التوترات في حضرموت: صراع أطراف التحالف السعودي الإماراتي على النفوذ
الجنوب اليوم | تقرير
تشهد محافظة حضرموت في جنوب اليمن تصاعدًا كبيرًا في التوترات والصراعات السياسية والعسكرية، وسط سباق محموم بين الأطراف التابعة للتحالف السعودي الإماراتي للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية.
زيارة العليمي ورفض الانتقالي
في ظل هذا الصراع، جاءت زيارة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى المكلا لتزيد من حدة التوتر. وصف مصدر مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي الزيارة بأنها سياسية واستعراضية، مشيرًا إلى أن العليمي لم يقدم شيئًا للمحافظة وأن زيارته غير مرحب بها. يرى المجلس الانتقالي أن هذه الزيارة قد تكون محاولة للزج بحضرموت في مشاريع مرفوضة من قبل أبناء المنطقة.
تحركات أبوظبي وأدواتها
في هذا السياق، يقود عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، حملة لتحريك الفصائل العسكرية التابعة للإمارات باتجاه وادي حضرموت. تسعى هذه الفصائل إلى فرض سيطرتها على المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، مما يعزز من نفوذ الإمارات في جنوب اليمن ويعمق من تحكمها في مفاصل القرار العسكري والسياسي هناك.
تحركات السعودية وأطرافها
من جهة أخرى، تدفع السعودية برئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى تسليم حضرموت إلى قواتها، حيث تسعى الرياض إلى تعزيز نفوذها في هذه المنطقة التي تعتبرها مطمعًا استراتيجيًا منذ عقود. تأتي هذه التحركات في إطار التنافس بين الرياض وأبوظبي على مناطق النفوذ في جنوب اليمن، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية تضمن له السيطرة على الموارد والمواقع الحيوية.ويؤكد مراقبون أن هذه التحركات تؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع الحضرمي وزيادة التوترات بين الفصائل المحلية، مما يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة. كما أن استمرار هذا الصراع يعكس مدى ارتهان القوى والأطراف الموالية للرياض أو أبوظبي لأجندات هذا التحالف السعودي الإماراتي، مما يضعف من فرص تحقيق السلام والاستقلال واستعادة السيادة.
في ظل هذه الظروف، يتضح أن الأطراف المحلية لا تزال تؤدي دوراً وظيفياً لخدمة أجندات الخارج بل وتتسابق لتنفيذ هذه الأجندات على حساب مصلحة بلادها وشعبها، متجاهلة بذلك تطلعات أبناء المناطق الجنوبية في عودة الاستقلال والسيادة اليمنية في مناطقهم.