اغتيال إسماعيل هنية: تصعيد خطير من إسرائيل وتبعات كارثية محتملة

الجنوب اليوم | تقرير

في تصعيد خطير ومفاجئ، اغتال كيان الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية، خلال زيارته لإيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. ويُعتبر هذا الاغتيال خطوة غير مسبوقة، ومن المتوقع أن يكون لها تبعات كبيرة على الساحة الفلسطينية والإقليمية.

البعد السياسي للعملية

يأتي اغتيال هنية كمحاولة من إسرائيل لتحقيق انتصار رمزي بعد الفشل الذريع في القضاء على حركة حماس وإطلاق الأسرى من غزة. ويرى محللون أن الفشل الإسرائيلي في غزة دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستفراد بقائد سياسي كان موجوداً كضيف في دولة أجنبية، في خطوة تعكس حالة الارتباك والضغط الذي يعيشه الكيان الصهيوني.

انعكاسات العملية على المفاوضات

هنية، الذي شغل منصب رئيس وزراء فلسطين، كان يمثل الطرف الفلسطيني الذي يتفاوض مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن تنسحب حركة حماس من أي مفاوضات مستقبلية مع كيان الاحتلال، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل أي حلول سياسية بعيدة المنال.

تداعيات إقليمية ودولية

عملية الاغتيال التي وقعت داخل العاصمة الإيرانية طهران، تُعتبر اختراقاً خطيراً من الموساد الإسرائيلي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعد اعتداءً مباشراً على إيران وعلى أحد ضيوف الدولة. هذه العملية تأتي بعد أقل من 24 ساعة من استهداف قائد بالمقاومة اللبنانية في بيروت، مما يثير تساؤلات حول انعكاسات هذه العمليات على الساحة الفلسطينية وغزة والجبهة اللبنانية وإيران.

توقعات الردود

يتوقع مراقبون أكثر من سيناريو للرد على اغتيال هنية، منها قصف إيران بشكل مباشر لكيان الاحتلال الإسرائيلي. وتشير التحليلات إلى أن ما أقدمت عليه إسرائيل لم يسبق أن أقدمت عليه أي دولة في التاريخ، مما يجعل توقعات الرد متباينة وغير محسومة.

أسباب لجوء الكيان لاغتيال هنية

الوضع الداخلي في إسرائيل

نتائج العدوان الإسرائيلي حتى اللحظة تظهر أن الكيان لم يحقق شيئاً من أهدافه. المدن الشمالية للكيان معطلة ومهجّرة وتحت نيران المقاومة اللبنانية، ومن بقي من سكانها في الخنادق. مليون مستوطن إسرائيلي هاجروا وتركوا الكيان الصهيوني، والموانئ الإسرائيلية، وخصوصاً إيلات، مغلقة بفعل الحصار اليمني المطبق على الكيان.

أزمة الكيان الإسرائيلي

الكيان الإسرائيلي يعيش وضعاً معطلاً ومستوطني غلاف غزة في الخنادق وسكانها مهجّرون. الشريان الوحيد المنقذ لكيان الاحتلال هو الجسر البري العربي السعودي الإماراتي الأردني. المجتمع داخل الكيان الإسرائيلي منهار والانقسامات والتمردات توسّعت بسبب استمرار الحرب بلا فائدة.

تداعيات

إن اغتيال إسماعيل هنية يمثل تصعيداً خطيراً من قبل إسرائيل، ومن المتوقع أن يؤدي إلى تبعات كارثية على مختلف الأصعدة. تبقى الأنظار متجهة نحو الردود المحتملة من قبل حماس وإيران والمقاومة اللبنانية، ومدى تأثير هذه التطورات على مستقبل الصراع في المنطقة.