إغلاق محلات بيع الدجاج في عدن احتجاجاً على انهيار الريال اليمني
الجنوب اليوم | خاص
أقدمت محلات بيع الدجاج الحي في مدينة كريتر بمدينة عدن، اليوم الثلاثاء، على إغلاق أبوابها احتجاجاً على الانهيار المتواصل للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية. وأكد مواطنون أن مالكي المحلات قرروا الإغلاق التام لمحلاتهم حتى يتم اتخاذ إجراءات جادة لوقف هذا الانهيار الكارثي الذي انعكس بشكل سلبي على مختلف أسعار السلع.
يعاني الاقتصاد في المناطق الجنوبية لليمن، الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي، من تدهور حاد في العملة المحلية، حيث وصل سعر الدولار الأمريكي الواحد إلى قرابة 2000 ريال يمني. هذا الانهيار السريع للعملة أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، مما جعل الحياة اليومية للمواطنين أكثر صعوبة.
وأشار مواطنون إلى أن الحكومة التابعة للتحالف لم تتخذ أي خطوات فعلية للتدخل ووقف هذا التدهور، مما زاد من غضب واستياء السكان المحليين. وأكد مالكو محلات بيع الدجاج أنهم سيستمرون في إغلاق محلاتهم حتى تتم معالجة الأزمة الاقتصادية الحالية بجدية، مطالبين الحكومة بتحمل مسؤولياتها واتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية.
وتعيش المناطق الجنوبية من اليمن تحت وطأة أزمات اقتصادية متلاحقة منذ بداية الحرب في 2015، حيث أدى النزاع إلى تدمير البنية التحتية وتعطيل الأعمال التجارية. تسببت السياسات المالية غير المستقرة والفساد في زيادة الأعباء على الاقتصاد المحلي، مما أدى إلى تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم.
وحاولت الحكومة المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي تقديم بعض المساعدات المالية، إلا أن تأثير هذه المساعدات كان محدوداً في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها. في الوقت نفسه، نجحت حكومة صنعاء في مناطق سيطرتها في تحقيق بعض الاستقرار الاقتصادي، حيث تمكنت من الحفاظ على قيمة الريال اليمني عند مستويات أكثر استقراراً، مما يعكس تفاوتاً كبيراً بين الوضع الاقتصادي في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد.
ويعتبر إغلاق محلات بيع الدجاج في عدن مؤشراً واضحاً على تفاقم الأزمة الاقتصادية في المناطق الجنوبية من اليمن. يطالب المواطنون ومالكو المحلات الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لوقف تدهور العملة وتحسين الظروف المعيشية، وسط دعوات متزايدة للتدخل الدولي لحل الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد.