يستمع لصوت صنعاء، فصوتها قوي وليس من الحكمة تجاوزها، والحرب أرهقتنا وأكلتنا وشتتنا وجرأت الصغير والكبير علينا.

وهمسة أخيرة أقولها:

لا عيب في التراجع، بل أنَّ التراجع في سبيل المصلحة الكُبرى من شيم الكبار

وكما نقول نحن البدو ” امجيد لا حلف يتراجع”

فعلى الجميع أن يراجع خطواته، ويتراجع لأجل الشعب ومصالحه، وعلى الجميع الاتفاق في تحييد كل ما يمس الشعب وحياته كالمرتبات والمطارات وتصدير النفط والبنوك والعملة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com