انهيار اقتصادي في الجنوب.. ما الذي يعكسه تفاوت سعر الصرف بين الشمال والجنوب في اليمن؟
الجنوب اليوم | خاص
تعكس أسعار الصرف في اليمن واقعاً اقتصادياً مريراً يعاني منه سكان المناطق الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي.
ففي مدينة عدن، سجلت أسعار الصرف مستويات مرتفعة جداً، حيث بلغ سعر شراء الدولار الأمريكي 1895 ريالاً يمنياً وسعر البيع 1904 ريالاً. أما الريال السعودي فقد بلغ سعر الشراء 495 ريالاً يمنياً وسعر البيع 496 ريالاً.
في المقابل، تظهر بيانات الصرف في صنعاء، التي تسيطر عليها قوات الحوثيين، فروقات كبيرة، حيث بلغ سعر شراء الدولار الأمريكي 535 ريالاً يمنياً وسعر البيع 538 ريالاً. فيما بلغ سعر شراء الريال السعودي 140 ريالاً يمنياً وسعر البيع 140.5 ريالاً.
وتشير هذه الفروقات الكبيرة في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء إلى عدة عوامل جوهرية تؤثر على الوضع الاقتصادي في اليمن.
وحسب محللين اقتصاديين فإن ما تشير إليه هذه الفروقات: أولاً، تعكس الأسعار المرتفعة في عدن انهياراً اقتصادياً حاداً تعاني منه المناطق الجنوبية، نتيجة السياسات المالية والاقتصادية التي يفرضها التحالف السعودي الإماراتي. إذ يتحكم التحالف بالملف الاقتصادي والمالي والقرار السيادي هناك، مما يفاقم من معاناة السكان ويزيد من مستويات الفقر والبطالة.
ثانياً، يظهر الفارق الكبير في سعر الصرف بين الشمال والجنوب مدى استقرار الوضع الاقتصادي النسبي في صنعاء مقارنة بالمناطق الجنوبية. حيث تُظهر الأرقام أن العملة اليمنية تفقد قيمتها بشكل أسرع في عدن، ما يعكس حالة من الفوضى الاقتصادية وانعدام الثقة في السياسات المالية المتبعة من قبل التحالف.
وتتسبب هذه الفروقات في زيادة الضغط على سكان المناطق الجنوبية الذين يواجهون ارتفاعاً كبيراً في تكاليف المعيشة، في ظل تدهور الخدمات الأساسية وانعدام الأمن الاقتصادي.
ومن المتوقع أن تستمر هذه المعاناة ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لإعادة بناء الاقتصاد وتوجيه السياسات المالية نحو دعم استقرار العملة وتخفيف الأعباء عن المواطنين.
في النهاية، تظل الأزمة الاقتصادية في اليمن، وخصوصاً في المناطق الجنوبية، مرآة للوضع السياسي المعقد والتدخلات الخارجية التي تعرقل أي جهود لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.